«بتلا».. قصة قصيرة للكاتبة أمل زيادة

الكاتبة أمل زيادة
الكاتبة أمل زيادة

سئمت وقوفي في واجهة المحل، العاملين هنا لا يتقنون عملهم؟!  هبت الرياح وردمت كل شيء...!!  كم أنتم مهملون ألا تدرون أن  هذه الأتربة ضارة لي ولكم ، آه لو كنت مالكاً لهذا المتجر.؟! لعنفتكم علي إهمالكم الجسيم هذا، أغبط زملائي الذين يقفون داخل المتجر، فهم أوفرنا حظاً، لا ادري كيف يتم اختيار أماكننا ،؟!

هؤلاء منعمون- يكفي أنهم محاطون بموجات الهواء البارد، بمنأى عن الطقس السيئ، لاسيما الشتاء، بتقلباته وأمطاره، والأجمل من ذلك بعدهم عن إزعاج المارة ولمسات الأطفال ومزاحهم المزعج.!!

 لا أنكر أن  لمكاني مميزات  أخرى.. هنا روح  وحياة، فالشارع لا يهدأ، ضوضاء لا تنتهي، وصخب لا ينقطع، يتجدد شجار سائقي السيارات  كل حين..!

أتألم عندما يقع حادث تصادم، أتمنى أن أركض مع المارة لنجدة المصاب ونقله وإسعافه، شعور جميل وإحساس ممتع أن تكون سبباً في إنقاذ حياة، ربما يغبطني رفاقي لتميز موقعي - فأنا هنا - وسط الحياة أستمتع  بعشرات القصص المختلفة كل يوم ؟!

أكره فصل الصيف لأنهم يجبروني علي ارتداء ملابس شفافة، فاضحة، لا أخفي عليكم، أخجل من تفحص العيون لمفاتني، أمقت الشباب، تؤلمني نظراتهم، توقف أمامي شابا عشرينيا نظراته سامة ألمتني، ربما يعتقد أني سعيدة بارتدائي تلك الأزياء لا يعلم أني أفعل رغما عني؟!

ما يحزنني حقا رؤية هؤلاء وهم ينتشون بتأثير تلك العقاقير التي تذهب العقل، كيف لعاقل أن يفعل ذلك- أن يصبح عبدا لشيء ضار؟!

ما هذا الذي أقول ألست مثلهم - عبدًا لدى هؤلاء؟!

ما أزال أتعجب  من أمركم كيف ترتدون هذه الأشياء ولماذا تفضلونها ؟!

 لا أخفي عليكم أندهش ممن ترغبن بلفت الأنظار، أكره أن تتمحور الحياة حول إرضاء شخص، لعل ما يميزني عن بقية رفاقي أنني ها هنا استمع لتعليقات كبار السن ومزاحهم الراقي، لا سيما حكاياتهم التي تقطر حكمة وخبرة وروح وحياة، رغم ذلك أتوق للعودة للمخزن، وأفتقد هواء بلادي،  ليتني ما خلقت جماد . !!

اقرأ أيضا | «توفيت.. ولكن!» قصة قصيرة للكاتب علاء عبدالعظيم