صفعة على وجه إسرائيل| فشل استخباراتي يكشف غباء الموساد!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: هانئ مباشر

كشفت عملية «طوفان الأقصى» التى شنتها حركة حماس فى عمق الأراضى الإسرائيليّة، وما تلاها من أحداث على مدار الأسابيع الماضية، فشلاً ذريعاً لأجهزة الدفاع والأمن والاستخبارات فى إسرائيل، فقد أخفق جهاز الأمن العام «شين بيت» والمخابرات العسكرية الإسرائيلية والموساد فى رصد عمليات التخطيط والتدريب والإمداد الممهدة لهذا الهجوم المعقد برًا وبحرًا وجوًا!

وبلسان الإسرائيليين أنفسهم فإن ما حدث هو فشل كبير لنظام المخابرات والجهاز العسكري في غزة، كما يرى الجنرال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الذي قال: «ارتكبنا خطأ فادحا، بمن فيهم أنا، لاعتقادنا بأن حماس بإمكانها تغيير طبيعتها، وإضافة إلى الفشل العملياتي لأجهزة الاستخبارات في الكشف عن التخطيط للهجوم وفشل الجيش في منعه، فإن النهج الذي تتبعه إسرائيل إزاء حماس خطأ بكامله، سمعنا من أصدقائنا حول العالم أنهم يتصرفون بمسئولية أكبر، وصدقنا ذلك من غبائنا».

اللواء محمود منصور، الخبير العسكري رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية يقول: إذا نظرنا لأحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ سنجد أنفسنا أمام جيش (الجيش الإسرائيلي) لا يمتلك أجهزة استطلاع أو مخابرات، وأستطيع أن أؤكد أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية ينبغي إلغاؤها، وأن يعمل العاملون بها في وظائف أخرى، فنحن أمام فشل ذريع وغطرسة وغرور وصلف في التعامل مع الأمور، وفي نفس الوقت نحن أمام تكرار لنفس الأخطاء، ويكفي حالة الهلع التي نرى عليها الجنود الإسرائيليين وقادتهم بل والمدنيين الذين يسارعون بالاختباء كالجرذان في الجحور بمجرد سماع صافرات الإنذار.

ويشير إلى أنه من المفترض أن التوغل البري خطة إسرائيلية لتكبيد الفلسطينيين أكبر قدر من الخسائر، وتحقيق أكبر استنزاف للفلسطينيين حتى يقبلوا بالنزوح إلى خارج القطاع، لكن هذا التوغل أمر محكوم عليه بالفشل عسكريا، وليس سوى مغامرة خطيرة لتحقيق مكاسب سياسية، حيث أدى لحدوث خسائر فادحة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويؤكد أن النهج المصري في التعامل مع الأزمة الراهنة يتسم بالعقلانية ويقيس الأمور لما يحدث في غزة وجنوب إسرائيل بدقة، وبمعلومات وبيانات دقيقة تجعله يرى الآثار السلبية المترتبة على التوغل البري حال حدوثه، وأثره في دول المنطقة.

فيما يقول اللواء محمد رشاد، الخبير العسكري الاستراتيجي: المخابرات الإسرائيلية تواجه فشلا غير مسبوق في تاريخها، وانطلاقا من المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، فإن الأمر يتطلب إلقاء الضوء على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي بالتنبؤ بالأحداث وتحقيق المقاومة الفلسطينية المفاجأة والمبادأة ضد الأهداف الإسرائيلية في مستعمرات غلاف غزة.

◄ اقرأ أيضًا | هل يدفع أنطونيو الثمن قبل 2026؟

ويوضح أنه فى بداية يوم ٧ أكتوبر تعاملت قوات المقاومة مع خمسين هدفا وحققت خسائر كبيرة للقوات الإسرائيلية وأسرت العديد منهم، بعضهم ضبّاط برتب كبيرة وتصاعدت الاشتباكات مما ترتب عليه استدعاء قوات الاحتياط لتأمين غلاف غزة، ونجحت قوات المقاومة في ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي بالصواريخ، في القدس وتل أبيب وبئر السبع وعسقلان بكثافة كبيرة.

ويوضح أنها لم تكن المرة الأولى للفشل الاستخباراتي الإسرائيلي،  لذا نقول إن الغرور كلف إسرائيل خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات وهو ما تكرر في المواجهة الحالية التي لا تزال مستمرة مع قوات المقاومة الفلسطينية، كما يلفت إلى أن جهاز المخابرات الأمريكية يعتمد في معلوماته على منظومة المخابرات الإسرائيلية لذلك فإن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي ينعكس سلبا على تقديرات المخابرات الأمريكية.

أما اللواء محمد الشهاوي، الخبير العسكري، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، فيقول: إسرائيل تعرضت لانكسار أمام العالم بعد عملية 7 أكتوبر، وتريد أن تزيل ما لحق بالآلة العسكرية الإسرائيلية من ضعف واستخفاف نتيجة الفشل الاستخباراتي لأجهزتها، وهناك ضغط من الجبهة الداخلية في إٍسرائيل لإتمام التوغل البري، لكن الكثير من العسكريين الإسرائيليين يعتبرونه بلا جدوى أو لا يخدم هدفا سياسيا، ويعلمون أن حرب المدن هي مقبرة الجيوش، خصوصا إذا كانوا في مواجهة فصائل مسلحة مثل حماس.

ويضيف: يكفي وقوع آلاف الضحايا من الشعب الفلسطيني حتى الآن نتيجة حماقة قيادة إسرائيل السياسية والعسكرية وتصرفاتها في غزة، وفي حالة مزيد من التصعيد قد ينضم حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وجماعات موالية لإيران في سوريا، مع إمكانية تدخل طهران بشكل مباشر في المواجهات، ومع شن إسرائيل «حربا نفسية» على الدول العربية بالخسائر المتوقعة حال التدخل البري، واتباع سياسة الأرض المحروقة في شمال غزة وسعيها لحشد الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية، كل ذلك سيؤدي لكوارث.

أما اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، فيقول: إسرائيل في حالة حرب جدية منذ يوم 7 أكتوبر، لأنها أدخلت نفسها في أزمة سريعة التطور ومتعددة الأبعاد والمستويات داخليا وإقليميا ودوليا، وهي في حالة سيئة بعد الحرب على غزة، لا سيما مع ذبح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ علنا، يقابل ذلك خسائر كبيرة جدا للجانب الإسرائيلي وكل ذلك بسبب الفشل الاستخباراتي لجميع أجهزتها في تقدير الموقف أو معرفة خطط حماس وكيف خطط لما حدث.

كما يوضح أن إسرائيل تواجه انهيارا داخليا، وليس هناك تعليم ولا زراعة أو صناعة أو جامعات، والمجتمع يواجه شللا كاملا لأنه تم استدعاء أكثر من 300 ألف شخص إسرائيلي، وتستخدم حاليا سياسة الأرض المحروقة في غزة، لا سيما أن تل أبيب تمتلك النيران عن بُعد، لكن لا تملك الدخول إلى القطاع.. باختصار نحن أمام مشهد إسرائيلي معقد للغاية، من الناحية الأمنية والعسكرية والسياسية، مشيراً إلى أن هناك مئات الآلاف من جنود الاحتياط تم استدعاؤهم رغم أنهم كانوا يحتلون مواقع ووظائف داخل إسرائيل، مما أدى إلى نقص في الأيدي العاملة داخل إسرائيل، ويتوقع أمام هذا الفشل أن حكومة نتنياهو لن تستمر طويلا من الناحية السياسية، ومن الناحية الأمنية هناك بعض المدن المحتلة داخل إسرائيل جرى قصفها لأول مرة مثل تل أبيب، وهو ما يؤثر في المستوطنين، واليمين الإسرائيلي يتعرض لهزة كبيرة.