فى الصميم

لماذا تلجأ أمريكا.. للأسلحة المحظورة؟

جلال عارف
جلال عارف

قررت أمريكا تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية. القرار خطير "أو بتعبير الرئيس بايدن هو قرار صعب للغاية"  ليس فقط لأنه يضع فى يد أوكرانيا سلاحا فتاكا، وإنما لأنه يورط أمريكا أكثر فى الحرب، ويضعها فى مواجهة جديدة مع المنظمات الدولية التى تستنكر استخدام هذا السلاح المحظور دوليا منذ خمسة عشر عاما. والذى يهدد بوقوع إصابات عديدة من المدنيين رغم أى احتياطات قد يقال إنها سوف تتخذ لمنع ذلك!

للأسف الشديد فإن أطراف الصراع الرئيسية هنا "روسيا وأمريكا وأوكرانيا" لم توقع على معاهدة أوسلو الخاصة بحظر إنتاج استخدام القنابل العنقودية.. ومع ذلك تبقى المسئولية فى تعريض أرواح آلاف المدنيين الأبرياء للخطر رغم ما قالته واشطنون من حصولها على ضمانات "خطية" من أوكرانيا بحماية المدنيين من مخاطر هذه القنابل التى تنتشر شظاياها فى مساحات واسعة أو تتحول إلى ألغام قابلة للانفجار فى وجه المدنيين!

وبالتأكيد.. فإن الرئيس بايدن لم يكن يريد وضع بلاده  فى هذا الموقف الذى تتحمل واشنطون مسئوليته كاملة، خاصة أن عددا من حلفائها الكبار "ألمانيا فى مقدمتهم"، يعارضون القرار ويلتزمون بأحكام معاهدة حظر القنابل العنقودية ويخشون من عواقب تزويد أوكرانيا.. ورد فعل روسيا على ذلك. لكن يبدو أن فشل الهجوم المضاد الذى قالت أوكرانيا إنها تشنه ضد القوات الروسية أربك حسابات البعض رغم أن القادة العسكريين الأمريكيين أنفسهم كانوا يشككون من البداية فى قدرة قوات أوكرانيا على تحقيق نتائج كبيرة من هذا الهجوم لكن يبدو أن الفشل الأوكرانى كان أكبر من المتوقع!!

وقد تكون القنابل العنقودية وسيلة لرفع قدرة الجيش الأوكرانى على الصمود، مع الأخذ فى الاعتبار أن واشنطون قالت إن تزويد أوكرانيا بهذه القنابل هو "إجراء مؤقت"، وأن القرار تم إعلانه مع نشر أخبار عن محادثات سرية بين مسئولين روس وشخصيات أمريكية نافذة وإن كانت ليست جزءا من إدارة بايدن. وهى أخبار تم نفيها من الجانبين ولكنها تشير إلى شيء ما يجرى فى الكواليس يؤكده مسئولون فى البيت الأبيض حين يقولون إن كل المساعدات لأوكرانيا تستهدف أن تتمكن "كييف"، من التفاوض لإنهاء الحرب وفقا لشروطها!!

ومع ذلك  تبقى اللعبة خطرة حين يكون الطريق للتفاوض ملغوما بشظايا القنابل العنقودية.. أو بضحاياها!!