نهار

الجيش الشبح!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

لماذا تلجأ الدول العظمى بكل جيوشها  الضخمة، وترسانتها العسكرية الرهيبة الى الاستعانة بميليشيات عسكرية خاصة، مجموعة من المرتزقة، يقومون بتدريبهم وتسليحهم ومدهم بالأموال، ليقوموا بمهام قتالية داعمة للجيش النظامي،يحاربون معهم أو عنهم...

وفى الأغلب يستخدمون كوقود للحرب أى حرب؟..
هذا ما فعلته أمريكا فى حرب العراق ٢٠٠٣ بالاستعانة بشركة(بلاك ووتر) العسكرية، للتخفيف عن جنودها بالعراق..

وهو ما فعلته روسيا أيضا بالاستعانة(بقوات فاجنر).. وهى شركة عسكرية خاصة، أسسها ٢٠١٤ ضابط سابق بالجيش الروسي(اوتكين) ومنحها اسمه الحركي(فاجنر)..ورغم أنها شركة عسكرية خاصة،من مجموعة من المرتزقة والمساجين..فهى تعرف(بالجيش السرى لبوتين)حيث التدريب والتسليح والتمويل يتبع المخابرات العسكرية الروسية،أو يتبع بوتين مباشرة!!...

وبالطبع تنفى روسيا، كل علاقة لها بقوات فاجنر،لأن الدستور الروسى يتعارض مع إدارة جيش من المرتزقة..لكن هؤلاء المرتزقة أيضا،يمنحون الدولة الروسية قوة بطش مضافة، يستطيعون استخدامها وتوظيفها فى صراعات عديدة، ويستطيعون أيضا إنكارها والتنصل منها!! 

نشاط فاجنر اتسع بشكل ضخم،منذ تأسيسها ٢٠١٤ لتشارك فى صراعات ونزاعات عديدة في٣٠ دولة..حاربت ٢٠١٥ إلى جانب الحكومة  السورية وحراسة حقول النفط...ودعمت فى ٢٠١٦ قوات(حفتر) فى ليبيا..وفى ٢٠١٧عملت وما تزال على حراسة مناجم الماس فى أفريقيا الوسطي..

وحراسة مناجم الذهب فى السودان، ودعم قوات الدعم السريع...لكن أقوى إسهامات فاجنر،كانت المشاركة الفعالة فى ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا قبل ٧ سنوات..وأخيرا الإسهامات المؤثرة فى حرب أوكرانيا..

وهو ماضاعف أطماعهم وتطلعاتهم.. أطماع تجاوزت مجرد الحصول على الأموال  إلى التطلع للسلطة،والمكانة السياسية والعسكرية،وهو ما دفعهم لمحاولة التمرد (الفاشل)والتقدم فى اتجاه موسكو، تحت شعار (مسيرة العدالة)..لينقلب السحر على الساحر!!

فشل التمرد فى أقل من ٢٤ ساعة، وغادر إلى بيلاروسيا،ضمن صفقة خروج آمن (بريجوجين)قائد  التمرد وقائد قوات فاجنر،المعروف بطباخ بوتين!!..

وخير بوتين قوات التمرد...إما الإنضمام والدمج بالجيش الروسي،أو الخروج إلى بيلاروسيا....لكنه لم يحسم الأمر فى حل(شركة فاجنر)..فمازالت النزاعات والمصالح عالقة فى كثير من دول العالم!!