تساؤلات

قعدة ليلة الوقفة

أحمد عباس
أحمد عباس

السؤال الذى طرحه صديقى على الجالسين فى ليلة وقفة سهرتها صباحى كان بدائى جدا لكنه لما تسلطن -صديقي- وسارت رأسه على حل شعرها، قال: تحب تبقى ايه لما تكبر!

نزل السؤال على القاعدين كالسهم المسموم الرجل يسأل عن المستقبل ونحن بلا استثناء مستقبلنا صار خلفنا لا أمامنا والقادم كله محشور فى خانة الصدفة، فاذا كان خيرًا فالحمد لله على يوم عادى هادئ واذا كان شرًا.. فليكن، المسألة لا تعدو بحال أن تكون حالة مواءمة جديدة ليس الا، اذا مالت الأمور فأميل معها فتبقى فى عينى معدولة، واذا ساءت الأحوال أكثر فأتصرف كيفما تصور لى رأسى حينها حتى لو تصرف عشوائى لايفعله سوى المبتدئين، والدرس قال ان لاشيء استمر لا حزنًا ولا فرحا وبهذه القناعة وحدها تسير الأمور.

عقب السؤال تعرض صديقى لموجة تنمر هائلة حتى فى الأجوبة وسخرية دمرت أساس سؤاله، صديقنا المطروح أرضًا قال: أنا عايز أطلع دكتور يا عمو، وأجاب الآخر: أنا عايز أطلع طيار وأسأل زمايلى الطيارين هل فعلا اتقدموا لكل بنات البلد دى وازاى وامتى!، والثالث الذى يتلعثم فى الكلام رد: ان ان ان أنا مش هاطلع معاكم، وأجاب قبل الأخير: أنا عايز اتجوز وأقعد فى البيت، أما صديقنا الذى امتلأت رأسه بأنفاس عامرة تفتقت لذهنه فكرة لا أعرف من أين أتته، قال: أنا عايز لما أكبر اطلع ست!

رد صديقى المتلعثم: يع يع ياعم مالقيتش الا دي!، وصديقى على الأرض قال: خلاص أنا اطلع دكتور نساء وتوليد يا عمو، وتحرش به الطيار علانية وقال: ماتقلقيش يا حلوة هابقى اتقدم لك، أما الذى أراد أن يتزوج ويقعد فى البيت فقال: حلاوتك يا قطة فى طقم السكرتيرة، ثم انتظر تنمرى فخذلته وصمتت أقلبها فى رأسي، اللعنة ماهذا الطرح أصلا أنا أستمتع بنوعي، وسألته: طب ليه!

اعتدل فى جلسته وتحضر جيدا وسأل الحاضرين: خلصتوا!، طيب ماتيجى كلنا نقوم نوقف تاكسى وتوقف بعدنا واحدة ست بس بطولها ونشوف هايوقف لمين، واللا جرب يحصل حاجة بينك وبين ست وادخلوا قسم أو بلاش قسم روحوا للمدير، طب بمناسبة المدير جربت تتقدم لوظيفة قصاد ست!، روح اتجوز الست تتشرط طب روح طلق هى الست اللى هتاخد حقها وزيادة وحط عليه كمان الشقة هدية والعيال لو عندك وانت روح شوف هاتعمل ايه بقى يعنى كونت نفسها يا بطل، الموضوع محسوم يا شوية شنبات..  

أما صديقى صاحب الأمنية فلا هو متزوج ولا خاطب ولا حتى متكلمين عليه فلماذا هذا التحفز.. سألته بلطف فقال: يابنى ركز شوف الرجالة بيطالبوا بالمساواة وبعدين أى حد يقول حاجة غير كده كداب أو مسهوك زى صاحبنا الطيار اللى هناك ده، نطق صديقنا المتلعثم: هيء هيء هى الفكرة ظريفة لكن ماحنا حلوين أهو، والآخر قال: أنا أقعد فى البيت بقى وهى تشوف موضوع المرأة المستقلة ده، أما دكتور النساء والتوليد فقال: طيب براحة على مهلك يا مدام واحدة واحدة، فقاطعه صاحب الحلم: ايوة شوفت اديك بتقول أهو كله بيقولها براحة على مهلك وماتزعليش وماتقلقيش واحدة واحدة واحنا ماحدش بيقولنا صباح الخير، الموضوع محسوم من كل ناحية.

ثم استطرد: طب جرب تموت تاخد المدام معاشك طب جرب تعيش تاخد مرتبك طب ازعل انت تروح تصالح طب اسكت يبقى مابتتكلمش معاها طب اتكلم يبقى مابتسمعهاش، جربت تختفي! يبقى مالكش امان طيب تظهر تبقى ممل واللى بنبات فيه بنصبح فيه، اركب مواصلات شوف مين هايوسعلك لكن هى تطلع الف مين ياخدها جنبه، طب افرح تقولك انا اللى عملت طب قولها انت عملتى تقولك انت السبب، يبقى فاضل ايه!

قبل انتهاء قعدة الوقفة كان ثلاثة من الأصدقاء قد اقتنعوا بوجهة النظر واثنان على الاقل يفكرون بالموضوع أما أنا فظلت الفكرة تدق رأسى ساعتين كاملتين حتى ترسخت وجاهة منطقه مع رغبتى فى الاحتفاظ بنوعى لكن الأصدقاء الست كانوا قد انتهوا بالفعل من ترتيب أحلامهم على هوا النساء.