«قارورة أخي».. قصة قصيرة للكاتب محمد محي الدين ابوبيه

 قصة قصيرة للكاتب محمد محي الدين ابوبيه
قصة قصيرة للكاتب محمد محي الدين ابوبيه

تتلاحق أنفاسي وأنا ما بين اليقظة والنوم فقد انتابتني أضغاث أحلام حيث رأيتني وأنا داخل قارورة محكمة الإغلاق لا أستطيع الفكاك منها.. تتكرر مرات ومرات ولا منقذ

 

 استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقمت فتوضأت؛ هدأت قليلا، سألتني زوجتي عما دهاني لم أجبها وتركت المنزل قاصداً (المقهى)

 

 جلست مستكيناً وكأن على رأسي الطير، أتى كل الأصدقاء ولم تفلح محاولاتهم لإخراجي من حالة البلاهة التي كست أركاني 

 فوجدتني وقد انسحبت من حواراتهم وضحكاتهم وركبت قدماي دون هدى، لا أدري أين أذهب!؟

 

 السماء كلها ظلام، لا توجد بها نجمة واحدة، الطرقات عمها ضوء خافت يزيد من كآبتي، هكذا مضى بي الوقت حتى وصلت إلى أحد المساجد وقد لمحت العامل يفتح بابه، فحدثت نفسي بأن أدخل حتى يحين موعد صلاة الفجر

 

 سِنةٌ من النوم أخذتها بمجرد دخولي المسجد وأنا مستند على أحد أعمدته، وإذ بشيخ عليه سمت الوقار والهيبة يلكزني لكزة قوية فأوقعني على الأرض صارخاً بصوت جهوري

: تنام وأخ لك بقارورة لا يستطيع الخروج منها...

:  ليس لي أخوة ...أنا وحيد أبي وأمي

:  الآن تتنكر له وتعطيه ظهرك!

:  لا أنكر ولكني أقول الحقيقة. بل أنا الذي بالقارورة..

:  قم ...قم...واكسر قارورتك الهشة...فها هو على حافة الخروج ، مد يدك ، مد يدك

 

أخذت أمد يداي أكثر فأكثر ولكني لم أحظ إلا فراغ؛ حتى ذلك الشيخ لم أجده بجواري ودوى أذان الفجر بمسامعي فانتبهت، فقد كان حلما ولكنه أقل وطأة من الأول، وأحسست براحة نفسية بعدما خرجت من القارورة أو هكذا ظننت، مجددا توضئت وصليت ثم ذهبت إلى المنزل..

( مَنْ يقصد ذلك الرجل بأخي؟) سألت نفسي وأنا في حيرة من أمر تلك الأحلام الغريبة التي تحل بي أثناء نومي.....

 وأنا غارق في متاهتي نزعتني زوجتي منها قائلة

: اخواتنا في فلسطين هاجموا الكيان بر وجو وبحر ودكوهم دكا

مفاجأة ألجمتني وحينها أتت صورة شيخ الحلم أمامي..