أزواج رسبوا في الامتحان.. «قصص المرض» بين التخلي وأمل الشفاء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحتفل في شهر أكتوبر من كل عام بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي وضرورة الكشف المبكر لتحقيق نسب عالية من الشفاء، وبهذه المناسبة تم إلقاء الضوء على بعض قصص المحاربات لا تنتهي فهي تضم المزيد من التفاصيل التي لا يعلمها سواههن، بداية من اكتشاف المرض مرورا برحلة العلاج وحتى الشفاء، مراحل تحتاج لقوة وصبر ودعم لتمر بسلام، لكن للأسف الشديد قد تكتشف بعضهن أنهن يحاربن بمفردهن بعد أن يتخلى عنهن شريك الحياة.

- زوجي تزوج عليا بعد أن أجهدني المرض:
تروي صاحبة القصة الأولى أنها اكتشف إصابتها بمرض سرطان الثدي في نهاية الثلاثينات من عمرها، حينها كانت الصدمة شديدة لكن وقوف الزوج بجانبها في البداية هون عليها جرعات الكيماوي حتى بدأت مضاعفاته تظهر على شكلها الخارجي والملامح تتغير والشعر يتساقط حتى الجسم لم يعد بقوته، وانتهي الأمر بإجراء جراحة استئصال للثدي.
بدأ الزوج يتغير مع زوجته ويختفي من حياتها حتى أخبرها بأنها أصبحت مهملة وليس لديها القدرة على القيام بمتطلباته، ولذلك فهو يقترح أن يتزوج من أخرى لتقوم بخدمتها وخدمته، لكنها رفضت الفكرة تماما وقررت أن تحارب بكل ما لديها من قوة حتى تم الشفاء بإذن الله، ومع ذلك لم يعزف الزوج عن فكرة الزواج الثاني، مما كان لذلك أثر نفسي كبير على الزوجة الأولى وأدي لإصابتها بسرطان في الثدي الأخر وتحتاج إلى بدء الرحلة مجددا بمفردها بالإضافة لرعاية أطفالها الصغار.


- الزفاف لم يكتمل رغم تجميد البويضات
وقصة أخر كانت لفتاة تستعد لإتمام حفل زفافها واكتشفت قبله بفترة قصيرة إصابتها بسرطان الثدي، حينها قام فريق الدعم النفسي المسئول عن المرضى بطمأنتها وخطيبها على إمكانية الإنجاب فيما بعد من خلال تجميد البويضات قبل تناول جرعات الكيماوي الذي قد يؤثر بشكل سلبي عليها، وبالفعل نفذت ذلك وبدأت رحلة العلاج، لتتفاجأ بعدها أن خطيبها يقرر الانفصال ويبحث عن أخرى. أصيبت الفتاة بحالة نفسية سيئة جدا لكنها سرعان ما استطاعت السيطرة عليها وقرارها باستكمال العلاج.

اقرأ أيضًا| مفأجاة للمكفوفين.. نظارات ذكية تدل على مواقع أشياء


- الزوج يختفي في غمضة عين:
 أما القصة الثالثة فلم يستغرق الوقت طويلا، بدأت الحكاية عندما شعرت بوجود كتلة في الثدي، وذهبت لطبيبة أمراض نساء وتم تشخيصها بشكل خاطئ مما زاد الأمر سوءا، حتى قررا أن يذهبا لطبيب أورام والذي أخبرهم بالحقيقة وأن الحالة تستدعى إجراء استئصال سريع، حيث أنها تعاني من سرطان ثلاثي سلبي وهو من أخطر أنواع الأورام، حينها طلبت من زوجها أن يساعدها في جمع مبلغ العملية، لكنه كان له رأي أخر.
فالزوج قرر أن يختفي فورا، حتى أنه جمع كل ملابسه وأوراقه واختفي بدون علم أحد.. ظلت تبحث كثيرا لكن بدون فائدة فقررت أن تبدأ علاجها وتمارس حياتها بشكل طبيعي، حتى علمت بأنه سافر للعمل بالخارج دون أن يخبرها بذلك.
- الدعم النفسي ضرورة قصوى:
من جانبها، تعلق الدكتورة سحر شعبان، أستاذ علم الأجتماع ومؤسس مبادرة كوني الأقوى لدعم مرضى السرطان، على هذا الأمر، قائلة أن مريضة سرطان الثدي بمجرد علمها بحقيقة المرض تمر بعد مراحل أولها الصدمة ثم الإنكار ثم الاستسلام لفكرة المتابعة والعلاج، لذا يجب عليها أن تقرأ وتتعرف على طبيعة المرض بشكل سطحي لتعلم أهمية حالتها النفسية على العلاج، ويمكنها الذهاب لطبيب نفسي أولا ليساعدها على تخطي المرحلة بنجاح، وكذلك عليها أن تبتعد عن أي أمر يسبب لها ضغط نفسي وتتجنب الحزن تماما والاندماج مع المجتمع والتعرف على التجارب الإيجابية لآخرين لإعطائها الأمل في الشفاء.
ومن ناحية أخرى يجب على الزوج أو شريك الحياة أن يتعلم كيفية تخطي هذه التجربة مع زوجته من خلال مشاركته معها في كل التفاصيل بداية من موعد الجلسات وتشجيعها على استقبال الوضع الحالي وإخبارها بأنها جميلة في كل حالتها، وعليه أن يعلم بأن الزوجة تحتاج للدعم الكامل، لذا عليه اختيار العبارات والمصطلحات التي ترفع من حالتها النفسية والتحدث معها كلما سمح له الوقت بذلك.