الكشف عن .. 800 شبكة إجرامية تهدد أمن الاتحاد الأوروبى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مي‭ ‬السيد

لا تزال الجريمة المنظمة الخطيرة تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الداخلى للاتحاد الأوروبى، حيث سلط تقرير جديد الضوء على خطورتها فى أنحاء القارة العجوز، وكشف عن وجود أكثر من 800 شبكة إجرامية بتكوين دولى، تمس أنشطتها العديد من البلدان فى العالم؛ تبين أن 86% منها تستخدم هياكل أعمال قانونية، والتى تساعدهم فى الازدهار وغسل الأموال، والغالبية العظمى منها فى الاتحاد الأوروبى.

وتحت عنوان "فك رموز الشبكات الإجرامية الأكثر تهديدًا فى الاتحاد الأوروبى"، نشر اليوروبول تقريره الخطير الجديد والذى تعمق فى خصائص الشبكات الإجرامية التى تشكل التهديد الأعظم لأوروبا، حيث ركز التحليل على الجهات الإجرامية فى رسم يعد الأول من نوعه، واصفًا بالتفاصيل كيفية تنظيمها وما هى الأنشطة الإجرامية التى تشارك فيها، وكيف وأين تعمل.

​​112 جنسية مختلفة

ويستند هذا التحليل إلى مجموعة بيانات فريدة تمت مشاركتها مع اليوروبول أسهمت فيها جميع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى و17 دولة شريكة، وأدى ذلك إلى مجموعة بيانات فريدة من نوعها تضم ​​821 شبكة إجرامية شديدة الخطورة، مع معلومات واسعة النطاق عن جميع الجوانب التى تصفها وتساعد فى تقييم التهديد الذى تشكله.

وقد تم اختيار هذه الشبكات الإجرامية، التى يتجاوز عدد أعضائها 25000 فرد، بناءً على معايير حول التهديد الذى تشكله؛ حيث تنشط هذه الشبكات فى مجموعة من مجالات الجريمة، بدءًا من الإتجار بالمخدرات إلى تهريب المهاجرين وجرائم الممتلكات، حيث أظهرت كيفية تكييف عملياتهم التجارية الإجرامية مع التحديات التى يفرضها تطبيق القانون.

وتبين أن المئات من المنظمات الإجرامية قادرة على التسلل على نطاق واسع وإساءة استخدام الهياكل التجارية القانونية فى عدة دول أوروبية، وهو ما يساعد أعمالهم الإجرامية على الازدهار، ويسمح لهم بغسل أرباحهم الإجرامية ويحميهم من الكشف، وأكد التقرير أن  86% من الشبكات الإجرامية الأكثر تهديدًا تستخدم هياكل الأعمال القانونية، والغالبية العظمى منها فى الاتحاد الأوروبى.

ووفقا للتقرير؛ فإن تلك الشبكات الأكثر تهديدًا تدير عمليات إجرامية بلا حدود، تمس أنشطتها العديد من البلدان فى العالم، وتكوينها دولى للغاية، مع أعضاء الشبكة من العديد من دول الاتحاد الأوروبى والعالم، وتبين أنه تم تمثيل ما يقرب من حوالى 112 جنسية حيث يتألف 68% من الشبكات من أعضاء من جنسيات متعددة.

وأكد التقرير أن معظم تلك المنظمات الإجرامية تميل إلى التخصص في عمل إجرامى رئيسى واحد، وذلك يمكنها من ممارسة سيطرة قوية للتركيز على عملياتها الإجرامية، ويتم تغيير القيادات باستمرار فى 82% من الشبكات الأكثر تهديدًا إما فى البلد الرئيسى للنشاط، أو فى البلد الأصلى للأعضاء الرئيسيين.

وتتسبب الأنشطة الإجرامية والممارسات الفاسدة التى تقوم بها الشبكات الإجرامية الأكثر تهديدًا فى إلحاق ضرر كبير بالأمن الداخلى للاتحاد الأوروبى وسيادة القانون والاقتصاد وتبين من التقرير أن نصف الشبكات الإجرامية متورطة فى الإتجار بالمخدرات باعتباره النشاط الإجرامى الرئيسى، وأكثر من 70% من الشبكات تشارك فى الفساد لتسهيل النشاط الإجرامى أو عرقلة إنفاذ القانون أو الإجراءات القضائية.

مجرد البداية

ومن أجل استمرار عملها تمارس 68% من الشبكات العنف والترهيب كسمة متأصلة فى طريقة عملها، وهو ما جعل تشكيل هذه الشبكات منتشر ومعقد، وقالت كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية ليوروبول، أن المجرمين يزدهرون فى سرية مشيرة إلى أن هذه الدراسة تعد الأكثر شمولا حول الشبكات الإجرامية الرئيسية التى تم إجراؤها على المستوى الأوروبى من قبل سلطات إنفاذ القانون. 

ووصفت وزيرة الداخلية البلجيكية أنيليس فيرليند، التقرير؛ بأنه أداة جديدة فى المعركة ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة، لافتة إلى أنه على الرغم من أن هذا التقرير يعد إنجازًا مهمًا للغاية في حد ذاته، إلا أنه مجرد البداية، ونحتاج إلى عمل كبير وخطوات أخرى فى الأشهر والسنوات المقبلة.

وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون؛ أن الجريمة المنظمة تعد واحدة من أكبر التهديدات التى يواجهونها، حيث تهدد المجتمع بالفساد والعنف الشديد، مشيرة إلى أن هذا التقرير المهم الذى يوضح التهديد الإجرامى الذى يشكله أكثر من 800 شبكة إجرامية تضم عشرات الآلاف من الأعضاء. 

ومن المنتظر أن يكون للتقرير تأثيرًا كبيرًا على أنظمة العدالة فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى وسيادة القانون بحسب المفوض الأوروبى للعدالة ديدييه ريندرز، والذى أكد أنه لا يمكن للقضاة والمدعين العامين مكافحة الجريمة المنظمة إلا إذا كانوا بعيدين عن التخويف أو التهديد أو محاولات التأثير على نزاهتهم المهنية.

 وعلينا أن نؤكد أن هذا هو الحال. وبما أن الشبكات الإجرامية الأكثر تهديدًا تدير عمليات إجرامية بلا حدود، فإن التعاون بين الخبراء أمر حيوي. ولهذا السبب، ستدعم المفوضية المقترحات الخاصة بإنشاء شبكة قضائية جديدة للاتحاد الأوروبى، والتى سيتم وضعها فى يوروجست، مع التركيز على الجريمة المنظمة، بما فى ذلك الأهداف ذات القيمة العالية. 

اقرأ  أيضا : أخطر زعماء المافيا فى إيطاليا يعلن توبته ويتعاون مع الشرطة ضد الجريمة المنظمة


 

;