منصورة عز الدين: عودة للمكتبات العامة

منصورة عز الدين:عودة للمكتبات العامة
منصورة عز الدين:عودة للمكتبات العامة

نُشِرَت مؤخرًا أخبار وتقارير صحفية مفادها أن المكتبات العامة فى أيرلندا الشمالية لن تقدر على شراء عناوين جديدة، وأنها ستخفض عدد ساعات العمل، بسبب نقص فى التمويل.

ما لفت نظرى فى هذه الأخبار أن الأرقام حاضرة بقوة، وأن أمرًا كهذا جدير بالتداول والشيوع، ما يعكس إدراك أهمية المكتبات العامة ودورها فى توفير الكتب للقراء بالمجان، والمساهمة فى توسيع شرائح المقروئية، ما يؤدى فى النهاية إلى دعم سوق النشر فى المجمل.

سألت نفسى عن حال المكتبات العامة عندنا: هل يتم تزويدها بالكتب الجديدة دوريًا؟ وإن حدث ولم تعد قادرة على شراء جديد العناوين، هل سيُعلَن الخبر؟ وإن أُعلِن، هل سنجد من يهتم؟

والأهم من كل هذا، هل ما زال هناك إقبال على هذه المكتبات؟ وهل ثمة جهة تهتم بزيادة هذا الإقبال وتسعى جاهدة من أجل تحقيق هذا الهدف؟

لن أقول إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة تكاد تكون معروفة، لكن سأعاود التذكير بما للمكتبات العامة من دور هائل، خاصة فى المناطق المحرومة من مكتبات بيع الكتب والتى يصعب فيها وصول القراء إلى إصدارات دور النشر. ويتضاعف هذا الدور حاليًا فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الكتب.

اقرأ ايضاً| منى عبد الكريم: في محبة عز الدين نجيب

فى لقاء جمعنى مؤخرًا بعدد من الكتاب والكاتبات، دار نقاش حول الخطوات الأولى فى رحلة القراءة وما تبعها من كتاب، وذكر عدد منهم أنه نشأ فى بيوت تكاد تخلو من الكتب، لكن المكتبات العامة كان لها الفضل الأول فى جذبهم إلى عالم الأدب.

وحتى فى الدول المتقدمة، التى تتوفر فيها الكتب بسهولة وبأسعار مناسبة لدخل المواطنين، لا يقل دور المكتبات العامة، لأنها تضم كنوزًا، من الصعب وجودها فى المكتبات الشخصية أو مكتبات بيع الكتب، وتتيحها مجانًا للراغبين فى قراءتها. ويكفى أن نعرف أن الحد الأقصى، المسموح للقارئ الواحد باستعارته من إحدى الجامعات العامة التى زرتها فى الولايات المتحدة الأمريكية هو خمسمائة كتاب! هذا الرقم يدلنا على مدى ضخامة عدد الكتب الموجودة بها، وعلى مدى كرمها مع روادها.