فى الصميم

«الناتو».. ومخاوف أوكرانيا!!

جلال عارف
جلال عارف

لاشك أن قمة دول حلف "الناتو" فى اليومين الماضيين كانت من أخطر اللقاءات على هذا المستوي. القمة التى عقدت فى عاصمة "لاتنيا"، على مقربة من حدود روسيا جاءت فى توقيت هام للحلفاء الغربيين الذين يقفون وراء أوكرانيا فى الحرب مع روسيا ولو بدرجات متفاوتة. تأتى القمة بعد تطورات خطيرة أهمها محاولة تمرد "فاجنر" فى روسيا من ناحية، والفشل الذى صادف الهجوم الأوكرانى المضاد التى استعدت له أوكرانيا طويلا، واستقبلت عددا من الأسلحة الغربية لم تغير من المواقع فى جبهة القتال حتى الآن.

الحدثان ضاعفا من القلق لدى كل الأطراف. وفى جبهة القتال شهدنا تفجير السد الذى أغرق مساحات واسعة، ثم محاولات أوكرانية جديدة لإشعال الموقف حول المحطة النووية فى "زابورجيا"، مع إرجاع سبب فشل الهجوم المضاد إلى التباطؤ فى مد القوات الأوكرانية بما تطلبه من سلاح متقدم.

ولطمأنة أوكرانيا كان "القرار الصعب"، كما وصفه الرئيس الأمريكى بايدن بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحظورة دوليا!! وهو ما اعترضت عليه الدول الكبرى فى حلف "الناتو"، وقطاعات كبيرة داخل أمريكا نفسها. ومع أهمية هذه الخطوة لأوكرانيا، فقد دخل عامل آخر على الخط مع تسرب أخبار عن مفاوضات "غير مباشرة". بين مسئولين روس وشخصيات "غير رسمية" لكنها هامة من أمريكا!!

من هنا كان مفهوما تصعيد الرئيس الأوكرانى لمطلب الانضمام إلى حلف "الناتو"، أو وضع جدول زمنى لذلك ليكون ضمانا دائما لأوكرانيا كما يرى زيلينسكى. ثم هجومه غير المعتاد على قادة الحلف حين لم يستجيبوا لمطلبه لأنه يعنى الصدام "المباشر"، بين روسيا والحلف كما قال الرئيس الأمريكى. ومع ذلك كانت هناك صياغات عامة لطمأنة أوكرانيا على استمرار الدعم الغربى، وعلى أن باب الانضمام للحلف سيفتح "حين تتوافر الظروف"!

ويبدو أن ما بعد حرب أوكرانيا أصبح يحتل مكانا مهما عند أطراف الصراع. أوكرانيا تبحث عن ضمانات، وحلف "الناتو" يريد أن يحافظ على ما تحقق- فى ظل الحرب- من تضامن بين أعضائه لحد كبير ومن توسع بانضمام فنلندا والسويد. والخلاف حول "القنابل العنقودية"، لم يمنع الأعضاء من إعلان مواصلة الدعم العسكرى بأسلحة متقدمة، مع الأخذ فى الاعتبار تصريحات أمريكية تؤكد أن الدعم العسكرى سيتواصل لأوكرانيا حتى يتم التفاوض لإنهاء الحرب بالشروط التى تناسب أوكرانيا. قد يكون الحديث هكذا لطمأنة أوكرانيا، لكن عودة الكلام عن "التفاوض" جيد ولو على أصوات الصواريخ، والفانتوم والقنابل العنقودية.