9سنوات من البناء دفة المشروعات القومية تستقـر عند عروس البحر المتوسط

بتكلفة 9 مليارات جنيه «تحيا مصر TMT» ثورة تحديث فى ميناء الإسكندرية

حاويات عملاقة ترسو على رصيف المحطة
حاويات عملاقة ترسو على رصيف المحطة

عند غزوه مصر عام 322 ق.م، أمر الإسكندر الأكبر بربط قرية راكودا بجزيرة فاروس عن طريق جسر أرضي، ما أدى إلى تقسيم ميناء الإسكندرية إلى ميناءين، الأول عرف باسم الشرقى الكبير، والثانى الغربى أطلق عليه «اينوستوس» أو «العودة الحميدة».. تاريخ عريق لميناء الإسكندرية، الذى يصنف كواحد من أقدم موانئ العالم على الإطلاق، إذ يمتد جذوره إلى عهد الفراعنة، ووضع محمد على باشا نواة الميناء الحديث الحالى من خلال إنشاء حاجز الأمواج والأرصفة والحوض الجاف فى بدايات القرن التاسع عشر.


الميناء العجوز
عام تلو الآخر، ظل تحديث الميناء العجوز الذى يمر عبره أكثر من 60% من تجارة مصر الخارجية، مجرد خطط وأفكار دون تنفيذ على أرض الواقع، حتى زحفت الشيخوخة على أرصفته ومحطاته، لتهدد مكانته إقليميًا.. وفى الأعوام الأخيرة، انطلقت ثورة تحديث داخل وخارج أسوار ميناء الإسكندرية، ليواكب التطور الهائل فى مجال الموانئ والنقل البحرى فى العالم، من خلال تنفيذ مشروعات عملاقة أبرزها «محطة تحيا مصر TMT».
9 مليارات جنيه
وامتدت المحطة التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى الشهر الجارى على الأرصفة من 55 إلى 62، ضمن أكبر مخطط لتطوير ميناء الإسكندرية، وتحويله إلى مركز إقليمى للتجارة والطاقة على ساحل البحر المتوسط.. ووفقًا للفريق كامل الوزير، وزير النقل، تم إنشاء محطة تحيا مصر برأس مال مصرى 100% وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو 9 مليارات جنيه، إذ تشتمل على ساحات تداول تبلغ نصف مليون متر مربع.


3 محطات
وتنقسم المحطة إلى 3 محطات تداول «حاويات - بضائع عامة - سيارات»، وقادرة على تداول من 12 إلى 15 مليون طن بضائع سنويًا واستقبال من 6 إلى 7 سفن ذات حمولات كبيرة فى نفس الوقت.
وتقدر أطوال أرصفة المحطة بحوالى 2450 مترًا طوليًا ما يؤهل المحطة لاستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة حيث إن أقصى عمق يصل إلى 17.50 متر، لتصبح أحد الروافد الرئيسية للمحطة اللوجستية التى جرى إنشاؤها خلف الميناء ما يساهم فى رفع تصنيف ميناء الإسكندرية.. وتتوالى السفن على أرصفة المحطة يوميًا منذ بدء التشغيل التجريبى لها فى فبراير الماضى بإجمالى تداول يتخطى 22 ألف حاوية، وذلك من خطوط ملاحية عالمية مختلفة.


1.25 مليون حاوية
وأوضح اللواء عبد القادر درويش، رئيس مجلس إدارة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض، أن المحطة تشمل رصيف حاويات بالجهة الجنوبية بطول ٤٢٥ م وعمق ١٤م، وآخر للبضائع «غير المحواة» بطول ٥٠٥ م وعمق ١٤ م، ورصيف حاويات بالجهة الشمالية بطول ٩٠٠ م وعمق ١٧.٥م، ورصيف حاويات فى الجهة الغربية بطول ٥٢٠ م وعمق ١٧.٥ م.. وأضاف رئيس مجلس إدارة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض، أنه من المستهدف أن يصل تداول الحاويات بميناء الإسكندرية إلى نحو 1.25 مليون حاوية.. ووصف وزير النقل محطة تحيا مصر بأنها أحد أهم مشروعات النقل البحرى فى مصر خلال الفترة الأخيرة ويهدف لجعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة واللوجستيات ويساهم فى وضع مصر على خريطة العالم الحديثة فى مصاف الدول صاحبة الموانئ ذات الأداء العالمى الحديث.


يشار إلى أن مشروع تنفيذ محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية وجود نحو 38 هدفا أو عائقا بموقع المشروع، وردم موقع المشروع بكميات هائلة من الرمل وصلت إلى ما يزيد على 60 ألف متر يوميًا.