مجرد رأي

الذكاء الإصطناعى والمجهول!!

هيثم مصطفى
هيثم مصطفى

منذ‭ ‬فترة‭ ‬قريبة‭ ‬قفزت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬بشكل‭ ‬مرعب،‭ ‬لتبدأ‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬جديد،‭ ‬وهو‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬بشتى‭ ‬مجالاته،‭ ‬مثل‭ ‬“Humanoid”‭ ‬وكذلك‭ ‬“A.I”،‭ ‬وقد‭ ‬أخرجا‭ ‬لنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستجدات‭ ‬والتطبيقات،‭ ‬لنجد‭ ‬قفزات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الروبوت‭ ‬وعالم‭ ‬التصمميات‭ ‬الهندسية‭ ‬والتقنية‭ ‬والعلمية،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬جديدة‭ ‬تسمى‭ ‬عصر‭ ‬“A.I”،‭ ‬والذي‭ ‬صار‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬ذكاء‭ ‬الآلات‭ ‬وزيادة‭ ‬رقعة‭ ‬قدرات‭ ‬الكومبيوتر‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬ومعالجة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهام،‭ ‬مع‭ ‬إعطائه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬معطيات‭ ‬شاملة‭.‬

وهنا‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬برهة‭ ‬ونحن‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المستجدات‭!!.. ‬هل‭ ‬يتخلى‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬سيادته‭ ‬وهيمنته‭ ‬الفكرية؟‭.. ‬هل‭ ‬سيترك‭ ‬الإنسان‭ ‬فكرة‭ ‬تحديد‭ ‬القرار‭ ‬لمجرد‭ ‬ماكينات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المعطيات‭ ‬المعطاة‭ ‬له؟

ومن‭ ‬هنا‭ ‬قد‭ ‬نقف‭ ‬أكثر‭ ‬عند‭ ‬نقطة،‭ ‬هل‭ ‬تلك‭ ‬الآلات‭ ‬وتلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لها‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬العواطف‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نعول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬المصيرية‭ ‬لنا؟‭.. ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬بالمعدلات‭ ‬المرعبة‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القفزات‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬هل‭ ‬سنترك‭ ‬الآلة‭ ‬تحتل‭ ‬وتتوغل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مقدرات‭ ‬الحياة؟‭.. ‬ولأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينادون‭ ‬بالتقدم،‭ ‬قررت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬طرح‭ ‬فكرة‭ ‬جعل‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬أكثر‭ ‬آدمية،‭ ‬وبدأت‭ ‬هناك‭ ‬تطبيقات‭ ‬على‭ ‬“Google”‭ ‬و”Apple”‭ ‬في‭ ‬إستخدام‭ ‬المساعد‭ ‬الآلي‭ ‬مثل‭ ‬Google Assistant””‭ ‬و””Apple Chatbot‭ ‬لتتحول‭ ‬الآلة‭ ‬وبرامجها‭ ‬لوجود‭ ‬محسوس،‭ ‬وقد‭ ‬تطرق‭ ‬المخرج‭ ‬سبايك‭ ‬جونز‭ ‬في‭ ‬رائعته‭ ‬“Her”‭ ‬الذي‭ ‬أُنتج‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬وقد‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬برامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬ومدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬فكرة‭ ‬الإنخلاط‭ ‬داخل‭ ‬أعماق‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬رؤيته‭ ‬محققة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭!!‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬دان‭ ‬براون‭ ‬لفكرة‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬كانت‭ ‬مبهرة‭ ‬فيما‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬الأخيرة‭ ‬Origin”‭ ‬–‭ ‬الأصل”،‭ ‬قد‭ ‬قدم‭ ‬لنا‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬إنسانيًا،‭ ‬فهو‭ ‬خطرٌ‭ ‬قادم‭ ‬ومرعب‭ ‬على‭ ‬المقدرات‭ ‬البشرية،‭ ‬ولعلنا‭ ‬رأينا‭ ‬تحذيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬المخرج‭ ‬الأمريكي‭ ‬جيمس‭ ‬كاميرون،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬“The Terminator”،‭ ‬التي‭ ‬قدم‭ ‬فيها‭ ‬رؤية‭ ‬كابوسية‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الآلة‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬العالم،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأخوات‭ ‬واشسكي‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬أفلام‭ ‬“The Matrix”،‭ ‬واليوم‭ ‬نرى‭ ‬بأعيننا‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬حينما‭ ‬انتشرت‭ ‬مقاطع‭ ‬غناء‭ ‬للسيدة‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬وهي‭ ‬تغني‭ ‬لمسلسلات‭ ‬الكارتون‭!!.. ‬وكذلك‭ ‬الرسومات‭ ‬التي‭ ‬يبتدعها‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬لتبدو‭ ‬واقعية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مرعب‭!!.. ‬ليدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭!!‬،‭ ‬ونرتعب‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬التتزيف‭ ‬والإستبداع‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬كل‭ ‬ثابت،‭ ‬ويُقدم‭ ‬لنا‭ ‬وكأنها‭ ‬حقائق‭!!‬

والسؤال‭ ‬المخيف‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬أمامه‭ ‬هو‭ ‬“هل‭ ‬هناك‭ ‬حدود‭ ‬أو‭ ‬قيود‭ ‬لتلك‭ ‬الثورة؟”،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬مارد‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬سيخرج‭ ‬من‭ ‬عقاله‭ ‬ليسيطر‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬ويتسيدها؟‭!‬


 

;