إحصائية مخيفة فى بريطانيا.. جرائم الشرف تتزايد بنسبة 60% عن العامين الماضيين

الضحايا
الضحايا

 أرقام وإحصائيات مخيفة تتداولها وسائل الإعلام البريطانية مرفقة بتحذيرات من ارتفاع معدلات الجرائم ضد الفتيات والنساء بشكل ملحوظ واشارت تلك الإحصائيات إلى أن عدد جرائم «الشرف» المرتكبة في بريطانيا، ارتفع بنسبة تزيد عن 60 في المائة خلال عامين، ويشير الخبراء إلى صعوبة تلك الجرائم محذرين من تأخر وتراكم القضايا في المحاكم لتصبح ضمن اهم الأسباب وراء تلك الإحصائيات.

لا تقتصر جرائم الشرف على قتل الفتيات والنساء الضحايا فقط بسبب التشكيك في سلوكهن وقتلهن بدافع الشرف وإنما تتضمن تلك الجرائم ايضا حوادث الاغتصاب والزواج القسري ضمن الجرائم التي ترتكب لحماية شرف الأسرة، وغالبا ما يكون مرتكب الجريمة أحد أفراد الأسرة أو عضو ضمن العائلة الممتدة أو مجتمع الضحايا الصغير، وايضا تتم اغلب تلك الجرائم بين الوافدين إلى بريطانيا من جنسيات آسيوية وغيرها.

حوادث مضاعفة

عرضت الصحف البريطانية إحصائيات الشرطة؛ لتؤكد تسجيل 2600 جريمة من هذا النوع في عام 2022 مقارنة بـ 1600 جريمة في عام 2020، وهى زيادة تصل إلى 60 بالمائة بالمقارنة بالعامين الماضيين، وايضا زيادة تصل إلى حوالي 200 في المائة بالمقارنة بعام 2016، واشارت التقارير إلى أن شرطة العاصمة ووست ميدلاندز ومانشستر الكبرى سجلت أعلى معدلات الانتهاكات لجرائم الشرف في عامي 2021 و2022، تضم الإحصائيات المزيد من التفاصيل سجلت شرطة العاصمة لندن 1213 حالة منها 514 حالة عنف؛ محاولتى قتل، و32 حالة اغتصاب، 310 حالة زواج قسري كل تلك القضايا تندرج تحت قائمة جرائم الشرف، وتضمنت حصيلة شرطة مانشستر الكبرى 729 حالة منها حالات اعتداء وضرب، ومئات السلوك بالإهانة والتعذيب.

يشير مدير مؤسسة قانون الأسرة عمران خدابكوس؛ إلى نجاحهم في الحصول على تلك الإحصائيات وتحليل الاسباب وراء ارتفاع ارقام الحالات المتأخرة في محاكم الأسرة والتي تعد جزءًا اساسيًا من المشكلة حيث تتراكم القضايا أمام المحاكم، والعديد من القضايا التي تستغرق "ما لا يقل عن تسعة إلى 12 شهرًا لحلها" تستغرق على ارض الواقع عشرات السنين امام المحكمة نظرًا لطبيعة تلك القضايا واختلاف مجتمعات واصول ضحايا جرائم الشرف؛ حيث تختلف لغتهم وثقافاتهم عن المجتمع الانجليزي ويتسبب نقص المترجمين الفوريين في المزيد من التأخير بالمقارنة بالجرائم الجنائية الأخرى.

ضحايا بلا ذنب

تناولت الصحف اشهر القضايا وأحدثها؛ منها جريمة وقعت في مارس 2023، تنظرها محكة برادفورد العليا وهى جريمة قتل اشهر ضحية، سمية بيجوم عمرها 20 عامًا على يد عمها محمد تاروس خان فيما يٌعرف بجريمة شرف، ألقى العم جثة ابنة شقيقه في أرض نائية في غرب يوركشاير بعد أن رفضت الزواج القسري من ابن عمها، اعتقدت الشرطة والطب الشرعي في البداية أنها مفقودة وعثروا على جثتها اثناء البحث وبالرغم من إدانة العم القاتل إلا أن المحاكمة مازالت مستمرة.

جريمة شهيرة اخرى هزت المجتمع البريطاني؛ وهى واقعة قتل شافيليا أحمد، 17 عاما،  بعد تعرضها لسلسلة من الانتهاكات قبل مقتلها في عام 2003 على يد والديها فرزانة أحمد وزوجها افتخار أحمد، ولم يوافقا على أزيائها "الغربية"، وبالرغم من تحديد الجناة وسهولة القضية لكن المحاكمة استمرت 10 سنوات، وفي النهاية تم الحكم على والدي شافيليا بالسجن مدى الحياة عام 2013 امام محكمة تشيستر كراون بعد إدانتهما بقتلها بطريقة وحشية عن طريق وضع كيس من البلاستيك في فمها وخنقها في جريمة روعت الرأى العام البريطاني، ولا يزال أشقاء شافيليا يرفضون الاعتراف بقتل والديها لها بعد إدانتهما بجريمة القتل رسميًا.

زواج قسري

قضية أخرى، يقضي المتهم محمد حمه عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل وتعذيب وخنق الابنة باناز محمود، 20 عاما، في يناير 2006 في منزل العائلة؛ حيث شارك ما يزيد عن خمسة اشخاص من افراد العائلة على قتل الضحية بسبب شكهم في سلوكها ورفضها الزواج من احد افراد عائلتها واطلقت الصحف البريطانية على المتهمين اسم العصابة العائلية وانتهت الجريمة بوضع جثة باناز في حقيبة ونقلها إلى المنزل في برمنجهام ودفنها في الحديقة، وتم اكتشاف جثتها بعد ثلاثة أشهر من الجريمة.

في أكتوبر العام الماضي بدأت الشرطة في التنقيب عن جثة أم قُتلت على يد زوجها ويدعى الخطيب، 35 عاما، في جريمة شرف قبل 10 سنوات؛ حيث قُتلت رانيا العايد، 25 عامًا، وهي أم لثلاثة أطفال سورية الاصل، هربت إلى بريطانيا وانتهت رحلتها بالقتل على يد زوجها أحمد الخطيب في عام 2013 بعد أن استدرج زوجته المنفصلة عنه وقتلها بسبب إصرارها على الطلاق منه وشكه في سلوكها بسبب إلحاحها في طلب الانفصال وحاول الزوج القاتل اقناع اهل زوجته انها مازالت على قيد الحياة، ولم يعثر على جثتها مطلقًا حيث لم تتمكن الشرطة من العثور على الموقع الذي دفنت فيه الضحية على الرغم من شن عمليات بحث طوال الوقت، واعترف الزوج بقتلها بالفعل إلا أنه ادعى أنه دفعها إلى الأرض فضرب رأسها بعد أن ظهرت له على هيئة روح شريرة أخفت مكان اختفائها.

اقرأ  أيضا : القضاء يضع أسطورة السينما الفرنسية آلان ديلون تحت الوصاية المعززة


 

;