منذ فترة قريبة قفزت التكنولوجيا الرقمية بشكل مرعب، لتبدأ في عصر جديد، وهو الذكاء الصناعي بشتى مجالاته، مثل “Humanoid” وكذلك “A.I”، وقد أخرجا لنا العديد من المستجدات والتطبيقات، لنجد قفزات في عالم الروبوت وعالم التصمميات الهندسية والتقنية والعلمية، بل وحتى الفنية في ثورة جديدة تسمى عصر “A.I”، والذي صار يعتمد على ذكاء الآلات وزيادة رقعة قدرات الكومبيوتر في حل ومعالجة العديد من المهام، مع إعطائه الحق في التفكير واتخاذ القرار بما هو متاح له من معطيات شاملة.
وهنا لنا أن نقف برهة ونحن أمام تلك المستجدات!!.. هل يتخلى الإنسان عن سيادته وهيمنته الفكرية؟.. هل سيترك الإنسان فكرة تحديد القرار لمجرد ماكينات هي التي تقدر من حيث المعطيات المعطاة له؟
ومن هنا قد نقف أكثر عند نقطة، هل تلك الآلات وتلك التكنولوجيا لها مثل تلك العواطف التي من الممكن أن نعول عليها في الشئون المصيرية لنا؟.. أي أنه بالمعدلات المرعبة التي نراها في تلك القفزات التكنولوجية، هل سنترك الآلة تحتل وتتوغل في كافة مقدرات الحياة؟.. ولأن هناك من ينادون بالتقدم، قررت العديد من الشركات طرح فكرة جعل الذكاء الصناعي أكثر آدمية، وبدأت هناك تطبيقات على “Google” و”Apple” في إستخدام المساعد الآلي مثل Google Assistant”” و””Apple Chatbot لتتحول الآلة وبرامجها لوجود محسوس، وقد تطرق المخرج سبايك جونز في رائعته “Her” الذي أُنتج عام 2013، وقد رؤية مستقبلية عن فكرة برامج الذكاء الصناعي ومدى قدرتها على تحقيق فكرة الإنخلاط داخل أعماق النفس البشرية، وقد كانت رؤيته محققة بشكلٍ كبير ونحن نرى ما نراه اليوم!!
والحقيقة أن رؤية الكاتب الأمريكي دان براون لفكرة الذكاء الصناعي كانت مبهرة فيما عرضه في روايته الأخيرة Origin” – الأصل”، قد قدم لنا تلك الرؤية بشكلٍ كبير، وكيف أن الذكاء الصناعي مهما كان إنسانيًا، فهو خطرٌ قادم ومرعب على المقدرات البشرية، ولعلنا رأينا تحذيرات كثيرة من أعمال المخرج الأمريكي جيمس كاميرون، خاصة في سلسلة “The Terminator”، التي قدم فيها رؤية كابوسية لما يمكن أن تقوم به الآلة في غزو العالم، وكذلك الأخوات واشسكي في سلسلة أفلام “The Matrix”، واليوم نرى بأعيننا ما قام به الذكاء الصناعي حينما انتشرت مقاطع غناء للسيدة أم كلثوم وهي تغني لمسلسلات الكارتون!!.. وكذلك الرسومات التي يبتدعها الذكاء الصناعي لتبدو واقعية بشكلٍ مرعب!!.. ليدق ناقوس الخطر!!، ونرتعب من فكرة التتزيف والإستبداع التي قد تطول كل ثابت، ويُقدم لنا وكأنها حقائق!!
والسؤال المخيف الذي يجب أن نقف أمامه هو “هل هناك حدود أو قيود لتلك الثورة؟”، أم أن مارد الذكاء الصناعي سيخرج من عقاله ليسيطر على البشرية ويتسيدها؟!