«طفلةُ النايات» قصيدة للشاعر علي النهام

علي النهام
علي النهام

 من آخرِ اليأسِ حتى أوَّلِ الأملِ

أنا الممزقُ بينَ الصّمتِ والجدَلِ

ما زلتُ أمشي على عكّازِ أُغنيتي

ولم تزلْ طفلةُ الناياتِ في الجُملِ

أعوذُ بالنهرِ من صلصالِ فتنتِها

من دفْقَةِ الماءِ بينَ الرمشِ والمُقلِ

من شهقةِ العطرِ والياقوتُ مختبئٌ

بينَ الضفافِ يذيبُ الشّهْدَ في القُبَلِ

كان الصباحُ نبيًّا في ابتسامتِها

وكنتُ في كأسِها تعويذةَ العسلِ

لمّا استوى في يدِ الفيروزِ مطلعُها

ناديتُ فاستعصمَ القرطانِ بالخجلِ

يا وجهَ هذا المدى الممتدِّ في وجعي

ماذا تريدينَ؟ هاكِ القلبَ واحتفلي

فتحتُ بابَ الأماني فادخلي مطرًا

صُبّيْ على الروحِ نهرَ الحبِّ والغَزَلِ

كوني بلادًا من الأحلامِ بل سكنًا

كوني صلاةً على سجادتي اكتملي

سيصبحُ العشقُ في عينيكِ أغنيةً

يا أنتِ يا آخرَ الأسرارِ في الكحلِ

تنزّلي في فمي خمرًا معتّقةً

تلهو بنشوتِها في سمتِ مُكتهلِ

مددتُ حبلَ رؤايَ الآنَ منتظرًا

فلا تردّي بوجهي آخرَ الرُّسلِ

ولا تخيطي من الخذلانِ معتقلًا

فتقتلي في يراعي نشوةَ الزّجلِ

ولتركبي لجّةَ الأشواقِ مقبلةً

كالفجرِ كالوعدِ كالأحلامِ كالأملِ

فالحبُّ بحرٌ عميقٌ لا قرارَ لهُ

وليسَ يبحرُ من يخشى من البللِ