رحلة عبر التاريخ والثقافة.. تطوير الطريق الدائري لافتتاح المتحف المصري الكبير

صورة موضوعية
صورة موضوعية

باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، يشهد مشروع التطوير للطريق الدائري استعدادات مميزة، حيث يتضمن إضافة جماليات مصرية مميزة تعكس تراثها العريق،  يشمل المشروع زراعة النخيل، وإنشاء جداريات توضح معالم مصر الأثرية، وتجديد المباني بألوان متناسقة وزخارف تعبر عن الحضارة المصرية، مما يضفي جاذبية خاصة على المنطقة.

يبدو أن المشروع يعتني بتحسين الجمالية العامة للمنطقة المحيطة بالطريق الدائري، من خلال إضافة العناصر التراثية والزخارف التي تعكس الحضارة المصرية القديمة، وذلك من خلال إنشاء جداريات توضح معالم مصر الأثرية وزراعة النخيل لإكمال الصورة البصرية للطريق. كما يشمل المشروع تجديد المباني وإضافة الرسومات والزخارف التي تعبر عن التراث المصري، وإضافة العناصر التراثية والجدارية على المباني السكنية والحوائط الخضراء والنباتات المتسلقة لتحسين المظهر العام للطريق الدائري.

يعزز المشروع أيضًا الجانب التكنولوجي والجمالي للمنطقة، من خلال تركيب ألواح معدنية مثقبة مقاومة للعوامل الجوية وأعمدة إنارة تعتمد على الطاقة الشمسية، وشاشات عرض إعلانية لتعزيز الاتصال والتواصل في المنطقة، كما يتضمن المشروع إقامة حائط حجري مزخرف بزخارف فرعونية لإضفاء طابع تراثي وفخامة على المنطقة، بالإضافة إلى تركيب أعمدة إنارة بالطاقة الشمسية لتوفير الإضاءة بطريقة صديقة للبيئة واقتصادية.

وتشهد المناطق المحيطة بالمتحف الكبير جهودًا ملموسة للتطوير والتحسين، بهدف تعزيز جمالية المكان وتحقيق التوازن مع التاريخ العريق لمصر، في مدخل طريق الإسكندرية الصحراوي، يتم تنصيب مجسمات تجسد رموز مصر في مختلف المجالات.

وتتجسد الهوية المصرية بوضوح على طول الطرق الرئيسية في القاهرة، حيث تزخر بالصور الفرعونية التي تعكس تراث مصر العظيم وحضارتها الفرعونية العريقة. يظهر الطريق الدائري صور ملوك مصر وأسماؤهم بالهيروغليفية، مما يعكس الهوية البصرية للمنطقة ويستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير بمظهر يليق بتاريخ مصر العظيم.

تتزين المناطق المحيطة بالمتحف الكبير والأهرامات بصور رموز العصر الحديث في كافة المجالات الفنية والسياسية والرياضية، مما يعكس تواصل الحضارة المصرية العريقة مع العصر الحديث وتطورها المستمر.

مشروع تطوير منطقة الأهرامات: نحو تجربة سياحية مميزة وبيئة مريحة:

ويأتي مشروع التطوير الذي يشمل إنشاء منطقة أنشطة سياحية تطل على الأهرامات والمتحف المصري الكبير كخطوة مهمة لجذب الزوار وتوفير تجربة سياحية مميزة، مع توفير بيئة جمالية ومريحة للسكان المحليين والزوار على حد سواء.

تحولات جديدة حول المتحف المصري الكبير لتعزيز جاذبيته وتحسين تجربة الزوار :

تنفيذ أعمال تطوير وتجميل ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير يمثل جهداً هاماً لتعزيز جاذبية المتحف وتحسين تجربة الزوار. يمكن أن تشمل هذه الأعمال تجديد البنية التحتية للطرق، وتحسين المرافق العامة مثل الإنارة والمناطق الخضراء، بالإضافة إلى إضافة عناصر فنية وثقافية تعكس التراث المصري الغني وتعزز الجاذبية السياحية للمنطقة.

وتحقيق النقلة الحضارية تتطلب أيضًا التفكير في الجوانب الثقافية والفنية والتاريخية، مثل تنظيم فعاليات ثقافية وفنية، وتوفير المساحات للفنانين المحليين، وإدماج العناصر التاريخية والثقافية في تصميم المنطقة المحيطة بالمتحف.

إن تنفيذ هذه الخطة بشكل فعال سيكون له تأثير إيجابي كبير على الجذب السياحي والتنمية الاقتصادية للمنطقة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي للمجتمع المحلي والزوار الدوليين.

تقدم نسب تنفيذ أعمال التطوير، بدءًا من ميدان الرماية مرورًا بطريق القاهرة إسكندرية - الصحراوي وطرق كفر غطاطى والمنصورية.

تطوير ميدان الرماية ومدخل مساكن الضباط: رحلة جمالية في عالم الطبيعة والثقافة :

تعتبر منطقة ميدان الرماية ومدخل مساكن الضباط من الأماكن الحيوية والتاريخية في القاهرة، حيث تجتمع الثقافة والتراث مع الحياة الحضرية المعاصرة. تهدف هذه المبادرة إلى رفع كفاءة وتجميل هذه المنطقة الهامة، من خلال إجراء أعمال تحسين وتجميل للمسطحات الخضراء واللاندسكيب، بالإضافة إلى تجميل الأسوار بشكل متناسق ودعم منظومة الإنارة والإضاءات الجمالية.

سيتم أيضًا زراعة النخيل والتشجير لإضفاء مزيد من الجمالية والهواء النقي على المنطقة، مما يعزز جاذبيتها كوجهة سياحية وثقافية رائدة في العاصمة المصرية.

ومن المهم مراعاة المعايير الجمالية والحضارية في تنفيذ الأعمال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، الذي يمثل رمزاً حضارياً وثقافياً بارزاً. يجب أن تكون جميع الأعمال متسقة في التصميم والتنفيذ، مع التركيز على تحسين المظهر العام للمنطقة وتعزيز جاذبيتها السياحية والثقافية.

بالنسبة لرفع المخلفات والرتش نواتج الأعمال، يجب أن تُعطى هذه العملية الأولوية القصوى، ويجب أن تتم بانتظام وبشكل منتظم للحفاظ على نظافة المحيط وجماليته. يمكن تطبيق إجراءات مناسبة لجمع وتخزين المخلفات والرتش، وتصريفها بطريقة صحيحة وبيئية، مما يساهم في الحفاظ على نظافة وجمالية المنطقة بشكل دائم.

توجيه برفع كفاءة الأرصفة والتوسع في أعمال التشجير في منطقة حدائق الأهرام القديمة يعكس الاهتمام بتحسين البنية التحتية وتعزيز جمالية المنطقة التاريخية. من خلال تحسين الأرصفة وتوسيعها، يمكن تحسين تدفق حركة المرور وتحقيق السيولة المرورية في المنطقة، مما يسهم في تحسين تجربة الزوار وتعزيز الحياة الحضرية المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحقيق تحسينات بيئية وجمالية من خلال التوسع في أعمال التشجير، حيث يعمل الأشجار والنباتات على تحسين جودة الهواء وتوفير بيئة مريحة وجذابة للسكان المحليين والزوار. توسيع الأرصفة وزيادة المساحات الخضراء يمكن أن يسهم أيضًا في تعزيز الصحة العامة والعافية النفسية للمجتمع المحلي.

تحسين المظهر والبنية التحتية :

توجيه اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة بإقامة أسوار على أحد الأراضي الفضاء ورفع كفاءة وترميم الأرصفة حتى مطلع الطريق الدائري، وتغطية مهمات الإنارة والكهرباء من الأسلاك والكابلات، يعكس الاهتمام بتحسين المظهر العام والبنية التحتية في هذه المنطقة المهمة. 

إقامة الأسوار ستسهم في تحديد حدود المنطقة بشكل واضح وتوفير الخصوصية والأمان، بينما يمكن لرفع كفاءة وترميم الأرصفة تحسين تجربة المشاة وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم. بالإضافة إلى ذلك، تغطية مهمات الإنارة والكهرباء من الأسلاك والكابلات يسهم في تحسين المظهر العام للمنطقة ويقلل من المخاطر الناتجة عن الأسلاك المعلقة.

تنفيذ هذه الإجراءات سيعزز جاذبية المنطقة ويحسن من جودة الحياة للمقيمين والزوار على حد سواء.

تحسين مظهر منطقة كفر غطاطى: 

تطوير وتجميل المنطقة الواقعة أسفل الطريق الدائري بمنطقة كفر غطاطى يشكل جزءًا هامًا من جهود تحسين البنية التحتية وجمالية المنطقة. تشمل الأعمال الموجهة من قبل السلطات المحلية تركيب بلاط إنترلوك لتحسين سطح الطرق، وتركيب أعمدة إنارة لتحسين الإضاءة في المنطقة، وأعمال التشجير لتوفير بيئة مريحة وجمالية. كما يجب الانتهاء بسرعة من أعمال رفع الكفاءة والقضاء على المخلفات والرتش لتحسين المظهر العام للمنطقة وجعلها مكانًا نظيفًا وجذابًا للمقيمين والزوار.

وجه المحافظ بسرعة استكمال دهان وتحسين الرؤية البصرية لواجهات العقارات المطلة على الطريق الدائري بمحيط المتحف الكبير يعكس الرغبة في تعزيز جمالية المنطقة وجعلها تتناسب مع أعمال التطوير الجارية في المنطقة. من خلال تحسين الرؤية البصرية واستكمال دهان وتجميل الواجهات، يمكن تعزيز الطابع الحضاري والجمالي للمنطقة، وجذب المزيد من الزوار والمستثمرين.

إن استكمال هذه الأعمال بسرعة سيسهم في تحسين الصورة العامة للمنطقة وإبراز جاذبيتها السياحية والثقافية. كما سيعزز هذا الإجراء الشعور بالانتماء والفخر بالمكان بين سكان المنطقة ويعكس الاهتمام بتطوير المجتمع المحلي.

توفير 770 مليون دولار من تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير: جهود الترشيد والجودة:

بفضل جهود الترشيد والجودة، أكد اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، من تحقيق توفير يقدر بـ 770 مليون دولار من تكلفة إنشاء المشروع، الذي يبلغ إجمالي قيمته التقديرية 1.6 مليار دولار، بما يقارب الـ 14 مليار جنيه من تكلفة الإنشاء المقدرة للمشروع.
 
بفخر، أكد اللواء عاطف مفتاح أن جهود الترشيد في النفقات لم تؤثر على جودة التشطيبات أو مساحات المسطحات، مما يعكس الاهتمام العميق بكل جنيه يتم صرفه في المشروع.

وأشار الي أن عند المقارنة بين المتحف المصري الكبير وآخر المتاحف المفتوحة  يظهر أن المتحف المصري الكبير يتميز بمساحة أكبر، مساحة 6 آلاف و400 متر مسطح، ويضم 600 قطعة منها 300 من متحف لوفر أبو ظبي، حيث يمتد على مساحة تبلغ 8 آلاف متر مربع، مما يوفر مساحة إضافية لاستعراض العديد من المعروضات وتوفير تجربة أثرية مميزة للزوار.

 يبدو أن المتحف المصري الكبير يتمتع بتكلفة إنشاء أقل بكثير من تكلفة متحف لوفر أبو ظبي، حيث تبلغ تكلفة الأخيرة 3.2 مليار يورو، في حين أن تكلفة المتحف المصري الكبير تصل إلى 1.6 مليار دولار، مما يعكس كفاءة الإدارة المالية والتخطيط الجيد للمشروع. كما يظهر أيضًا أن المتحف المصري الكبير يتمتع بمساحة أكبر بمقدار 20 ضعف مساحة متحف أبو ظبي، مما يسمح بعرض مجموعة أوسع وتجربة ثقافية أكثر شمولًا للزوار.

تميّزت جهود إنشاء المتحف المصري الكبير بالترشيد الناجح في النفقات، حيث لم تلجأ وزارة الآثار إلى شركات خارجية لنقل القطع الآثرية إلى المتحف، بل قامت بذلك باستخدام كوادرها الخاصة. بفخر، أعلنت الوزارة نقل 50% من القطع الآثرية الكبيرة الحجم عبر الدرج العظيم، بينما تم نقل 44 ألف قطعة حتى الآن، مع وجود خطة لزيادتها إلى 87 ألف قطعة.

أكد اللواء عاطف مفتاح أن مساحة العرض المتحفي في المتحف المصري الكبير تبلغ 35 ألف متر مربع مغلق، بالإضافة إلى 55 ألف متر مربع مكشوف، وتتجاوز مساحة المنطقة الاستثمارية والخدمات أكثر من 65 ألف متر مربع، حيث تضم مولًا تجاريًا ومنطقة للمطاعم وسينما ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى خدمات أخرى متنوعة، مما يجعل تجربة الزوار مميزة وشاملة لكل الاحتياجات.

أكد اللواء عاطف مفتاح أنه من الضروري الاستعانة بشركة دولية مُطعمة بأيادي مصرية لتشغيل وإدارة الخدمات بالمتحف، وذلك لضمان الحفاظ على الاستثمار الضخم الذي بلغت قيمته 20 مليار جنيه ولجلب العائدات المالية.

 وشدد على أن هذا الإجراء لا يعني التنازل عن سيادة الوزارة على الآثار، وأن إدارة الشركة أو التحالف للأثار يخضع لسلطة الوزارة وفقًا لقوانين الآثار.

يتميز المتحف بمجموعة متنوعة من المحال التجارية و10 مطاعم، من بينها اثنان يطلان على أهرامات الجيزة. كما يضم المتحف قاعة للمؤتمرات تسع لـ9,000 شخص، وصالة عرض سينمائية تسع لـ500 فرد، ومركزًا لتعليم الحرف التراثية والفنون التقليدية، ومكتبات، ومساحات مخصصة لإقامة الفعاليات، بالإضافة إلى مبنى متعدد الأغراض يلبي مختلف احتياجات الزوار.

سيتولى وزارة الآثار مسؤولية إدارة كل ما يتعلق بالقطع الأثرية، بما في ذلك المعامل والمراكز للترميم، والمخازن للآثار، وقاعات العرض المتحفية، بالإضافة إلى تأمينها وضمان سلامتها والحفاظ عليها.

بناءً على التصريحات السابقة للمشرف العام على المشروع، من المقرر طرح كراسة الشروط لإدارة وتشغيل الخدمات بالمتحف، وذلك على التحالفات الخمسة التي تم الإعلان عنها في ديسمبر 2018. سيتم اختيار الشركة أو التحالف الفائز على أساس أفضل العروض المقدمة. ويشملت القائمة المختصرة للتحالفات والشركات المؤهلة أربع تحالفات مصرية-دولية وشركة فردية واحدة، مما يعكس التنوع والاهتمام بتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والجودة في إدارة وتشغيل المتحف.

تم الإعلان عن إجراءات التأهيل المسبق لإدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متاحف العالم، من قبل وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والآثار في 10 يونيو الماضي. يتمتع المتحف بمساحة تبلغ 500,000 متر مربع، حيث يضم آثار حضارة واحدة، ويحتوي على مجموعة تضم 100,000 قطعة آثرية، منها 50,000 معروضة و50,000 في المخازن.

 تمثل هذه القطع الآثرية حضارة مصر القديمة منذ ما قبل التاريخ وحتى العصور اليونانية والرومانية، ويمتد المتحف على مساحة تبلغ 92,000 متر مربع. من المتوقع افتتاح المتحف بالكامل في عام 2020.

اقرا ايضا | تأجيل محاكمة 3 مسؤولين بالمتحف المصري بتهمه اختلاس تمثال أثري