من القاهرة

لن يرحمنا التاريخ!

أحمد عزت
أحمد عزت

لم تمر قضية فلسطين بمرحلة فاصلة كمثل تلك التى تمر بها الآن، ولم يواجه الفلسطينيون مأساة أخطر مما يتعرضون له هذه الأيام، ولم يكن العرب فى ظرف أضعف ممن هم عليه فى اللحظة الراهنة منذ عام 1917 عندما بدأت مشكلة فلسطين.

إن مرورا سريعا وخاطفا على فصول القضية الفلسطينية بدءا من إعلان بريطانيا سيطرتها على المنطقة وبدء انتدابها على فلسطين وإصدارها وعد بلفور ثم بدء موجات هجرة اليهود ثم إعلانهم قيام دولتهم المزعومة عام 1948 مرورا بفصول من مقاومة الفلسطينيين على مدى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحروب مصر مع إسرائيل فى 56 و 67 و 73 ثم بدء مسار السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال التسعينيات والذى لم يكلل بالنجاح وما أعقبه من تعثر نتيجة تعنت حكومات إسرائيل وصولا إلى انقسام الفلسطينيين سياسيا وجغرافيا ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كل ما سبق لا يساوى شيئا أمام مرحلة تصفية القضية الفلسطينية الجارية حاليا عبر تواطؤ الغرب مع الكيان المحتل لتهجير الفلسطينيين فى غزة إلى مصر، وسكان الضفة إلى الأردن!!

لقد شاء القدر أن نشهد هذه المرحلة الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، ولن يرحم التاريخ الجميع إذا ما وقع المحظور وجاء فى السجلات أنه فى عام 2023 وقعت النكبة الثانية للفلسطينيين لأنها ستكون النكبة الثانية والأخيرة!