«الذِّكْرُ الْمُؤَيَّدُ» قصيدة للشاعرة عبير زكي

عبير زكي
عبير زكي

يُؤَرِّقُني الوُقُــوفُ عَلى مَصـيري

             و أحــــــوالي تَـزَلْـزَلُ في جُـنونِ

بِلا وَطـــــــنٍ و يُدْهِشُـــني بَقَـائي

              عَلَى اللَوحِ الْمُحَطَّمِ مِنْ سَفيني

لَهَتْ بِمَصيريَّ الأَمــــــواجُ حَتَّى

              طَغَتْ في المَوجِ أَفْـوَاهُ المَنونِ

سَمَاواتٌ مِنَ الوَهْمِ اسْتَضَائَتْ

                وأَغْلَقَتِ الطَّريقَ عَلَى مَعِـيني

و سَـارتْ بالخُطى لمَّا اسْتَدَلَّتْ

              مَصـابيحٌ مِنَ الزَّيـــــفِ اللـعينِ

تُشَاغِلُ وَعْيَنَا و القُرْبُ يُغْري

               نُصَدِّقُ صَـنْعَةَ الإِفْـكِ المُبينِ

تَبَدَّلَتِ المَعـالِمُ و المَعــــــــاني

              وأَرْبكتِ الرُّؤى عَمْدًا عُيوني

تَنَازَعَ فيَّ مَا أَدري , و أَدري

               أَضِـلُّ إِذَا سَـأُبْحِرُ في ظُنوني

فَهَلْ في كَفِّكِ الخَضْرا خَلاصٌ

             إذا مَسَّـدْتِ باليُــمْـنَى جَبيني

تُحَدِّثُني فَأَهْتِفُ بَعْدُ زيـــــدي

          سـَـــلامٌ من سَـلامِكِ يَعْتَرِيني

فَيا أُمَـــــــاهُ في عَينَيكِ رُقْــيـــا

       بـِحـَقِّ الله فيها خَـبِّـئِـيــــــــني

و في شَفَتَيكِ نورٌ, لَسْــتُ أدري

     كـأنَّ اللهَ يَهمِـسُ في غـُصُـــوني

عَنِ الذِّكْــرِ الْمُـؤَيَّــدِ كَلِّميني

     شَـرَدْتُ ولَيْـــسَ يَقْرَؤُني  يَقيني

وجَـالتْ لِي عُيونٌ في الزَّوايــــا

            وعَـادتْ بالمَـواجِـعِ تَبْتَليني

تُفَصِّلُ لي رُؤَى عَصْفٍ وَشِيْكٍ

    لَهُ فَقْدٌ يَـفـيـــضُ فَـيَـحْــتَــوِيـــني

جَفَتْ عَنِّي المَشــاعِلُ لَمْلِمِيهَا

       و رُدِّيــهَــــــا عَلَيَّ و أَشْـعِـليني

وعُـــودي لي بِأُغْنِيَتَيْ سَــــــلامٍ

       أَلُمُّ شَـــتَاتَ مُعْتَقَدِي وديـــــنـي

أُتَمْتِمُهَا فَيَنْشِلُـني الْتِـــــــــــئَــامي

        و يَنْقَشِعُ الضَّــبَــابُ و أَلْتَقِيني

وبِالصَّبْرِ الرِّضَى والسَّعْيِ زُمِّي

       عَسَى أَرْتَدُّ في جَسَـدِي الحَزينِ

إِذَا انْتَـفَضَ الفُـؤَادُ فَزَمِّلِيني

      وكُوني أنتِ لِي سَـكَـنًا وكُـوني