محمد عدوى يكتب.. وقت السينما

محمد عدوى
محمد عدوى

حتى كتابة هذه السطور لم يكن فيلم “السرب” قد عرض بعد، لكن سعادتي بالفيلم كانت ومازالت كبيرة، ليس لأنه عمل سينمائي جديد وهو سبب للسعادة في حد ذاته، ولا لأنه واحد من أضخم إنتاجات السينما العربية في الفترة الأخيرة وهو سبب مهم أيضا للسعادة، ولا حتى لأنه من الأعمال القليلة التي تضم نخبة من نجوم الصف الأول الذين نحبهم ونحترم أداءهم ولهم بصمات مهمة وهذا أيضا سبب، ولكن الحقيقة إننا سعداء بـ”السرب” وكنت أنتظره لأني مؤمن بالسينما ودورها، ولأني طالما ناديت بتدخل الفن في توثيق اللحظات الخالدة في عمر الوطن، طالما ناديت بالسينما لتجسد بطولات أبناء هذا الوطن.. نعم هو وقت السينما وأوانها، نعم هناك محاولات كثيرة لتوثيق البطولات التي حققها أبناء مصر الأوفياء في مجالات كثيرة، ولكن يبقي دائما للسينما سحر خاص، سحرا يبقي طويلا، وثيقة السينما مهمة وتقديمها للبطولات الوطنية أهم، في هوليوود أدركوا أهمية السينما وصناعتها وأدركوا أهمية تقديم بطولاتهم، والحقيقة أنهم هناك ربما يفتعلون بطولات ويزيفون واقعا ويتحايلون حتى يقدموا نسخا يتعاطف معها جمهورهم، لكن الوضع لدينا مختلف، فنحن لدينا بطولات حقيقية وكثيرة، بطولات سجلتها تضحيات الرجال، بطولات نفخر بها ونضعها فوق رؤوسنا وتستحق أن تقدم في قالب فني، “السرب” ملحمة الرجال للرد، “السرب” رسالة للعالم كله أن مصر لا تفرط في حق أولادها، وأن مصر قادرة في أي وقت وأي زمان، “السرب” بطولة تستحق والسينما كفن يستحق.

أثق أن صناع “السرب” سوف يقدمون عملا مهما، استلهاما من حدث مهم، أثق أن الجمهور سوف يقدر، وسبق أن انحازت الجماهير لـ”الممر” وهو فيلم مهم ومختلف، السينما فى مصر الآن تحظى برعاية واهتمام كبير، وهى تستحق، والحقيقة أن الشركة الوطنية المتحدة للخدمات الإعلامية التى تعمل بخطط ثابتة لنشر الوعى تدرك أن السينما مهمة وأن رسالتها مهمة، فبعد أن استطاعت أن تحارب بالدراما وترد بالدراما حان الآن الرد بالسينما، إنه وقت السينما والذى لا تبخل الشركة وفروعها بأى جهد من أجل هدفها الأساسي والذى تحققه وتكسب به أرضا جديدة كل يوم، الحقيقة أننا كنا فى حاجة إلى رؤية وطنية مخلصة لتقديم فن مختلف ومؤثر، السينما ليست مجرد فن للتسلية وإن كانت التسلية هدفا لكنها أيضا فنا تتذكره الأجيال، ومن حق الأجيال الجديدة أن تتذكر من خلال السينما البطولات المصرية والتضحيات الحقيقية، والأهم أننا نقدم هذه البطولات بديلا عن تزييفها وطمسها على يد آخرين يتربصون لنا ويدفعون أموالا طائلة كل يوم من أجل التقليل من حقائق يدركها الجميع.

إنه وقت السينما الذى يجب أن يستمر وأن نستمر فى تقديم الأعمال الملهمة والبطولات التى يمتلىء بها تاريخنا و وطننا، إنه وقت الرد بالسينما و وقت الرصد بالسينما و وقت التوثيق بالسينما.

 


 

;