9سنوات من البناء دفة المشروعات القومية تستقـر عند عروس البحر المتوسط

محطة مصر التاريخية.. تحفة معمارية سوق حضارى يضم 182 باكية و60 محلًا و3 مواقف للسيارات

محطة مصر بعد التطوير
محطة مصر بعد التطوير

من ينظر الآن إلى ميدان محطة مصر وسط الإسكندرية لن يصدق ما تراه عيناه، وستدور فى ذهنه عشرات الأسئلة، كيف تحول أكبر وأقدم ميادين عروس البحر المتوسط من بقعة سوداء تعج بالعشوائية والباعة الجائلين إلى ميدان يضاهى فى جماله ميادين أوروبا، ومتى وكيف؟.


227 مليون جنيه رصدتها الدولة لإعادة المظهر الحضارى والجمالى ورونق الزمن الجميل لميدان محطة مصر الذى يحتضن معالم معمارية شاهدة على ثقافة وحضارة تمتد لعصور ويعتبر البوابة التى يمر من خلالها الزوار إلى كل أحياء مدينة الإسكندر الأكبر.


182 باكية
وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إن المشروع يأتى ضمن مخطط لتطوير الميادين ومن بينها المنشية ومحطة الرمل والقضاء على الأسواق العشوائية بتوفير بدائل حضارية، وذلك استكمالًا لمسيرة التنمية والإنـجازات التى تجرى فى المحافظة لتحقيق رؤية مصر 2030.
وأضاف الشريف، أن المشروع شمل إنشاء سوق حضارى متكامل مكون من أرضى وثلاثة طوابق علوية يضم 182 باكية و60 محلًا للقضاء على أزمة الباعة الجائلين ومراعاة لظروفهم الاجتماعية.


حركة دائرية
وأشار المحافظ إلى أن المشروع تضمن أيضًا تطوير الحدائق ورصف الميدان بالكامل، فضلا عن إنشاء 3 مواقف للميكروباص وأتوبيسات النقل العام، وعمل حركة مرورية دائرية كاملة لحل أزمة المرور، مع مراعاة المبانى التراثية المطلة على الميدان.
وكشف الشريف، عن قيام شركة متخصصة بإدارة الميدان بالكامل من خلال غرفة تحكم مجهزة لمراقبة الميدان بأحدث الكاميرات البانورامية لرصد كل صغيرة وكبيرة فى الميدان بالكامل.
دراسة بيئية
وكشفت دراسة بيئية أجراها جهاز شئون البيئة بالإسكندرية برئاسة الدكتور سامح رياض، خلال الربع الأول من العام الجارى عن مدى التأثير البيئى لمشروع تطوير ميدان محطة مصر.


وأكدت الدراسة وجود تحسن وانخفاض حاد فى تركيز غاز أول أكسيد الكربون خلال عام 2023 بنسبة وصلت إلى 73 % عن السنوات الثلاثة السابقة، وانخفاض حاد فى تركيز غاز ثانى أكسيد الكبريت خلال العام الجارى بنسبة 76 % عن السنوات السابقة.


وتبين تأثير المشروع فى انخفاض كبير بتركيز غاز ثانى أكسيد النيتروجين بنسبة وصلت إلى 77 % عن السنوات الماضية، فضلا عن تراجع شديد فى مستوى شدة الضوضاء بنسبة وصلت إلى 24 % بعد تنفيذ المشروع ما يؤثر تأثيرًا إيجابيًا على الصحة العامة للمواطنين.
محطة مصر
وتزامن مع مشروع إعادة تخطيط ميدان محطة مصر الذى يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1951، تطوير مبنى محطة سكة حديد مصر بعد أن عانت لسنوات من النسيان والإهمال، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ 360 مليون جنيه.


وشملت أعمال تطوير مبنى محطة مصر الذى يتجاوز عمره الـ 96 عاما، إحلال وتجديد جميع الأرصفة، وصالة التذاكر الرئيسية، وإنشاء خطوط الحريق وتموين القطارات وكاميرات المراقبة، فضلا عن إجراء تحسينات شاملة لواجهة مبنى المحطة من الخارج.


ولكون المحطة مبنى تراثيا، أنهى خبراء ومرممو الآثار أعمال ترميم الواجهات الأثرية للمحطة وقاعة كبار الزوار المعروفة باسم «القاعة الملكية»، وإعادتها إلى حالتها التاريخية والتراثية بزخارفها ومكوناتها الطبيعية.
شركة بلجيكية
يشار إلى أن محطة السكة الحديد الرئيسية فى الإسكندرية، والتى تعرف بـ»محطة مصر»، شيدتها شركة بلجيكية على مساحة تقدر بـ 4000 متر وواجهة أمامية 90 مترًا، وافتتحها الملك فؤاد الأول فى 1 نوفمبر 1927.