الحياة الخفية للقتلة المتسلسلين فى أمريكا

دينيس رايدر
دينيس رايدر

 الإيقاع بالسفاح ريكس هويرمان في نيويورك دفع وسائل الإعلام الأمريكية الى تناول قصص اشهر قتلة اكتشفهم الأمريكيون في السنوات الاخيرة لتصفهم بأصحاب الحياة العادية، بل الحياة الروتينية امام الآخرين، لم يلفتوا انتباه أو ريبة احد نحو الحياة السرية الدموية لهم لولا الصدفة التي تكشف حقيقتهم لتتحول الى صدمة.

تشير الصحف الأمريكية إلى سفاح جزيرة جيلجو وهو مهندس معماري واب لطفلين، يعيش على بعد اميال قليلة من جثث ضحاياه في حى يسكنه رجال شرطة حاليون وسابقون، ولكنه نموذجا مشابها للقتلة المتسلسلين ممن يعيشون حياة روتينية معتادة في نظر الآخرين فهم موظفون، ليسوا منعزلون عن المجتمع، لديهم عائلات ومنازل وينجحون في ابعاد انظار الشرطة عنهم طوال الوقت، وتستعرض الصحف نماذج من القتلة المتسلسلين ممن نجحوا في الاستقرار وسط الناس دون انكشاف جرائمهم.

دينيس رايدر

ارتكب دينيس رايدر جرائمه بولاية كنساس وما حولها، قتل 10 ضحايا بوحشية في سلسلة جرائم بدأت من عام 1974 إلى عام 1991، الحياة الظاهرية لدينيس رايدر قضاها كمحارب قديم في سلاح الجو الأمريكي، متزوج وأب لطفلين، عمل في  مجال تطبيق القانون وظل طليقًا إلى أن تم اعتقاله في عام 2005 وقامت محكمة مقاطعة سيدجويك بكانساس بإدانته في 10 تهم بالقتل.

لم يكن دينيس مختفيًا عن الانظار او غامضًا كأغلب القتلة المتسلسلين بل كان عضوا نشطا في الحياة الاجتماعية بالشارع والكنيسة ودائم المشاركة في الحياة الاجتماعية وحريص على اقامة الاعياد والمناسبات على اكمل وجه، لم يكتشف اقرب الناس لدينيس حقيقته حتى أن ابنته اكدت صدمتها الكبيرة في والدها حيث كان يمارس حياته بشكل طبيعي حتى قالت: «يبدو انه كان يذهب لقتل شخص ما ثم يعود إلى المنزل لتناول العشاء بين عائلته بشكل معتاد» ، وكان يمارس هوايات عديدة في مجال الزراعة ورعاية البساتين والتسلق والصيد وحريص على الذهاب الى الكنيسة وازدادت الصدمة بسبب الحياة الاجتماعية لرايدر حيث كان حريصًا على إلقاء الخطب والمواعظ الاجتماعية والدينية في الوقت الذي ظلت فيه الشرطة تبحث عنه لمدة 30 عاما.

جون واين جاسي

جون واين جاسي، أحد أشهر القتلة المتسلسلين في التاريخ، قتل ما لا يقل عن 33 مراهقا وشابا في مقاطعة كوك بولاية إلينوي في السبعينيات، ودفن معظم ضحاياه تحت منزله، أما عن الحياة الظاهرية لجون واين جاسي؛ فهو عامل بناء في اشهر مباني شيكاغو وقبل تخصصه في تلك المهنة كان مهرجا راقصا في حفلات الاطفال والعروض الخيرية للأطفال المرضى، وتعد قصة واين الظاهرية قصة نجاح حيث ظهر كرجل اعمال مكافح، تزوج وانخرط في السياسة واشتهر بالتقاط صورته مع السيدة الأولى آنذاك «روزالين كارتر» وخلال تلك الفترة كان يستهدف الشباب ويقتلهم ولم تنته جرائمه إلا بإلقاء القبض عليه في ديسمبر 1978.

 

                             جون‭ ‬واين‭ ‬جاسي‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬الاولى‭ ‬روزالين‭ ‬كارتر

 

جوزيف دى انجيلو                                                                                                                                                                               

يعُرف جوزيف دي أنجيلو باسم «قاتل الدولة الذهبي» وارتبط بما يقرب من 40 اعتداء وجريمة قتل في منطقتي سكرامنتو وستوكتون، طارد ضحاياه لعدة أيام، واقتحم منازلهم عبر النوافذ ليعتدي على النساء ثم تطورت جرائمه لقتلهن، وارتكب اولى جرائمه في يونيو 1976 ثم توالت جرائمه ليُعرف باسم «مطارد الليل»، واعترف بقتل 13 شخصًا في أواخر السبعينيات والثمانينيات حين ظهر جالسا على كرسي متحرك في قاعة المحكمة في اغسطس 2020 بكاليفورنيا ليتلقى حكما بالسجن مدى الحياة بعد رفع عقوبة الإعدام عنه لاعترافه بباقي الجرائم.                                                                                                                                                     الغريب في الامر جرأة جوزيف في إخفاء جرائمه دون أن يختفي حتى أنه اتصل بالشرطة؛ ليؤكد أنه القاتل الذي يبحثون عنه مؤكدًا لهم انهم لن يتمكنوا من الامساك به، ولم يثر جوزيف الشكوك حيث كان شرطيًا وطبيب بيطري سابق إلا انه فقد وظيفته في قسم شرطة أوبورن بكاليفورنيا في عام 1976 لسرقته من المتاجر وشكوى زوجته ضده، واستكمل حياته مع ابنته وحفيدته وظل يعمل في مخزن توزيع لمدة 27 عاما دون أن يثير الشكوك تجاهه إلى أن انكشف امره بسبب تحليل الحمض النووي حين قاد تحليل البصمة الوراثية لأقاربه الشرطة لإلقاء القبض عليه لتطابقها مع بصمة مرتكب جرائم القتل والقت الشرطة القبض عليه في عام 2018 عندما كان يبلغ من العمر 72 عامًا.

اقرأ أيضًا : المحققون الأمريكيون يواجهون اتهامات بإخفاء هوية القاتل

;