رئيس شعبة الصناعات المغذية: الحصان الأسود.. نمتلك مؤهلات توطين وتعميق صناعة السيارات | حوار

المهندس تامرالشافعى، رئيس شعبة الصناعات المغذية باتحاد الصناعات المصرية
المهندس تامرالشافعى، رئيس شعبة الصناعات المغذية باتحاد الصناعات المصرية

■ حوار: رانيا غنيم

"المكونات المغذية" هى الحصان الأسود لصناعة السيارات.. فقد أثبتت أنها تسير فى الطريق الصحيح من أجل تنمية القطاع بوجه عام"، بهذه الكلمات بدأ المهندس تامرالشافعى، رئيس شعبة الصناعات المغذية باتحاد الصناعات المصرية حواره لــ"أخبار السيارات"، للحديث عن أوضاع سوق السيارات المصرى والصناعات المغذية، وتأثير انضمام مصر لمجموعة "بريكس" ودور الدولة فى دعم الصناعات المغذية وتنميتها.. وإلى التفاصيل:

◄ تميزنا في انتاج الضفائر و نظام التعليق والفرامل والهياكل والشاسيهات والكابلات والبطاريات

◄ الانضمام إلى "بريكس" خطوة إيجابية تحتاج اهتماما أكبر بالصناعة والتصدير

◄ بداية.. حدثنا عن شعبة الصناعات المغذية وخططها المستقبلية؟
شعبة الصناعات المغذية تتبع غرفة الصناعات الهندسية بالاتحاد العام للصناعات المصرية، وهى تضم جميع مصنعى مكونات المركبات، حيث تعد الصناعات المغذية توأما لصناعة المركبات والتى تضم السيارات الملاكى والنقل والاتوبيس والقطارات ولا غنى لأحدهما عن الأخر، ونحن نعلم أن  طريقة عمل كل قطاع منهما يختلف عن الأخر لكنهما "وجهان لعملة واحدة"، فصناعة السيارات بالعالم صناعة عنكبوتية لأنها تبدأ من صناعة الخامات ثم المكونات.

على سبيل المثال صناعة "كرسي" المركبة يوجد به الكثير من التفاصيل الخاصة لكى يخرج بشكله النهائى ويشترك به مجموعة من المصنعين، مثل الصاج والمواسير والاجزاء المعدنية والبلاستيكية والكاوتشوك والفوم والقماش والجلد والميكانيزمات الخاصة بالإضافة الى الخامات المساعدة من مسامير وصواميل ودهان ومستلزمات لحام وتغليف، فالمنتج النهائى للسيارة يتبعه العديد من الصناعات حتى يصل للشركة الأم.

◄ ما أبرز المكونات التي تتميز مصر بانتاجها؟
يوجد أنظمة واجزاء اخرى كثيرة تميزت مصر بانتاجها وتطويرها خلال الخمسين عاماً الماضية مثل: الشكامانات، الضفائر، نظام التبريد والتكييف، نظام التعليق والفرامل، خراطيم ومواسير الهيدروليك، الهياكل والشاسيهات المعدنية، الكابلات، التابلوهات، البطاريات، الفرش الداخلى للسيارات، واجزاء اخرى كثيرة يعمل بكل جزء منها اكثر من مصنع بأيدى عاملة مصرية 100% لأنها صناعة متشعبة وكثيفة العمالة ولذلك تهتم جميع دول العالم بوجود هذه الصناعة بها.

◄ وماذا عن نسبة التصنيع المحلي بالمركبات؟
يجب الفصل بين الصناعات المغذية للمركبات، وتصنيع قطع غيار السيارات لأن 95 % من مصنعى المكونات لا يصنعون قطع غيار السيارات، بل يصنعون أجزاء هامة و ضرورية لتلك الصناعة عامة ولابد من الحصول على تصاريح لتصنيع المنتجات من هيئة التنمية الصناعية التى تقوم بحساب نسبة التصنيع بكل منتج وتراجع عليه قبل اعتماده، وعلينا رقابة من الهيئة العامة للمواصفات و الجودة. 

أما بالنسبة للشركة الأم التى تجمع هذه الأجزاء فلابد من استكمالها لنسبة التصنيع المحلى بالمكونات المحلية وخط التجميع والدهان بحيث لا تقل عن 45% لتحصل على الترخيص بالعمل طبقاً للقانون.

وهذه النسبة وطريقة الحسابات تختلف فى القطاع بالنسبة للاتوبيسات والسيارات النقل التى تعدت ال 65% محلياً وجارى الأن العمل على خروج استراتيجية صناعة السيارات والتى تم تعديل نظام حساب نسبة التصنيع بها بل وإعطاء حوافز لتعميق التصنيع المحلى وزيادة نسبة المكون المحلى بالإضافة الى كميات الانتاج وكذلك حجم الاستثمارات بالمشروع. ويقوم المجلس الاعلى للسيارات بوضع الضوابط لهذه النسب وكيفية حسابها وتنميتها.

◄ تطورت صناعة الضفيرة الكهربائية وبدأنا فى التصدير.. ما تعليقك؟
تعد الضفيرة من المجالات الهامة للتصنيع فى مصر، نظرا لأنها صناعات تحتاج لأيدى عاملة كثيرة، فشركات تصنيع الضفائر بمصر استغلت حجم الإنتاج وقامت بتشغيل الكثير من الأيدى العاملة، كما تم استغلال الموقع الجغرافى الذى نتمتع به وإنشاء العديد من المصانع، فالقاعدة الأساسية فى الاستثمار والتصنيع أن أى صناعة تحتاج أيادى عاملة تعد من أساسيات النجاح لتلك الصناعة، خاصة مع تدعيم الدولة بالتوصيات والقرارات التى تساعد على النمو الفعلى للصناعة فالتدعيم هنا يعد تدعيم قرارات وليس تدعيم مادى، ومن مصانع الضفائر الكهربائية والتى حققت نجاحا مبهرا فى هذا المجال شركة سوميتومو إيجيبت وشركة ليونى وغيرها.

◄ كيف ترى انضمام مصر لمجموعة "بريكس" خاصة وأن دول المجموعة لها تاريخ طويل فى صناعة السيارات ومكوناتها .. وكيف نستغل ذلك؟
ستستفيد مصر من الانضمام إلى مجموعة بريكس ذلك التكتل الاقتصادى والصناعى الكبير، وذلك لتقليل الاعتماد على الدولار، والاستفادة من خبرات تلك الدول تقنيا وتكنولوجيا، مما سوف يؤدى إلى نمو فرص تنشيط الصادرات المصرية، والاستفادة من خبرات تلك الدول فى مجال صناعات السيارات ومكوناتها، مثل دولة الصين فهى الأن تربعت على عرش صناعة السيارات و مكوناتها، والهند أيضا التى لها باع وخبرة طويلة فى صناعة مكونات السيارات خاصة تقدمها فى صناعة التوك توك والموتوسيكلات والتريسيكل.

ولكن يجب قبل أن ننضم لمجموعة البريكس أن نمتلك أولا قوة صناعية وتجهيز بنية أساسية صناعية قوية نعتمد عليها مع تلك الدول حتى لا نصبح سوقاً مستهلكة فقط لهذه الدول.

◄ يواجه سوق السيارات عقبات كثيرة فى الفترة الأخيرة نتيجة عدة أزمات متتالية.. ماهى آليات دعم الدولة لصناعة السيارات وانقاذها من تلك المشاكل؟
يمر قطاع السيارات المصرى بأزمات متتالية منذ فترة، منذ جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مرورا بأزمات نقص الرقائق الإلكترونية، والتأثير المستمر لنقص الدولار والعملة الصعبة مما أدى إلى انخفاض استيراد السيارات وما تبعه من أزمات على الوكلاء والمستوردين والمصنعين، وبالطبع أنعكس ذلك على العاملين فى هذا المجال وبالتالى أرتفعت الأسعار على المواطنين فى اتخاذ القرار لشراء السيارات، وأتمنى أن يتحسن السوق للأفضل فى القريب، وأن يتم تفعيل استراتيجية صناعة السيارات لزيادة الانتاج وضبط السوق بزيادة المعارض.

◄ هل تم وضع رؤية شاملة لتوطين صناعة المركبات والصناعات المغذية لها؟
تم بالفعل انشاء المجلس الاعلى للسيارات الذى بدوره قام بعمل استراتيجية لتوطين وتعميق هذه الصناعة بمصر والتى تتمثل فى زيادة الإنتاج وجذب شركات جديدة للاستثمار وصناعة السيارات فى مصر، وزيادة نسبة المكون المحلى، ووضع حزمة من الحوافز والقرارات من الدولة لتشجيع المستثمرين  فمصر غنية بالقرارات التى تؤهلنا لتوطين الصناعة عامة وتحفيز الإنتاج من أجل دفع عجلة التنمية. وهو ما يتم الان فى استراتيجية صناعة السيارات.

◄ اقرأ أيضًا | توطين السيارات فــرص وتحديـات| مصر على الطريق لتصبح مركزًا إقليميًا للصناعة والتصدير

دعم الدولة لهذه الصناعة ليس دعماً مادياً ولكن بالقرارات السليمة التى تخدم سياسة الدولة الصناعية مثل ما يحدث الان فى قطاع القطارات، حيث تبنى الوزير كامل الوزير رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي فى توطين صناعة القطارات بمصر واستغل فرصة شراء مصر لعربات سكك حديد لتطوير منظومة النقل واعطى توصياته بالاهتمام بالصناعات المصرية الموجودة حالياً لتطويرها بل وإدخال صناعات جديدة فى هذا المجال واعطاء اولوية لها مما شجع شركات محلية وأجنبية للاستثمار فى هذا المجال وتشغيل ايدى عاملة مصرية وتوفير عملة صعبة ونتمنى تعميم هذه التجربة فى قطاعات الدولة المختلفة لتحقيق رؤية الرئيس بتوطين الصناعة في مصر.