..مصر تعني الحضارة، التاريخ، الأصالة، كرمها الله، ذكرت في القرآن صراحة في خمسة مواضع، بينما تم الإشارة إليها في أكثر من 30 موضعًا، وبعض العلماء عدها 80 موضعًا، لهذا هي بلد الأمن والأمان، قلب العروبة النابض، الحصن المنيع ضد المؤامرات، تضرب بجذورها في عمق التاريخ، الحضارة، التاريخ، ولا يكفي أن نحكي عن مصر في كتب ومجلدات، ورغم الصعاب والتحديات التي واجهتها على مر العصور لكنها كانت تتجاوزها، والتاريخ خير شاهد، فهي بلد الأمن والآمان، قال الله تعالى «ادخلوها بسلام آمنين».
الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرًا قال في كلمته خلال حفل تخرج طلبة الكليات العسكرية؛ «أن سعي مصر للسلام واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك أشقاءها في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا، وأكد على ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري»، كلمة الرئيس السيسي، تحمل معاني الإنسانية قبل كل شيء، وتؤكد على موقف مصر الثابت والراسخ المبني على عقيدة، كامنة في النفس والضمير، وهذا ليس بجديد على مواقف الرئيس وأيضا رسالة مصر منذ مئات السنين، لهذا فهي بلد الأمن والأمان.
فيجب على كل واحد أن ينظر حوله، حدودنا في الجنوب وما يحدث في السودان، الغربية وما يدور في ليبيا، وفي الشرق، ولن أقول فلسطين، لأن فلسطين هي قضية كل عربي، فهي في قلب كل عربي، قضية أجيال مضت وأخرى قادمة تحمل بين ضلوعها الأمل والعمل من أجل تحقيق يقين القضية، وبالنظر إلى خريطة الوطن العربي سنجد بجانبها أيضا لبنان وما يدور فيه، وسوريا التي ذهبت في أحداث ماضية باسم الربيع العربي وما هو إلا خريف قاسي، والعراق الذي يلوح في الأفق باحثا عن أجواء مستقرة لكن الإرهاب والصراعات تنهش في جسده، داخل حلقنا غصة، تشعرنا بألم، يكتم أنفاسنا ويخفق نبضات قلوبنا التي تصحبها تنهيدات تتأرجح بين الأمل والألم.
بعين متأمل فيما يدور في الأفق من صراعات إقليمية وحروب تسيطر على العالم، تبقى مصر هي الدولة المستقرة الآمنة بسياسة رشيدة حكيمة.. ومتوازنة، رسالتها السلام، وتسعى بكل قوة نحو التنمية، تحكمها ثوابت وطنية، بعين العقل والمنطق لا بعين الاندفاع والتهور، وهنا يجب على المصريين الوقوف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة للعبور إلى بر الأمان والاستقرار.
ولعل ما كشفته مصادر بقطاع غزة نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، منذ ساعات مضت، أكدت على موقف مصر الثابت، حينما أوضحت أن مصر رفضت السماح للرعايا الأجانب المقيمين بغزة المرور من معبر رفح البري، وهو ما اكده شهود عيان بأن هؤلاء الرعايا ظلوا لساعات أمام المعبر دون استجابة من قبل مصر ليغادروا من حيث أتوا، وهذا هو موقف القاهرة الواضح الذي رفض أن يكون المعبر مخصصا لعبور الأجانب فقط.
حفظ الله مصر.. شعبا وجيشا وشرطة.