«قطاع الأعمال».. ينفض غبار الإهمال| 42 مليار جنيه تُنهى الديون التاريخية.. وتحسن مستمر فى النتائج

غزلنا ونسيجنا.. «صنع إيدينا»| 31 مليار جنيه لاستعادة الأمجاد.. وأكبر مصنع غزل بالعالم فى المحلة

غزلنا ونسيجنا
غزلنا ونسيجنا

عانت شركات قطاع الأعمال العام على مدار العقود الماضية من تراكم المديونيات وتهالك المعدات بالمصانع وسوء الإدارة الأمر الذى كبدها خسائر فادحة وصلت إلى المليارات فى بعض القطاعات ولعل أبرزها الغزل والنسيج، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام المسئولية أعطى الضوء الأخضر بالتطوير وتوفير جميع التمويل اللازم لهذا الأمر، ونجح الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، والوزراء السابقون.

من خلال الجولات المتعددة والدراسات الكثيرة فى نفض غبار الإهمال وإحداث نقلة نوعية داخل أغلب الشركات، حيث تم تسوية 42 مليار جنيه مديونيات متراكمة على الشركات بفضل الإدارة الحكيمة، والتى كانت معلقة منذ أكثر من ربع قرن من الزمان.

كما تم تغيير قانون قطاع الأعمال العام لأول مرة منذ نحو 31 عاما، على صدور القانون، وحدثت طفرة فى أرباح بعض الشركات، حيث من المتوقع أن تشهد ارباح الشركات التابعة هذا العام نموا لا يقل عن 10%، وحققت الشركات أرباحا تقدر بقيمة 12 مليار جنيه العام المالى السابق..

واعتمدت الوزارة على حصر دقيق للأراضى غير المستغلة المملوكة للشركات باستخدام أحدث التقنيات، وحسن استغلال هذه الأراضى غير المدرجة فى مشروعات التطوير، وتم تغيير استخدام عدد كبير من قطع الأرضى إلى الاستخدام السكنى المختلط لتعظيم قيمتها.

كما تم الانتهاء من الإصلاح الإدارى وتغيير مجالس إدارات الشركات، والاستعانة بأحدث التكنولوجيا فى الإنتاج بالمصانع، كما نفذت الوزارة مشروع تحول رقمى داخل عدد كبير من الشركات التابعة، بهدف تأمين المعلومات والحصول على أحدث نظم الاتصال.

أخيرًا وبعد طول انتظار بدأت بشائر تطوير منظومة الغزل والنسيج تظهر للنور بعد التشغيل التجريبى لمصنع «غزل 4» بالمحلة الكبرى، ومن المنتظر أن يتم افتتاحه رسميا خلال أيام، لإنتاج 15 طن غزل يوميا، وتبلغ مساحة المصنع 24635 مترا مربعا بإجمالى عدد مرادن 71808 مرادن غزل كومباكت، ويعد هذا المصنع أول مصنع يعمل تجريبيا ضمن خطة طموحة تنفذها الدولة على مدار السنوات الماضية لاستعادة ريادة مصر عالميا فى صناعة الغزل والنسيج، باستخدام الآلات والمعدات الحديثة التى تم توريدها من كبرى الشركات العالمية، ويشمل التطوير جميع المراحل المتعلقة بالصناعة فى كافة المحافظات بداية من زراعة محصول القطن وصولا إلى صناعة الملابس كمنتج نهائى مرورا بالصناعات التحويلية مثل الأعلاف والزيوت وغيرها.

ولا يخفى على أحد أن الدولة رصدت مبلغا ضخما وصل إلى 31 مليار جنيه، لتحديث البنية التحتية وإعادة هيكلة الآلات والمعدات وتنمية العنصر البشرى بشركات الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية، كما تم تسوية مديونيات تاريخية على شركات الغزل والنسيج بإجمالى نحو 20٫7 مليار جنيه خلال الفترة الماضية، وتم دمج 32 شركة قطن وغزل ونسيج ليصبح عددها 9 شركات فقط، ويرغب الجميع فى استعادة عرش القطن المصرى الذى لا يقارن بالأقطان العالمية وأصبح لدينا خبرة طويلة فى هذه الصناعة، ومن المتوقع أن يتم تحقيق أرباح  تصل إلى 3 مليارات جنيه فور تشغيل المنظومة الجديدة بـ5 سنوات لتُنهى الخسائر المتتالية التى عانت منها الشركات فى السنوات الماضية.

استعادة الأمجاد

 وتسعى الدولة المصرية فى استعادة الأمجاد مرة أخرى من خلال التطوير الذى يتم على أرض الواقع، بعد أن تم وضع خطة عاجلة لتحديث المصانع والاستعانة بمعدات حديثة وتطوير المحالج الجديدة للارتقاء بمستوى القطن المصرى وتحسين جودته والحفاظ على الثقة العالمية به، حيث تم الانتهاء من تطوير 4 محالج بتكلفة 600 مليون جنيه من إجمالى 6 محالج سوف تدخل الخدمة قريبا، حيث تعمل المحالج المطورة بتكنولوجيا حديثة آليًا دون تدخل يدوى بما يحقق جودة عالية فى القطن المحلوج خالى تمامًا من الملوثات والشوائب، بالإضافة إلى معمل متطور مزود بأحدث الأجهزة لقياس المواصفات الخاصة بالأقطان المحلوجة مع تدوين البيانات فى ملصق إلكترونى يوضع على البالة لمواكبة متطلبات تحديث الصناعة العالمية، وتضاعف المحالج الجديدة الطاقة الإنتاجية بنحو 3 أمثال طاقة المحالج القديمة بما يكفى لحلج كافة الأقطان المصرية حيث تبلغ طاقة المحلج الواحد 5 طن/ساعة، وباستخدام عدد أقل من الماكينات مع تقليل استهلاك الطاقة.

كما تم تأسيس شركة جديدة للتسويق وادارة مبيعات منتجات الغزل والنسيج ، محلياً و عالمياً، بخبرات من القطاع الخاص، تحت علامة تجارية جديدة باسم «نيت» إلهة النسيج عند القدماء المصريين، وشركة أخرى لإنتاج زيت بذرة القطن، من ناتج الحليج، بالتعاون مع القطاع الخاص، ودراسة شراكة ثالثة مع القطاع الخاص أيضاً لتطوير نشاط التجارة و الحليج، عن طريق زيادة رأس المال وتطوير أساليب الإدارة.

خطة التطوير

ومن المستهدف من خطة التطوير إنتاج 188 ألف طن غزل سنويا، وفى مصانع النسيج من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويًا صعودًا من 50 مليون متر سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة فى الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات تبلغ 50 مليون قطعة سنويًا فى مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليًا، فضلا عن مضاعفة إنتاج الوبريات سنويا من ألف طن إلى 15 ألف طن، ومن المقرر تصدير نحو 70% من الإنتاج الجديد إلى الأسواق الخارجية.

خطة تطوير الغزل والنسيج تشمل جميع الشركات التابعة، ولكن المحلة الكبرى قلعة الصناعة استحوذت على 40% من حجم الأعمال أو الاستثمارات، حيث يتم إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل وتطوير 3 مصانع أخرى،  كما يتم تدريب العاملين على الماكينات الحديثة داخل مركز التدريب والمعامل الخاصة بالغزل والنسيج.

ويتم أعمال التطوير على قدم وساق داخل مصانع المحلة، حيث من المنتظر الإنتهاء من أعمال التطوير العام المقبل، حيث يتم إنشاء مصنع غزل 1، وكذا إنشاء كل من مصنع للنسيج، وتحضيرات النسيج1 و2، إضافة إلى «الصباغة»،  فضلا عن إنشاء محطة للكهرباء، بينما يتضمن المشروع تطوير ورفع كفاءة وإقامة توسعات فى كل من غزل 4، وغزل 6، و»التفصيل ، وتم تطوير مركز التدريب داخل المحلة الكبرى.

أكبر مصنع

وفيما يخص مصنع «غزل 1» الذى يعد أكبر مصنع للغزل فى العالم، يأتى ضمن المصانع الجديدة التى يتم إقامتها فى إطار مشروع تطوير الشركة، ويُعد هذا المصنع أكبر مصنع للغزل فى العالم، حيث يقام على مساحة 62 ألف م2، ومن المقرر أن يضم أحدث المعدات والماكينات فى هذا المجال بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية، هذا إلى جانب قدرته على التعامل مع مختلف أنواع الأقطان، وخاصةً طويل التيلة وفائق الطول، بما يساهم فى استغلال ما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية فى إنتاج القطن على مستوى العالم، مضيفاً أنه من المستهدف أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 34 طن/يوم غزول رفيعة وسميكة، حيث يستوعب 182 ألف مردن غزل.. بينما يقام مجمع مصانع التحضير والنسيج والصباغة، على مساحة 104.2 ألف م2، ومن المستهدف أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 136 ألف متر أقمشة ملايات و37 طن أقمشة وبريات.

كما يتم تنفيذ مشروع تطوير داخل مجمع «مصر حلوان للغزل والنسيج»، والذى يشمل تنفيذ مصانع النسيج والتحضيرات بطاقة إنتاجية تبلغ 11 مليون متر من الأقمشة والملايات سنويا وبحجم استثمارات 14٫2 مليون يورو، ومصنع التجهيز والصباغة بطاقة إنتاجية 11 مليون متر أقمشة وملايات باستثمارات 8 ملايين يورو، وكذلك مصنع الحياكة والتفصيل بطاقة إنتاجية 3 ملايين قطعة قماش شهريا باستثمارات 800 ألف يورو بإجمالى استثمارات 23 مليون يورو بالإضافة إلى أعمال الإنشاءات وتجهيز المصانع والتى تبلغ حجم استثماراتها 495 مليون جنيه.

مصانع متكاملة

وداخل مجمع شركة مصر  للغزل والنسيج وصباغى البيضا  بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، تتم أعمال تنفيذ مشروع القلعة الصناعية بموقع البيضا، والذى يضم 6 مصانع متكاملة لصناعة الغزل والنسيج على مساحة 337 ألف متر مربع، وكذلك توقيتات الانتهاء من الأعمال ومواعيد وصول الماكينات الجديدة، والتأكد من جداول التوقيتات لمنع أى أعمال تخزين للمعدات وأن يكون الشحن متوافقا مع مواعيد التركيب مباشرةً، موضحاً مراحل تنفيذ مصنع الغزل على مساحة 36250 مترا مربعا بعدد 88128  مردن وبطاقة إنتاجية  9513 طن سنويا، ومصنع النسيج على مساحة 20900 متر مربع والذى يشمل مصنعى 1و2 تحضيرات نسيج بعدد 384 نول نسيج،  بالإضافة إلى مصنع الصباغة والتبييض والطباعة والتجهيز على مساحة 53000 متر مربع بطاقة إنتاجية 54 مليون متر سنويا، ومصنع التفصيل على مساحة 1500 متر مربع بطاقة إنتاجية 5٫7 مليون قطعة سنويا بإجمالى حجم استثمارات تزيد على 3 مليارات جنيه فى الإنشاءات، بالإضافة إلى 115 مليون يورو قيمة الماكينات الجديدة.

ويتضمن المشروع الجديد لشركة دمياط للغزل والنسيج، أربع مصانع وهى «مصنع تجهيزات ومصنع غزل ومصنع نسيج ومصنع صباغة» ووحدة معالجة الصرف الصناعى ومبانى إدارية وخدمات ومخازن، بهدف تغطية الأسواق المحلية والخارجية من أقمشة الجينز بتكلفة اجمالية 1.6 مليار جنيه، من خلال إنتاج الغزل وعمليات الصباغة الحديثة والنسيج وتجهيز النسيج بطاقة تشغيلية اقتصادية سنوية تبلغ ٣٣ مليون متر من أقمشة «الجينز»، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع صباغة الخيوط قبل النسيج ٧٠ طنًا فى اليوم، و٣٣ مليون متر سنويًا لمصنع «جينز» ومصنع تجهيز الأقمشة «المنتج النهائى» فى شكل أقمشة جينز.

كما يتم تطوير مصنع غزل 2 القائم بشبين الكوم، التابع لشركة مصر شبين الكوم للغزل والنسيج، ومن المقرر خلال الفترة المقبلة البدء فى تطوير مصانع التريكو التفصيل والصباغة بشركة الدقهلية للغزل والنسيج، بجانب إنشاء مصنع غزل الطرف المفتوح الجديد وتطوير مصنع التريكو والصباغة بشركة الوجه القبلى للغزل والنسيج بالمنيا.