قطار الخير ينطلق من الأوقاف .. ١٠٠٠ طن لحوم يبدأ توزيعها الأحد المقبل

١٠٠٠ طن لحوم جاهزة للتوزيع
١٠٠٠ طن لحوم جاهزة للتوزيع

تحقيق : أحمد عطية صالح

تباشر وزارة الأوقاف دورها المجتمعى المتميز إلى جانب دورها الدعوى الفاعل داخل المجتمع المصري، ومن أبرز هذه الخدمات المجتمعية مشروع صكوك أضاحى الأوقاف الذى نجح خلال الأعوام الماضية فى تغطية عدد كبير من القرى والكفور والنجوع وسد احتياجات الأسر الأولى بالرعاية بها من اللحوم خلال العام، وهذا المشروع الوطنى الكبير تنفذه وزارة الأوقاف بدعم من العديد من مؤسسات الدولة الوطنية، ويتميز مشروع أضاحى الأوقاف بوصول اللحوم كاملة إلى الأسر الأولى بالرعاية وتحويل كامل المبلغ إلى أضاحى ثم إلى لحوم لصالح الفقراء، مع عدم تحميل المشروع أية مصروفات أو خصومات أو إدارية أو خلافها.

 ويقول د. محمد مختار جمعه وزير الأوقاف إن مشروع صكوك أضاحى الأوقاف يأتى فى إطار مبادرة احياة كريمةب التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى (رئيس الجمهورية)، وقد بدأت وزارة الأوقاف مشروع صكوك أضاحى الأوقاف فى عام 2015م، استفاد من المشروع حتى الآن أكثر من ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف أسرة من الأسر الأولى بالرعاية والمستحقين الحقيقيين، حيث بلغت حصيلة صكوك أضاحى الأوقاف فى العام المالى 2015/ 2016م أكثر من 30 مليون جنيه تم توزيع 438 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية، وفى العام المالى 2016/ 2017م بلغت حصيلة صكوك أضاحى الأوقاف أكثر من 50 مليون جنيه، وتم توزيع 550 طنًا من اللحوم وزعت على الأسر الأولى بالرعاية والمستحقين الحقيقيين، وفى العام المالى 2017/ 2018م بلغت حصيلة مشروع صكوك الأضاحى أكثر من 64 مليون جنيه وتم توزيع 678 طن لحوم أضاحى بالمناطق والمحافظات النائية، وفى العام المالى 2018/ 2019م تم تحصيل 105 ملايين جنيه ليرتفع إجمالى ما تم توزيعه من اللحوم إلى 1105 أطنان لحوم ليستفيد منها أكثر من مليون ومائة ألف أسرة من الأسر الأولى بالرعاية، وفى العام المالى 2019/ 2020م تم تحصيل أكثر من 115 مليون جنيه، وهذا يعنى أن إجمالى حصيلة مشروع صكوك أضاحى الأوقاف منذ إطلاقه حتى الآن قد بلغت (365,889,942) جنيهًا، وقد تم توزيع (3971) طن لحوم أضاحى على أكثر من ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف أسرة من الأسر الأولى بالرعاية والمستحقين الحقيقيين.

 ويقول د. هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني نظرًا للإقبال الكبير على شراء صك أضحية الأوقاف خلال الأعوام الماضية فقد أطلقت وزارة الأوقاف مشروع صكوك أضاحى الأوقاف لهذا العام 1442 هـ مع بداية شهر رمضان المبارك حتى يتسنى للجميع المشاركة فى هذا الخير، ووفرت نوعين من الصكوك صكوك بلدية وصكوك مستوردة يتم ذبحها جميعا داخل جمهورية مصر العربية وبمجازر وزارة التموين.

وفى إطار توفير رءوس أضاحى حية يتم ذبحها خلال الوقت الشرعى من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك حتى غروب شمس يوم الثالث من أيام التشريق وقعت وزارة الأوقاف بروتوكول تعاون بين وزارتى الأوقاف والتضامن الاجتماعى يتضمن قيام وزارة التموين والتجارة الداخلية بتوفير رءوس أضاحى الأوقاف من البقر السودانى والبقر البلدى الحى الذى يتم استيراده لحساب وزارة الأوقاف ويتم ذبحه بمجزر أبو سمبل بمحافظة أسوان تحت إشراف علماء وزارة الأوقاف بمحافظة أسوان والطب البيطرى.

مثال للشفافية

 

 

ويعد هذا المشروع أنموذجا مثاليا للشفافية والانضباط والتميز فى العمل الخيرى والإنساني، ويحقق العديد من المزايا منها ما هو لصالح المضحى بتعظيم ثواب الأضحية، حيث يتحول كامل ثمن الصك إلى لحوم دون أى فاقد، ودون أى مصروفات إدارية أو خلافها، وتوضيح ذلك فى أن أكثر الناس إنما يحفظون أو يفهمون أو يقفون عند قوله (صلى الله عليه وسلم) : اكُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُواب, وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام : ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للإنسان وأهله، على أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف، وكان القصد منه ألا يجور المضحى على نصيب الفقراء، وأن يخصهم ولو بالثلث فى أضحيته، فمن زاد زاده الله فضلا، ويغفل كثير من الناس عن أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) لما رأى بالناس فاقة قال لهم: امَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فلا يُصْبِحَنَّ بعدَ ثالثةٍ وفى بيتِهِ منهُ شيءٌ، فلمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ قالوا: يا رسولَ الله! نفعَلُ كما فَعَلْنا العامَ الماضيَ؟ قالَ: كُلوا، وأَطْعِموا، وادَّخِروا؛ فإِنَّ ذلكَ العامَ كانَ بالنَّاسِ جَهْدٌ، فأرَدْتُ أنْ تُعينوا فيهاب، فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم): اكلوا وتصدقوا وادخرواب, وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم): امن ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته منه شيءب.

 

الهدف الأسمى

 

ويؤكد الشيخ صبري ياسين المشرف العام على مشروع صكوك الأضاحى  أن أهمية التوسعة على الفقراء والمحتاجين وإكرامهم بالنصيب الأوفر من الأضحية هو الهدف الأسمى من صك أضحية وزارة الأوقاف، فعندما سأل نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) السيدةَ عائشةَ (رضى الله عنها) حين ذبحوا شاة، فقال لها: امَا بَقِيَ مِنْهَا؟ب قالت : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُها، قَالَ (صلى الله عليه وسلم):ب بَقِيَ كُلُّهَا غَيْر كَتِفِهَاب، فالذى يُعطى ويُتصدق به هو الذى يُدخر للإنسان ويجده، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : امَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍب، وقد حثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على التوسعة على الفقراء والمساكين فى أيام العيد، فقال (صلى الله عليه وسلم): اأغنوهم فى هذا اليومب، أى أعطوهم ووسعوا عليهم ولا تضطروا أحدًا منهم أو تحوجوه إلى السؤال فى هذا اليوم يعنى يوم العيد، أما ما يتصل بما يجزئ فى الأضحية، فقد ذهب كثير من العلماء والفقهاء فى عصرنا الحاضر إلى أن العبرة بكثرة لحم الأضحية ووفرته وطيبه وجودته، وهو ما يحقق المقصد الأسمى منها، فمتى تحقق ذلك فى الأضحية أجزأت، وحققت المقصد الشرعى منها.

ومنها ما هو لصالح المستفيد الذى يصل إليه حقه فى الأضحية حيث كان بمنتهى العزة والكرامة، ومن أهم مقاصد صك الأضحية التى حرصت وزارة الأوقاف على تحقيقه بشكل عملى الحفاظ على البيئة، حيث يتم الذبح فى الأماكن المخصصة لذلك بيطريا، بعيدًا عما كان يحدث من الذبح فى الشوارع ومداخل الأبنية وإلقاء المخلفات أو بعضها فى أماكن غير مخصصة لذلك, ما يضر بالبيئة ويشوه الوجه الحضارى للمجتمع، ومنها الاستفادة بكل جزء فى الأضحية دون أى هدر، مع الاستفادة المثلى بجلود الأضاحى وإعادة تحويل ثمنها إلى لحوم لصالح المستحقين.

 

مبيعات الأضاحى

 

وعن مشروع صكوك أضاحى الأوقاف خلال العام الحالى 1443هـ فإن مبيعات صكوك الأضاحى والإطعام تجاوزت مبلغ 181 مليون جنيه بزيادة أكثر من 38 مليون جنيه عن العام الماضى وهذا دليل على أن المشروع قد حقق نجاحات كبيرة وغير مسبوقة، ونستهدف هذا العام 1444 هـ الوصول إلى نسبة أعلى من التى تم تحقيقها خلال العام الماضى بإذن الله.

ويمثل إضافة حقيقية لترسيخ سياسة ومنهج الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الخاص بتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتحقيق آمال وطموحات أهالينا من البسطاء والفقراء فى العيش الكريم. 

 

نجاح المشروع 

 

 ويؤكد د. محمد أبو ستيت رئيس قطاع الإعلام بالأوقاف أن نجاح هذا المشروع يكمن فى عدة عوامل فى مقدمتها التكامل والتنسيق والعمل الحقيقى بين مختلف المؤسسات بالدولة وبين الشعب المصرى العظيم فمع بدء تنفيذ وزارة الأوقاف لهذا المشروع وجدنا استجابة حقيقية من جموع المصريين من القادرين الذين بادروا للمشاركة فيه كما أن العامل الثانى يتمثل فى قدرة وزارة الأوقاف بالوصول بالمشروع إلى كل من يستحقون الاستفادة منه وأن يتم تحقيق مبدأ الاستفادة بكل عزة وكرامة. وتستهدف أكثر من مليون أسرة فى العام الحالى.

اقرأ أيضًا : إقبال كثيف على صلاة العيد بساحات المساجد الكبرى