فتوى| مواجهة صعوبات الحياة

د. شوقى علام
د. شوقى علام

تواجه الإنسان فى هذه الحياة بعض الصعوبات والمشكلات؛ فكيف يكون التوجيه الشرعى فى ذلك؟
يجيب عليه د. شوقى علام مفتى الجمهورية:

التوجيه الشرعى للإنسان إذا أصابه شيء يصعب عليه تحمله، أو كان سببًا فى حصول المشقة عليه: أن يلجأ إلى الله تعالى راجيًا كشف الضر وإزالة البأس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾، وقال جلَّ شأنه: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِى الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾.

وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلَاءَ لَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .ورُوى مُرسلًا عن الحسن البصرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ».. وقال الإمام ابن بطال فى «شرح صحيح البخاري»: «السُّنَّة عند نزول البلاء: الاستغفار والذكر والفزع إلى الله تعالى بالدعاء، وإخلاص النيات بالتوبة والإقلاع، وبذلك يكشف الله تعالى ظاهر العذاب؛ قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾» اهـ.

وقال العلامة ابن رجب الحنبلي: «فالمؤمن: مَن يستكين قلبه لربه، ويخشع له ويتواضع، ويظهر مسكنته وفاقته إليه فى الشدة والرخاء، أما فى حالة الرخاء: فإظهار الشكر، وأما فى حال الشدة: فإظهار الذل والعبودية والفاقة والحاجة إلى كشف الضر» اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.