مصطفى وزيرى أمين «الأعلى للآثار» فى حوار الساعة: انتظروا مفاجآت المتحف الكبير

د.مصطفى وزيرى خلال حواره مع محرر «الأخبار»
د.مصطفى وزيرى خلال حواره مع محرر «الأخبار»

كتب : محمد زهير و محمد اسبتان

إنجازات أثرية ضخمة، واكتشافات جديدة، وافتتاحات بالجملة لمتاحف ومساجد ومناطق أثرية، تجعل العالم يتوق لزيارة مصر للاطلاع على تاريخها والاستمتاع بما تملكه من مقاومات سياحية، تبهر الجميع.. اتجهت «الأخبار» للدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ليكشف فى حوار الساعة آخر المستجدات التى وصل إليها المتحف المصرى الكبير، حيث أكد أن المتحف يتم تجهيزه لأنه هدية من مصر للعالم فى القرن 21، فسوف سيعرض اكتشافات أثرية لأول مرة فى التاريخ، وأكد أن البعثات المصرية حققت إنجازات قوية خاصة أن الاكتشافات الأخيرة كانت بأيد مصرية خالصة، وأن هناك مجهوداً كبيراً لتحقيق اكتشافات جديدة مثل ثماثيل ومقتنيات جديدة لأيمنحوتب والإسكندر الأكبر ونفرتيتى وخوفو وكليوباترا.


واشار إلى وجود توجيهات رئاسية بعدم التعرض لأى منطقة أثرية، خاصة أن قطار أسوان السريع كلف الدولة ملايين الجنيهات حفاظاً على المنطقة الآثرية بأم الجعاب بسوهاج، وكشف آخر التطورات فى منطقة الأهرامات مؤكداً على وجود بوابات للزوار فى طريق الفيوم وحافلات كهربائية ومجمع مطاعم عالمى بالأهرامات كما أن هناك تعاقدات مع شركات خدمات لتقديم خدمات بجميع المناطق الأثرية، مشيراً إلى أن وزارة الأوقاف مسئولة عن ترميم وإعمار المساجد التى تقام بها شعائر دينية، والمجلس الأعلى للآثار يساعد فى ترميم المساجد الأثرية والسياحية والكبيرة، خاصة أنه لا توجد مناطق أثرية منسية فى جميع محافظات مصر، ولكن المجلس ليس مسئولاً عن فتح الزيارة بها أو الخدمات التى تقدم بداخلها.


وكشف عن جهود الدولة فى عودة القطع الأثرية المستردة من الخارج والتى تكفى لملء متحف بمفردها، مشيراً إلى نجاحهم فى استرداد 30 ألف قطعة من 11 دولة أبرزها التابوت الأخضر، لاسيما وأن الآثار هى قوة مصر الناعمة بالخارج، والدليل على ذلك معرض توت عنخ آمون باللوفر الذى أعاد الطائرات الشارتر مع فرنسا.. وإلى نص الحوار:

 

فى البداية.. نريد أن نلقى الضوء على البعثات الأثرية فى مصر ومجهودها فى الاكتشافات الأخيرة؟
نثمن جهود البعثات الأثرية العاملة فى جميع أنحاء مصر، خاصة البعثات المصرية التى بذلت مجهودات كبيرة خلال الخمس سنوات الماضية، وادت الى اكتشافات جبارة فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية، خاصة وأن مصر يعمل بها 250 بعثة اجنبية من 25 دولة، نجحوا فى الحصول على تصاريح بحث وكشف عن آثار من المجلس الأعلى للآثار، بالإضافة الى 50 بعثة مصرية تعمل طول العام للبحث عن اكتشافات اثرية جديدة لإبهار العام، حتى نجحت تلك البعثات المصرية فى تحقيق سبق على مستوى العالم.


البعثات المصرية

ما هى الاكتشافات التى حققتها البعثات المصرية؟
لاكتشافات الاخيرة كانت بأياد مصرية خالصة، أهمها الاكتشافات التى تمت فى ادفو وكوم امبو بمحافظة اسوان، والاكتشافات التى تمت فى دراع ابو النجا والعساسيف فى الاقصر، والديابات فى سوهاج، ومنطقة الغريفة والبهنسا بمحافظة المنيا.


ولكن الاكتشافات الاثرية فى سقارة بالجيزة كبيرة وكثيرة اهمها جبانة الحيوانات المقدسة والتى اكتشفت فى مايو الماضى أول وأكبر بردية بالخط الهيراطيقى ومحتواها عبارة عن كتاب موتى لأحمس مكتوبة بالخط الهيراطيقى وتعود إلى بداية العصر البطلمي.


كما أن البعثة المصرية بسقارة فى عام 2018، تمكنت من اكتشاف مقبرة كاهن الأسرة الخامسة (واحتى)، و7 مقابر صخرية من الدولتين الحديثة والقديمة وواجهة مقبرة من الدولة القديمة، بينما تم فى عام 2019 الكشف عن خبيئة الحيوانات المقدسة والتى تحتوى على أكثر من ألف تميمة وعشرات من تماثيل القطط الخشبية ومومياوات قطط وتماثيل خشبية ومومياوات لحيوانات.


وفى عام 2020 شهد نجاحا آخر للبعثة المصرية التى تمكنت من العثور على كشف آثرى صنف كأحد أهم الاكتشافات الأثرية لعام 2020 والأكثر جذبا للأنظار وفقا لمجلة الآثار الأمريكية (Archaeology magazine)، حيث تم العثور على أكثر من 100 تابوت خشبى مغلقة بحالتها الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالا لإله جبانة سقارة (بتاح سوكر) بأجزاء مذهبة و20 صندوقا خشبيا للإله حورس.


كما تمكنت البعثة المصرية - خلال موسم حفائر البعثة العام الماضي-من اكتشاف أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، والتى تضم 150 تمثالا برونزيا لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوتا خشبيا ملونا مغلقا يحتوى على مومياوات واخيرا تم اكتشاف ورشتين فى تلك المنطقة الايام القليلة الماضية.


بالإضافة الى العمل الكبير والحفائر الكثيرة فى طريق الصاعد بمنطقة الهرم، والاكتشافات التى تمت فى منطقة المطرية بالقاهرة، وكم الخلجان والمنوفية والزقازيق والبحيرة وغيرها من المناطق التى احدثت طفرات اثرية واكتشافات كبيرة وضخمة .


لماذا اهتمت البعثات المصرية بمنطقة أثار سقارة ؟
جميع البعثات سواء مصرية او اجنبية كانت تهتم بتلك المنطقة الاثرية المهمة من فرنسية وانجليزية والمانية وامريكية، لكنهم لم يستمروا كثيرا فيها، الا ان البعثات المصرية اهتمت بمنطقة سقارة لمعرفتها وادراكها بالإمكانيات الاثرية فى تلك المنطقة، بالإضافة أن منطقة سقارة كانت صعبة بالنسبة للبعثات الاجنبية لعدة اسباب اهمها بعد مسافتها بالنسبة لهم، بالإضافة الى كمية «الرديم» الموجودة والتى يصعب عليهم ازالتها.


هل هناك اكتشافات أخرى الفترة المقبلة؟
بكل تأكيد هناك البعثات المصرية تواصل عملها الفترة المقبلة فى بعض المحافظات المؤكد وجود اكتشافات جديدة مثل دراع ابو النجا والعساسيف فى الاقصر، وتونة الجبل بالمنيا ومنطقة سقارة بالجيزة ووجه بحرى بشكل عام، وذلك بناء على وجود دلائل تشير الى اكتشافات ضخمة وكبيرة الفترة المقبلة وسيتم الاعلان عنها عقب الوصول اليها مباشرة ، ولذلك فإن البعثات الاثرية تسعى فى جميع المحافظات لاكتشاف الإسكندر الأكبر ونفرتيتى وكرسى الملك خوفو وكليوباترا وأيمنحوتب وغيرها.


لماذا تنجح البعثات المصرية دون غيرها فى تحقيق إنجازات فى مجال الاكتشاف الأثرية ؟
السبب الرئيس فى ذلك ان البعثات المصرية تعمل على مدار 10 أشهر طول العام تبدأ أول اغسطس وينتهى عملها آخر مايو، اما البعثات الاجنبية فتعمل بحد اقصى 3 أشهر، لا تستطيع خلاله تحقيق تلك الانجازات، بالإضافة انهم يدخلون فى المناطق الصعبة والاعمال الشاقة عكس البعثات الاجنبية.


ماذا عن اهم الافتتاحات التى تمت الفترة الماضية؟
تم افتتاح 12 متحفاً أثرياً خلال الخمس سنوات الماضية، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاحها سواء بالحضور مثل سوهاج وشرم الشيخ والمتحف القومى للحضارة والمركبات الملكية وقصر البارون او عبر الفيديو كونفرانس، مثل كفر الشيخ.


ماذا عن الافتتاحات الفترة المقبلة؟
هناك عدد كبير من الافتتاحات الفترة المقبلة، اهمها ان المجلس الاعلى للآثار نجح فى الانتهاء من جميع التجهيزات فى قصر محمد على فى منطقة شبرا وهو جاهز للافتتاح، بالإضافة الى استعداد متحف العاصمة الادارية الجديدة للافتتاح، بالإضافة الهلال الرومانى المقرر الانتهاء منه آخر يونيو، وهو اقدم واروع المتاحف التى تعرض الحضارة الرومانية، خاصة وان اعمال الترميم استمرت اكثر من 20 عاما .


هل هناك إنجازات أخرى للبعثات المصرية ؟
هناك انجازات غير مسبوقة للبعثات المصرية اهمها، اعمال الترميم التى حدثت لتماثيل الملك رمسيس الثانى والتى كانت تزين وجه معبد الاقصر وملقاة على الارض اكثر من 1500 عام، بالإضافة الى المسلات التى تم ترميمها فى منطقة صن الحجر بالشرقية، والتى يصل عددها الى 8 مسلات، ليصبح عدد المسلات الموجدة فى مصر 14 مسلة ونتفوق على عدد المسلات الموجودة فى روما ويصل عددها الى 13 مسلة.

 


المسلات موزعة كالتالي، 2 فى الكرنك، واحدة فى معبد الاقصر، واخرى فى الاندلس، وثالثة فى مطار القاهرة الدولي، ورابعة فى المطرية، وتم ترميم 4 مسلات فى منطقة صن الحجر بالشرقية، وثالثة فى متحف العاصمة الادارية، ورابعة فى ميدان التحرير، والمسلة المعلقة فى المتحف المصرى الكبير.


كما ظهرت لأول نقوش والوان فى منتهى الروعة فى معابد الكرنك والاقصر واسنا وابيدوس وهابو، بعد ان ظلت مغطاة لعقود كثيرة وبعضها الاخر ظهرت عليها الاتساخات والعوامل البيئية المختلفة، باستخدام مادة حديثة يطلق عليها(مورا) للحفاظ على القيمة التاريخية لتلك النقوش.


لماذا لا يتم انتاج فيلم ترويجى لكل هذه الانجازات لدعم السياحة؟
بالفعل تم اعداد فيلم ترويجى لتلك المناطق الانجازات الاثرية، وشاهده الرئيس السيسى الذى قام بتوجيه دولة رئيس الوزراء فى احدى زياراته بالاقصر، الذى قام بدوره وتوصيل رسالة الرئيس السيسى قائلا:» جايلكم برساله محملة من فخامة الرئيس عايز يشكركم على مجهودكم الجبار».. تلك الرسالة ساعدت فى تشجيعهم على استمرار العمل بنفس الكفاءة.


الآثار المستردة
نريد التحدث عن القطع الاثرية المستردة فى الخارج وكيفية استردادها؟
هناك إدارة للآثار المستردة تم انشاؤها عام 2002 بالمجلس الاعلى للأثار دورها تتابع وتراقب كل حركات الاثار التى خرجت من مصر بطرق غير شرعية، خاصة وأن هذه الإدارة تتعاون مع وزارة الخارجية والنائب العام ومكتب التعاون الدولى ويتم إعادة القطع، لاسيما وأنه تم استرداد حوالى 30 ألف قطعة من الخارج اخر 4 سنوات من 11 دولة تملأ متحفا بمفردها، موضحاً أن هناك تجاراً هم الذين يحاولون تهريب الآثار ومن خلالهم يتم رصد القطع المهربة وتاريخ خروجها.


كما أن هناك تحقيقات وتحريات لمعرفة تاريخ خروج تلك الاثار سواء قبل عام 2011 أم بعده، لاسيما وأنه تم انشاء ادارة داخل المجلس الاعلى للآثار يطلق عليها ادارة المنافذ الاثرية متواجدة فى جميع المنافذ المصرية سواء برية او جوية او بحرية، لمنع تهريب أى قطع اثرية للخارج، سواء قطع اثرية مصرية او اجنبية، وبالفعل نظمنا احتفالية ضخمة بالمتحف المصرى بالتحرير، لارسال قطع اثرية تعود للسعودية والصين والاردن وغيرها لبلادها من خلال البعثات الدبلوماسية لتلك الدول فى مصر تم ضبطها اثناء تهريبها للخارج.


نتحدث عن اهمية مشاركة مصر فى المعارض الاثرية بالخارج ؟
الآثار هى قوة مصر الناعمة فى الخارج والجميع يقدرها والمعارض الأثرية الخارجية لها مردود كبير على دعم السياحة وعائد مادى واقتصادى يصل إلى ملايين الدولارات، والدليل على ذلك إن تمثال توت عنخ آمون عندما زار باريس فى معرضه فى فرنسا وعرض هناك كانت فرنسا بالكامل تتزين بلوحات توت عنخ آمون، مما دفع شركات الطيران العارض إلى إعادة الخطوط مباشرة مع مصر، لاسيما وان اعداد الزائرين للجناح المصرى وصل مليونا و432 الف زائر فى 6 أشهر.


ماذا عن المعرض الأخير لرمسيس وذهب الفراعنة؟
المعرض الأخير لرمسيس أغلب المعروضات به من المخازن الأثرية فى مصر، كما أن المعرض تضمن 181 قطعة وبدأ فى أمريكا وبمجرد الإعلان عن فتح باب حجز التذاكر تم حجز 100 ألف تذكرة فى الساعات الأولى من الإعلان عن فتح حجز التذاكر، وكل يوم لا يقل عن 2000 زائر يتوافدون على معرض الأثار المصرية فى أمريكا بمدينة سان فرانسيسكو ووصل اعداد الزائرين حتى الان الى نصف مليون زائر فى شهرين فقط وسينتقل إلى فرنسا وإلى مدينة سيدني، ومازلنا نخطط لاستمرار المعرض فى اليابان دول اسيا.


كما أن المعارض المصرية للآثار تعكس عددا كبيرا من السائحين على مصر، لافتا إلى أن هناك رقابة صارمة على تأمين القطع الأثرية من خلال لجنة لترميم الآثار تقوم بمراجعة القطع قبل السفر للتأكد من قدرتها على السفر وتحمل السفر، والقطع الأثرية غير المتكررة لا يمكن السماح بسفرها للخارج مثل قناع توت عنخ أمون، ولكن يتم السماح بمشاركة القطع التى لدينا منها مئات النسخ.


المعارض الخارجية
هل ستشارك مصر فى معارض أثرية أخرى بالخارج الفترة المقبلة؟
سنشارك فى معرض أثرى بالمملكة العربية السعودية ومعرض آخر فى إسبانيا، وفى الصين، ومازالت المباحثات مستمرة.


ماذا عن المساجد الأثرية المهملة؟
جميع المساجد التى يقام بها شعائر دينية ملك وزارة الاوقاف، لكنها مسجلة آثار طبقا للقانون 117 لسنة 1983 وتعديلاته، ولذلك فإن الاوقاف هى المسئولة عن جميع تكاليف اعمال الترميمات وإعادة الاعمار، لكن شريطة اشراف المجلس الاعلى للآثار على تلك الاعمال حفاظاً على مكانتها الاثرية.
وعلى الرغم من ذلك تقوم وزارة السياحة والاثار من خلال المجلس الاعلى للاثار بدعم بعض المساجد الكبيرة والتى لها اثر تاريخى هام، والمساندة فى ترميمه واعادة اعمارة مثلما حدث فى مسجد الظاهر بيبرس، حينما قام المجلس بدفع 150 مليون جنيه، لتنشيط السياحة الدينية والثقافية.


هل هناك مناطق أثرية منسية كما تذكر وسائل الإعلام؟
لا توجد مناطق اثرية منسية نهائيا، ولكن هناك اهتمام بجميع المناطق الاثرية فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية، ويجب التفرقة بين المناطق الاثرية، والمناطق الاثرية السياحية، لاسيما وان المجلس الاعلى الاثار يعمل فى جميع المناطق، ولكن ليس مسئولا عن فتح تلك المناطق للزيارة من عدمة.
بالاضافة الى ان المجلس الاعلى للاثار يعمل بجميع المناطق بحثا عن اثار جديدة لم يتم اكتشافها حتى الان مثل معبد امون فى جيفت ومقابر مير فى اسيوط، ومنطقة الديابات فى سوهاج ، ومنطقة ام الجعاب فى سوهاج، وهناك مناطق اخرى يتم تطويرها وتجهيزها مثل منطقة البهنسا وتونه الجبل فى المنيا، ومنطقة صن الحجر فى الشرقية، للزيارة كمناطق توعوية للمصريين.


كيف يمكن تسجيل المبانى فى الآثار ؟
هناك لجان متخصصة هى المسئولة عن تسجيل اى عقار سواء كان هذا العقار مبنى سكنى او مسجد او كنيسة او سبيل مسئولة عن تقييم ذلك العقار وتسجيله كأثر من عدمة، تلك اللجنة تعمل وفقا لاشتراطات محددة، ولا تستطيع تلك اللجنة تسجيل ذلك العقار دون توافر تلك الاشتراطات و لا تستطيع رفض تسجيل عقار اثرى متطابق ومتوافر فيه جميع الشروط، والا وقعت تحت طائلة القانون ويوقع عليها عقوبات.


ما هى تلك الاشتراطات الواجب توافرها للتسجيل فى الآثار؟
هناك شروط لازمة طبقا للقانون لتسجيل العقار وهى: أن يكون المبنى أو العقار مضى عليه 100 عاما، وأن يحتوى على عناصر زخرفية، وان يكون ذا قيمة فنية وتاريخية، او ان يحكى حدثا ما ذا اهمية، وتقوم بعدها اللجنة بإعداد ملف كامل حول عناصر المبنى وتقديمه إدارة التسجيل، وتقوم لجنة أثرية بمراجعة وفحص الملف بكل دقة، ويعرض الملف على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية لتقوم بدراسته دراسة كاملة، وإذا تمت الموافقة على تسجيل العقار يصدر قرار وزارى بالموافقة على التسجيل.


هل هناك استثناءات لبعض المبانى لتسجيلها ضمن الآثار؟
تستطيع اللجنة تسجيل اى مبنى لم يمض عليه 100 عام ويتمتع بكل شروط التسجيل حين تقوم اللجنة بمخاطبة وزارة السياحة والآثار لإرسال خطاب رسمى لمجلس الوزراء لإصدار قرارا رسميا بضم المبنى فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.


ما هى الإجراءات التى تتخذها تلك اللجنة للتسجيل فى الآثار؟
يتم إعداد مذكرة علمية عن المبنى وتشمل الحدود الخارجية، ووصف دقيق للمبنى ( الأرضيات - الحوائط - الأسقف - تحديد عدد الطوابق )، ويتم مخاطبة قطاع المشروعات لإعداد دراسة هندسية لتحديد الحالة العامة للمبنى المراد تسجيله « إنشائيا ومعماريا « وأن المبنى لا يوجد به مشاكل وصلاحيته للتسجيل.


ما ردك على الشائعات التى تثار بأن الدولة المصرية تهدم الآثار القديمة؟
الدولة المصرية بكل وزارتها المعنية باشراف من دولة رئيس الوزراء وتوجيهات رئيس الجمهوية، لم ولن يتم هدم أى أثر على مستوى الجمهورية، فى اى مشروع من مشاريع الدولة، والدليل على ذلك أن الحكومة قامت بزيادة المسافة التى يقطعها القطار السريع الواصل بين مدينة 6 أكتوبر وأسوان، بأكثر من 10 كيلو مترات حفاظا على المنطقة الاثرية فى ام الجعاب بابيدوس بمحافظة سوهاج، مما زادت من تكلفة المشروع بالملايين .


وذلك يجب على جميع وسائل الاعلام التحدث بحيادية وبشكل موضوعى، وشن حملات اعلامية لمساندة الدولة المصرية فى الرد على مثل هذا الشائعات المغرضة الهدامة، خاصة وان مجلس الوزراء قام بالرد على تلك الشائعات، احتراما للاثار المصرية.


المتحف الكبير
حدثنا عن المتحف المصرى الكبير وآخر إنجازاته؟
المتحف المصرى الكبير هو هدية مصر للعالم فى القرن 21، عبارة عن 117 فدانا، ما يقارب من نصف مليون متر مربع مساحة، ولذلك فإن المتحف يعد مؤسسة علمية ثقافية ترفيهية سياحية فى العالم، خاصة وانه تم نقل ما يقرب من 58 الف قطعة اثرية، داخل هذا المتحف، بالاضافة انه يحوى فى جراباته اكبر اثر عضو فى العالم، الا وهو مركب الملك خوفو.


بالاضافة الى أنه ولأول مرة سيحتوى على مجموعة توت عنخ امون كاملة وهو عبارة عن 5319 قطعة، تم نقل 4500 قطعة اثرية حتى الان بداخله، على ان يتم نقل الباقى قبل افتتاح المتحف مباشرة من المتاحف المختلفة( شرم الشيخ والغردقة والمتحف المصرى بالتحرير) لاستمتاع الزائرين لتلك المتاحف بتلك القطع النادرة .


كما ان المتحف سيقوم بعرض كل الاكتشافات الاثرية الاخيرة، والتى يتم عرضها لاول مرة مثل خبيئة العساسيف، وخبية سقارة، والعجلات الحربية لتوت عنخ امون والتى يصل عددهم الى 6 عجلات تم تجميعهم من متاحف الاقصر والمتحف المصرى بالتحرير.


حدثنا عن آخر المستجدات فى مشروع تطوير منطقة الأهرامات؟
منطقة الأهرامات كانت تفتقر للخدمات التى تليق بها وما تحمله من تفاصيل، حيث إن جميع الزائرين سواء مصريين أو أجانب كانوا يعانون فى تلك المنطقة بعد جولة طويلة، ولم يكن بوسعهم إيجاد مكان للاستراحة أو تناول الطعام أو الشراب، كما أن الأتوبيسات السياحية كانت تقوم بالركن على بعد كيلو مترات من منطقة الهرم، وكانت عوادم السيارات سيئة وكان لابد من تغيير مسار هذه الحافلات السياحية عبر مدخل جديد.


تم العمل على مشروع منذ عام 2017 لعمل بناءات تليق بالزائرين ومدخل خاص لهم من طريق الفيوم وشبابيك تذاكر، وفيلم يحكى قصة الأهرامات، فضلا عن أتوبيسات كهربائية صديقة للبيئة يتوقف من خلال هذا الأتوبيس عند محطة خاصة بخوفو وخفرع ومنقرع، فى جولة مميزة للزائر، كما أنه سيتم توفير خدمة «واى فاي» مجانية فى منطقة الأهرامات فضلا عن المطاعم المتميزة التى توفيرها فى منطقة الأهرامات، وكان يجب توفير كل تلك الخدمات لتليق بهذا المكان العريق.


الأتوبيسات والحافلات تمر خلال منطقة الأهرامات كل خمس دقائق، لكى توفر لكل الزائرين والسائحين الحرية فى التوقف والحركة عند أى هرم من الثلاثة ويشاهد ويستمتع بكافة كل ما يريد، والأتوبيسات بتتحرك كل 5 دقائق وكلها صديقة للبيئة، ويوجد منطقة تحت اسم «منطقة التريث» وهى مستقلة يتم العمل فيها على وضع الدواب والجمال والأحصنة، بخدمات متميزة، لان وزارة السياحة والاثار ستعمل على تدريب العمال بها.


أخيراً ما ردك على تأجير القصور والمناطق الأثرية للشركات؟
المجلس الأعلى للأثار يقوم بالتعاقد مع الشركات المختلفة لتقديم خدمات للسائحين وللزائرين، بطريقة ممتازة دون الاقتراب من القطع أو الأجزاء الأثرية فى تلك المناطق، كنوع من أنواع الترويج للسياحة الثقافية والأثرية فى مصر.