فى ذكرى ميلاده الشريف ..محبة الرسول باتباع سنته والإقتداء بمنهجه

الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود

تعيش أمة الإسلام هذه الأيام ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فميلاده ميلاد أمة وفجر جديد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم له علينا حقوق وواجبات كثيرة إذا أردنا أن ننهض بأنفسنا وأمتنا وهذا يأتى باتباع سنته ومعرفته حقه صلى الله عليه وسلم علينا كما أمرنا الله ورسوله.. وعن هذه الحقوق والواجبات يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف: ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم ليس ميلاد فرد عادي، إنما هو ميلاد أمة وفجر جديد سطع على البشرية كلها؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور وإلى العدل ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

وعندما تحل ذكرى ميلاد الرسول صلى الله وعليه وسلم كل عام فإن الناس يتخذون أشكالا معينة فى فرحهم وبهجتهم ميلاد خير البرية صلى الله عليه وسلم وتتعدد هذه الاحتفالات فى أنحاء العالم الإسلامي؛ فيتبادل الناس التهانى ويوزع بعضهم الحلوى ابتهاجا وفرحا وهذا لا مانع فيه وإن دل فإنما يدل على فرح الناس وحبهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمر الذى لا يقبل هو ان يكتفى الناس بهذه الأفراح ويقفون عند هذه الاحتفالات دون اقتداء وعمل واستنان بسنة وأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم.

اقرأ ايضا|ً خواطر الإمام الشعراوى ..زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

ويضيف أن الوقوف على ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم دون تطبيق ودون اقتداء به صلى الله عليه وسلم لهو أمر مفجع، فالاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم يدل على محبته وتعظيمه وهذا يقتضى الاتباع والاقتداء والتأسى به والسير على أخلاقه المباركة وسيرته الزكية وحياته العطرة يقول الله تعالى: (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) كما أن الله تعالى قد خص بمحبته من يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبعون منهجه ويسيرون على هديه ويسلكون مسلكه قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، ويؤكد أن فى اتباع النبى صلى الله عليه وسلم مجلبة لمحبة الله عز وجل واتباع النبى صلى الله عليه وسلم فى أقواله وأفعاله إحدى ركائز الدين وأساسيته ومن أعظم مسلمات الشريعة والأمور المعلومة منها بالضرورة يقول الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فمحبة الرسول من أعظم القربات وأجل الطاعات ومحبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والمال والولد والناس أجمعين روى البخارى ومسلم فى صحيحهما عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) وكيف لا وهو سيد البشرية وسيد ولد آدم وهو الرحمة المهداة ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم الإكثار من ذكره والصلاة عليه وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بذكر مناقبه العظيمة وشمائله المباركة وأخلاقه الشريفة وآدابه وهديه فى التعامل مع أهله وأقاربه والآخرين قال تعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبى يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ومحبته صلى الله عليه وسلم فى الختام تاج على رءوس أهل الإيمان وشرف وفخر لأمته.