إنها مصر

الأزمات الطارئة

كرم جبر
كرم جبر

إعادة التذكير بالأيام الصعبة التى عاشتها مصر بعد 2011 هام وضرورى، لتنشيط الذاكرة، واستخلاص الدروس المستفادة، لأن الهدوء يأتى بالنسيان، رغم عدم زوال كل عوامل الخطر.
الإخوان ليسوا فزاعة يستخدمها البعض لتمرير آراء وأفكار لصالح النظام، وليسوا مبررات يتم استدعاؤها فى أوقات معينة، لتعليق المشاكل والأزمات فى رقبتهم، ولكنهم يلجأون الآن إلى أساليب التأثير الحديثة، مثل إنتاج الفيديوهات والمحتوى الرقمى، وترويجها على نطاق واسع للنفاذ إلى الرأى العام.


والمتابعة المتأنية لأساليبهم الدعائية فى الوقت الراهن، تشير إلى استثمار القضايا الجماهيرية، لضرب الإنجازات التى تحققت فى العشر سنوات الأخيرة، والتشكيك فى جدواها ومدى الاستفادة منها.
وأزمة انقطاع الكهرباء نموذجاً.
شهدت مصر فى عام 2013 صيفًا مظلمًا، وتوقفت معظم محطات الكهرباء عن العمل، ولم تقدم الحكومة الإخوانية خططًا أو برامج للتعامل مع الأزمة إلا بعض النصائح مثل لا تقم بتشغيل الغسالة والمكواة والسخان فى أوقات الذروة.


والأمر يختلف تمامًا عن تخفيف الأحمال فى الوقت الحالى، وبدأت بالفعل بوادر التحسن وانخفضت الشكوى، لأن المشروعات التى تمت على أرض الواقع هى علاج جذرى، رغم الأزمة الطارئة.
ولكن الإخوان ساروا فى الاتجاه المعاكس وركزوا أساليبهم الدعائية فى التشكيك والتشويه، وكأن انقطاع الكهرباء المؤقت كان قبلة الحياة للهجوم المستمر على المشروعات القومية الكبرى.
بعد أيام قليلة ستنتهى أزمة انقطاع الكهرباء، فى ظل تأكيدات المسئولين بأن ذلك لن يحدث مستقبلاً واتخاذ كل الإجراءات لتلافى أسباب المشكلة، ورغم ذلك ستبحث الكتائب الإلكترونية للإخوان عن أى مشكلة أخرى لتصعد بها الهجوم ضد كل الإنجازات التى حدثت فى السنوات الأخيرة.
والهدف المستمر هو استثمار قضية زيادة الأسعار، ولها جانبان: الأول إيجابى وهو توافر كل السلع الغذائية والثانى سلبى بسبب ارتفاع الأسعار رغم زيادة المعروض، وهو تناقض واضح نتيجة ارتفاع سعر الدولار فى مواجهة الجنيه، والتعامل معه كسلعة وليس كعملة.
كيف نعظم مواردنا من النقد الأجنبى، مع تقليل الفجوة الاستيرادية، لوقف الطلب المتزايد على الدولار؟ .. الموضوع يحتاج مزيدًا من المناقشة.