«ميناء السخنة»| «هاتشيسون العالمية» تبدأ عملها في أكبر محطة حاويات بمصر

وزير النقل ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ووفد «هاتشيسون العالمية»
وزير النقل ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ووفد «هاتشيسون العالمية»

■ كتب: محمد مخلوف

سلمت وزارة النقل، مطلع الأسبوع الجارى، أولى محطات ميناء العين السخنة لأكبر مُشغِّل محطات حاويات على مستوى العالم وهو «هاتشيسون العالمية» وتحالف الخطوط الملاحية العالمية «كوسكو و س إم إيه» لتطويرها كأكبر محطة حاويات فى  مصر، وشهد وزير النقل الفريق كامل الوزير، مراسم التسليم.. «آخرساعة» شهدت فعاليات التسليم وترصد فى  هذا التقرير أهمية تطوير ميناء السخنة وأبرز محاور السياسة العامة للدولة لتطوير قطاع النقل البحرى.

◄ وزير النقل: نستهدف زيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت

◄ التعاقد مع الشركات العالمية على الإدارة والتشغيل فقط

◄ رئيس «هاتشيسون»: جدوى اقتصادية كبيرة لاستثماراتنا بمصر

◄ خبير اقتصادى: تطوير الموانئ يعزز القدرة التنافسية ويجذب الاستثمارات الأجنبية

يعد تطوير ميناء السخنة واحداً من أهم إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن المشروعات الطموحة التى يجرى تنفيذها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لما يتمتع به من موقع جغرافى استثنائى بين الخطوط التجارية العالمية تجعل «السخنة» أحد أكبر الموانئ المحورية الواقعة على البحر الأحمر، وقد أولى الرئيس السيسي اهتماما كبيراً بتطويره والموانئ البحرية عمومًا، وهو ما دفع المسئولين لوضع خطة طموح لتطوير ميناء السخنة ليضاهى الموانئ العالمية، وتعزيز العائد الاقتصادى له.

وتشمل الأعمال الجارى تنفيذها بمشروع تطوير ميناء السخنة إنشاء 5 أحواض جديدة وإنشاء أرصفة بطول 18 كيلومترا لتصبح إجمالى أطوال الأرصفة بالميناء 23 كيلو مترًا وبعمق 18 مترًا، وإنشاء ساحات التداول بمساحة 8.6 كيلومتر مربع ليصبح إجمالى الساحات 10.6 كيلومتر مربع، وإنشاء خطوط سكك حديدية بطول 17 كيلومترا ليصبح إجمالى خطوط السكك الحديدية بالميناء 22 كيلومترا متصلة بالقطار الكهربائي السريع (السخنة/ العلمين/ مرسى مطروح) وإنشاء طرق بطول 17 كيلومترا، بالإضافة لطريق شريانى بطول 17 كيلومترا ورصف خرسانى 6 حارات، ليربط بين الأرصفة والميناء ككل، بما يسهم فى عدم وجود أى تكدسات مستقبلاً داخل الميناء، وكذلك زيادة المساحة ب4 كيلومترات مربعة حتى تصبح المساحة الكلية 25كيلومترًا وبعمق 18كيلومترًا، وإنشاء حواجز أمواج بطول 3270 مترًا.

ويعتبر «هاتشيسون» أكبر مشغل لمحطات الحاويات فى العالم، ويتمتع بأكثر من 50 عامًا من الخبرة والريادة كمستثمر ومُطور ومُشغل عالمى، كما أنه أول مُشغل محطات حاويات يحقق إنتاجية عالمية تراكمية تبلغ 1.3 مليار حاوية مكافئة، بجانب أنه يُتوج كأفضل مشغل لمحطات الحاويات العالمية ويدير محطات فى 52 ميناء فى 26 دولة.

وتتمثل السياسة العامة للدولة من أجل تطوير قطاع النقل البحرى حتى عام 2030، فى عدة محاور أبرزها تحقيق التوازن بين وسائل النقل المختلفة ووضع اللوائح المنظمة لذلك، مع الاهتمام بالنقل متعدد الوسائط خاصة الموانئ البحرية والسكة الحديد والنقل النهرى، وتدعيم الدور الحيوى للنقل البحرى، حيث إن الموانئ البحرية المصرية هى طوق النجاة للدولة من الناحية الاقتصادية، نظراً لارتباطها بالتجارة الخارجية حيث إنها تهيمن على غالبية أنشطة نقل البضائع.

وفى مطلع الأسبوع الجارى تم تسليم أولى محطات مشروع تطوير ميناء السخنة (محطة حاويات «هاتشيسون») لأكبر مشغل محطات حاويات فى العالم وهو «هاتشيسون العالمية»، وتحالف الخطوط الملاحية العالمية COSCO وCMA لتطويرها كأكبر محطة للحاويات بمصر، حيث يبلغ طولها 2600 متر ومساحتها الإجمالية 1.6 مليون متر مربع والطاقة الاستيعابية لها 3.5 مليون حاوية مكافئة/سنويا، وستسمح المحطة باستقبال سفن عملاقة بطول 400 متر وذلك وفقا لعقد الالتزام الموقع لمشروع إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة.

ويوفر مشروع تطوير ميناء السخنة ما يزيد على 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة والذى يأتى تنفيذه ضمن تنفيذ مجموعة من الممرات اللوجستية الدولية التنموية المتكاملة لربط مناطق الإنتاج الصناعى والزراعى والتعدينى والخدمى بالموانئ البحرية بوسائل نقل سريعة وآمنة مروراً بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية المتكاملة لتحقيق الهدف الأكبر، وهو جعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات.

◄ اقرأ أيضًا | كامل الوزير: ندرس إنشاء كلية هندسة النقل

من ناحيته، أكد وزير النقل، الفريق كامل الوزير، أنه يعقب تنفيذ البنية الفوقية لمحطة حاويات السخنة تنفيذ البنية الفوقية لمحطة الحاويات برصيف 100 بإجمالى استثمارات للمشروعين تصل إلى 1.6 مليار دولار وطاقة تداول أكثر من 5 ملايين حاوية مكافئة سنوياً، وهو ما يعد مؤشراً قوياً للجدوى الاقتصادية للمشروعين، ويجسد الثقة فى الاقتصاد المصري. 

وأوضح أن العوائد المباشرة المتوقعة للمشروعين تبلغ نحو 5 مليارات دولار خلال مدة التعاقد وهى 30 عاما، مشيراً إلى أن الدولة تعكف على تحويل ميناءى السخنة والدخيلة إلى موانئ محورية، وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، بالإضافة إلى خدمة الصادرات المصرية والمساعدة فى فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، من خلال تشغيل خدمات ملاحية مباشرة وزيادة القدرة على منافسة الدول ذات المنتجات والصناعات المثيلة، عبر تطوير حلول متكاملة للنقل والتداول بين محطات الحاويات البحرية ومحطات السكك الحديدية وخدمات النقل متعدد الوسائط، مؤكداً أن هذا التعاون مع أكبر تحالف عالمى فى مجال إدارة وتشغيل الخطوط الملاحية ومحطات الحاويات الدولية يأتى فى إطار الخطة الشاملة لوزارة النقل لتكوين الشراكات الاستراتيجية مع كبرى شركات إدارة وتشغيل محطات الحاويات العالمية والخطوط الملاحية لضمان وصول وتردد أكبر عدد ممكن من السفن العالمية على الموانئ المصرية ومضاعفة طاقة تشغيل الموانئ والتوسع فى تجارة الترانزيت.

وتابع: كل ذلك إضافة إلى الأهمية الكبيرة التى توليها الدولة لتطوير الموانئ المصرية مشيراً إلى توجيهات الرئيس السيسى، رئيس الجمهورية، بتكثيف الجهود لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الفريد لمصر، والمزايا التفضيلية التى تتمتع بها، كنقطة التقاء ومرور على خطوط المواصلات البحرية العالمية، وتحويل ذلك من خلال الجهد الشاق والعمل الدءوب من جانب الدولة إلى قيمة اقتصادية مضافة، بالتعاون مع القطاع الخاص، وذلك فى إطار عملية بناء القدرة الوطنية فى مختلف المجالات.

فيما أكد رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين، ل«آخرساعة»، أن إنشاء وتطوير مشروعات النقل البحرى يتم بأيدى مكاتب استشارية مصرية بالكامل وشركات مصرية وطنية مثل: مشروعات تطوير الموانئ وإنشاء المحطات والأرصفة بها، كما يحدث حالياً فى موانئ الإسكندرية، والدخيلة، ودمياط، وسفاجا، والعين السخنة، وجرجوب وبرنيس، مع الاحتفاظ بملكية البنية الأساسية والأصول بما تضمه من منشآت وأرصفة ومحطات ومعدات الوحدات المتحركة، كما يتم التعاقد مع تحالفات عالمية من مُشغلين وخطوط ملاحية لإدارة وتشغيل المحطات لمدة محددة وإعادة تسليمها إلى هيئات الموانئ المصرية، لافتاً إلى أنه سيتم تموين السفن بالميثانول الأخضر فى ميناء شرق بورسعيد، بدءًا من منتصف أغسطس القادم، كأول تجربة لاستخدام الوقود الأخضر، مؤكدا أن البنية التحتية التى تم إعدادها فى المنطقة الاقتصادية تؤهل مصر للمنافسة.

وقد رد الرئيس التنفيذى لشركة «هاتشيسون»، جارى شونج، على سؤال ل«آخرساعة» بخصوص رؤيتهم للمناخ الاستثمارى فى مصر وجدوى هذا المشروع، بقوله: «المناخ الاستثمارى فى مصر جيد ومشجع لنا، بدليل أننا متواجدون فى مصر منذ عدة سنوات وفى العديد من المشروعات وحققنا أرباحاً كبيرة، وإن لم تكن هناك جدوى اقتصادية كبيرة من هذا المشروع أو غيره لكنّا وجهنا استثماراتنا لدول أخرى، فضلاً عن أن الدولة ومختلف أجهزتها تقدم لنا كل الدعم والتيسيرات فى مختلف المشروعات، ولذا فإننا نشكر القيادة السياسية المصرية والحكومة ووزير النقل على دعمهم».

■ مدير المشروع اثناء شرح عمليات التطوير ونسب التنفيذ

من ناحيته أشاد الخبير الاقتصادى، الدكتور وليد عرفة، بجهود تطوير ميناء العين السخنة الذى يأتى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إطار تحسين الخدمات اللوجستية، ما ينعكس إيجابيًا على مناخ الاستثمار ومؤشر التجارة عبر الحدود، حيث إنه أحد أهم مؤشرات تقرير ممارسة الأعمال الذى يتم إصداره من البنك الدولى، لافتًا إلى أن الدولة تواصل جهودها فى عمليات تطوير كافة الموانئ، خاصة «العين السخنة» الذى يعد من أهم الموانئ المصرية، ما يسهم بشكل كبير فى جذب العديد من الاستثمارات.

وأشار إلى أن عملية تطوير ميناء السخنة، تجرى بشكل شامل، حيث تشمل تطوير السكك الحديدية، وعملية الربط بين العين السخنة والعلمين، بواسطة القطار الكهربائى السريع، ما يساعد فى نقل البضائع فى وقت أسرع مع تقليل التكلفة. وهناك أيضًا تطوير يخص أرصفة الموانئ وتدشين المناطق التجارية اللوجستية، موضحًا أن من أبرز أهداف تطوير الموانئ تعزيز القدرة التنافسية لها ودفعها لتكون موانئ محورية على البحرين الأحمر والمتوسط لخدمة حركة التجارة العالمية، وذلك فى إطار استراتيجية الدولة المصرية لتطوير الموانئ البحرية، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتسريع وتيرة العمل لتطوير هذه الموانئ لتضاهى مثيلاتها العالمية، ووزارة النقل والهيئة الاقتصادية لقناة السويس توجهان اهتمامًا كبيرًا بتطوير موانئهما خاصة تلك القريبة للمناطق الصناعية التى تسهل عمليات تصدير منتجات المشروعات والمصانع القائمة للأسواق العالمية والإقليمية.