الأحداث والمتغيرات الأخيرة التى يشهدها العالم أثبتت أنه من الضرورى على كل الدول ومنها مصر أن تقوم بتعزيز الاكتفاء الذاتى فى مختلف المجالات، وهذا يتطلب بشكل قوى مساندة الصناعة الوطنية ودعمها بكافة الإمكانيات والمقومات حتى يمكن إيجاد منتج وطنى يستطيع وبقوة أن ينافس منتجات الدول الأخرى، ويوفر احتياجات المواطنين ويساعد على خفض الاستيراد بشكل كبير، ويعمل على حل المشاكل و المعوقات التى واجهتنا خلال الأشهر الماضية، و تخفيف فاتورة الدولة التى تدفع مليارات من العملة الأجنبية التى يرتفع سعرها بالتبعية، نتيجة زيادة الطلب عليها لتغطية متطلبات الاستيراد .
وعلينا أن نستفيد من دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى المستمر و القوى لدعم المنتج الوطنى وتشجيعه و تحفيزه، والاستفادة من المبادرة الوطنية لتوطين الصناعة «ابدأ»، والتى يتم تنفيذها ضمن العديد من المبادرات التى أطلقتها الدولة لتحقيق التنمية والعبور نحو الجمهورية الجديدة التى تضمن توفير حياة كريمة للجميع، والتوسع فيها وانتشارها، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص فى توطين العديد من الصناعات، وحتى يمكن الاستفادة من الإمكانيات و الموارد الموجودة فى كافة المحافظات .
وتأتى الأهمية القصوى لدعم وتشجيع الصناعة الوطنية و المنتج المحلى بعد الزيادة السكانية الكبيرة وزيادة الاحتياجات بما يفوق الموارد المتاحة، كما أن مصر أصبحت فى الآونة الأخيرة استهلاكية بشكل كبير، ولكن مع الأزمات الاقتصادية العالمية الأخيرة و الحرب الروسية الأوكرانية، والتى أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد؛ وارتفاع الأسعار عالمياً، أصبح الاتجاه نحو توطين الصناعة واجباً وطنياً؛ لتقليل الفجوة الاستيرادية، والتحول إلى مجتمع منتج.
وإننى على ثقة ويقين بأن الصناعة الوطنية و المنتج المحلى قادر على أن يعود بقوة والمنافسة، خاصة وأنه توجد نماذج قوية من المشروعات المحلية والتى استطاعت أن تغزو أسواق العالم وأصبحت تنافس بقوة سواء فى السوق المحلى أو فى الأسواق الخارجية، وعلينا أن نستفيد من تجاربها ومنها على سبيل المثال و ليس الحصر «توشيبا العربى - النساجون الشرقيون - سيراميكا كليوباترا - فرج الله - جهينة - هايبروان» وغيرها الكثير فى كافة المجالات.
