فى ذكرى أكتوبر المجيد .. الإيمان بالله والأخذ بالأسباب مقومات النصر

ذكرى أكتوبر المجيد
ذكرى أكتوبر المجيد

نادية‭ ‬زين‭ ‬العابدين

فى تاريخ الأمة أيام خالدة لا تنسى نحتاج إلى تذكرها واستلهام دروسها وعبرها قال تعالى: اوذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكورب، ومن أهم الأيام فى تاريخنا نصر أكتوبر المجيد، الذى يعتبر فاصلا وملحمة فى تاريخ مصر خاصة والعالم العربى والإسلامى عامة فى قوة الإرادة والإيمان بالله والأخذ بالأسباب، وعن هذه المقومات وعوامل النصر تحدثنا الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فتقول: لقد أخذ الجيش المصرى فى حرب أكتوبر ٧٣ بأهم المقومات هو الإيمان بالله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب المادية ومنها إعداد العدد والعدة والتخطيط السليم والتدريب الجيد مع الإيمان واليقين بأن النصر بيد الله وحده قال تعالى: ا يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحونب، وهنا دعا الله المؤمنين أن يثبتوا ولا يكفوا عن ذكر الله فى أثناء القتال فقد كانت صيحة الله أكبر لا تفارقهم.

وتضيف: من أسباب النصر إشعال روح التحدى وتقوية الأمل فى نفوس الجنود بأن الشدة هى إمارات لميلاد جديد وأن مع العسر يسرا ومن أسباب النصر أيضا متانة الجبهة الداخلية وقوة الوحدة الوطنية إذ أدرك المصريون مسلمين ومسيحيين أنه لا يمكن مواجهة العدو إلا بصف وطنى متماسك ولحمة قوية ومجتمع مترابط ولم يسمح العقلاء للفتنة أن تطل برأسها.

وتؤكد أن وحدة الأمة العربية حيث أدركت كل الدول أنها لابد أن تكون قوة لأختها مصر وكان شعار الجميع قوله تعالى: اإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدونب.

وتشير إلى أن هذه الحرب المباركة عبرت عن حب الوطن وحبه والصبر فى الشدائد وقد عرف التاريخ كله أن الصحابة الكرام أكلوا ورق الشجر من شدة الجوع لإيمانهم العظيم وحبهم لوطنهم هذا كله، بالإضافة إلى قوة جند مصر الذى قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: االله الله فى قبط مصر إنكم تفتحون مصرا فاتخذوا منهم جندا فإنهم خير جند لكمب وفى لفظ آخر اخير عون لكم فى سبيل اللهب رواه الحاكم فى مستدركه، وصحح الإمام الحاكم الذهبى والحافظ السيوطى والحافظ ابن حجر والحافظ السبكى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربى يعنى مصر والذى نشر لنا هذا سيدنا عمرو بن الخزاعى الصحابى الجليل فقد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اتكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربيب فلذلك قدمت عليكم مصر جند مصر حفظهم الله وحفظ الدين والوطن بهم.

وتختتم : ولا ننسى دور رجال الأزهر من خلال تواجدهم مع الجنود على جبهة القتال يحثونهم على الثبات ويذكرونهم بوعد الله للمؤمنين بالنصر وما أعده الله للشهداء.

اقرأ أيضًا : الحزب العربي الناصري مشيدا بالندوة التثقيفية: صنعت وعيًا لدى الجماهير