كتب : عامر نفادى
أكدت الحاجة إيمان رمضان رئيس مجلس إدارة جمعية أبشر الخيرية بإمبابة أن العمل التطوعى أصبح ثقافة وأداء ضرورياً لتنمية أى مجتمع، لأنه يسعى إلى ترسيخ قيم المحبة والخير والعطاء، والإيثار، والتكافل الاجتماعي، وغرس العمل الخيرى والجماعى والابتعاد عن النزعة الفردية، وتنمية روح المبادرة التى تسهم فيما بعد فى خدمة الوطن والنهوض به للأفضل، لافتة إلى أن مفهوم السعادة عند الكثيرين يكمن فى العطاء ومقدار ما يقدمه للمجتمع الذى ينتمى إليه، فها هو المجتمع المصرى يقدم أمثلة مشرقة لتحقيق هذه الغاية إذ اعتادت الكثير من الأسر توجيه أبنائها نحو العمل التطوعي، وتشجيعهم الدائم لهم للمشاركة معهم فى أعمال الخير التى يقومون بها فى إحدى الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى المبادرات والأنشطة الطلابية التى تقوم بها مدارسهم نظرا لأهميتها فى زرع بذور الخير، والعطاء فى نفوس الطلبة .
أضافت الحاجة إيمان «لقد دخلت العمل الإنسانى والوطنى قبل أكثر من عشرين عاماً مدركة أن هذا العمل له خصوصية لدي، فأسست جمعية فى ذلك الوقت تعنى بخدمة البسطاء وبدأت مع مجموعة من المحبين لهذا العمل الخيري، فوجدت أن هذا العمل هو عمل وطنى بالدرجة الأولى وإنسانى بالدرجة الثانية.
مؤكدة للشباب: «ضرورة الانخراط فى العمل التطوعى لمساعدة الفقراء والمساكين، والمتعثرين، واليتامى، والمعاقين وكل الحالمين بغد مشرق، مشيرة إلى أن العمل التطوعى يمثل الإحساس، والكرامة، والرجولة، وقمة الوطنية فلا يمكن أن تصقل شخصية المرء إلا بتقديم ما يمكن تقديمه لهؤلاء البسطاء».
وتابعت «لقد قمت بوضع منهجية متخصصة للعمل التطوعى بالتعاون مع العديد من الجمعيات الخيرية والأهلية والمؤسسات والمبادرات الأخرى فالعمل التطوعى والإنسانى لم يعد واجباً إنسانياً فحسب وإنما أصبح واجباً وطنياً، فهناك العديد من الأسر بأمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، ومن أجل أن نصل إلى قمة الروح الإنسانية والوطنية معا، فالعمل الوطنى والاجتماعى شرف لا يدانيه شرف».
ثقافة العمل الخيرى
واقترحت مؤسسة جمعية أبشر على وزارة التربية والتعليم بإدراج مناهج خاصة لتعليم الأطفال فى الصفوف الأولى كيفية الانخراط بالعمل التطوعى والإنسانى لأهميته بالنهوض الوطنى نحو الأفضل.
وأشارت رمضان إلى أن «العمل التطوعى بات يحتل مكانة بارزة فى جميع المجتمعات ويلقى اهتماماً رسمياً وشعبياً، كونه أداة تنمية وتقدم فى معظم بلدان العالم»، مؤكدة أن المجتمع الرشيد هو المجتمع الذى يعتمد على إمكانياته، ويوظف خبراته وطاقات شبابه فى سبيل الارتقاء بأوضاعه، مبينة أن أدبيات التنمية الحديثة تصف العمل التطوعى برأس المال الاجتماعي، باعتباره ثروة عامة يمتلكها المجتمع، لذا أصبحت ثقافة التطوع جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات المتطورة، بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والممارسات التى تحث على العمل الإيجابى الذى يعود بالنفع على الآخرين.
تدريب الشباب
وأكدت أن: «الموارد البشرية هى الثروة الحقيقية للأمم، وهى المحرك الأساس لعجلة التنمية، لذا كان لا بد من تنظيم العمل التطوعى وتدريب الشباب وصقل مهاراته واستثمار طاقاته وإمكاناته ودعمه بكل ما يمكنه من النجاح فى حياته العملية والعلمية والاجتماعية».
و شددت على أهمية الخدمة التطوعية فى مساعدة الشباب على التنشئة الاجتماعية السليمة، وتشجيعهم على الاستفادة من وقت فراغهم من خلال البرامج والأنشطة التى تقدمها أندية التطوع بمراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب وغيرها من الجهات الأخرى التى تعنى بالعمل التطوعى وخدمة المجتمع والتى بالتالى تعود بالفائدة وإكساب الشباب المهارات والخبرات والمعارف والقيم العديدة، التى تخدم الشباب أنفسهم أولا ثم مجتمعاتهم.
وأشارت مؤسسة أبشر الخيرية لغاية مهمة من وراء العمل التطوعى وهى المساهمة فى تكاتف المجتمع وزيادة أواصر المحبة والمودة من خلال تعاون الجميع، إضافة إلى تنمية كثير من المهارات الشخصية للفرد فى مجال عمله أو حياته، كمهارة التواصل والالقاء، والتخطيط، والوقت والقيادة وكافة المهارات الحياتية اللازمة، إلى جانب المساهمة فى تخفيف حجم الأعباء على الدولة من الناحية المادية حيث يوفر العمل التطوعى موارد وخدمات كثيرة لأبناء المجتمع.
مبادرة إنسانية
وعن الدور الإيجابى للمبادرة الوطنية حياة كريمة التى أطلقها الرئيس، أكدت مؤسس أبشر أن حياة كريمة تعد من أهم المبادرات التنموية فى العالم، وهى مبادرة متعددة فى أركانِها ومتكاملة فى ملامحها، كونها تنبع من مسئولية حضارية وبعد إنسانى قبل أى شىء آخر، فهى أبعد من كونها مبادرة تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى، لأنها تهدف أيضا إلى التدخل الآنى والعاجل لتكريم الإنسان المصرى وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، ذلك المواطن الذى تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى.
وعن أنشطة جمعية أبشر وأهدافها أشارت رمضان إلى أنها نجحت فى تنفيذ عدد من المبادرات الخيرية التى خدمت مئات الأسر الفقيرة والمستحقة، والتى أصبح لها صدى كبير داخل المجتمع وبين الأهالي، لافتة إلى أن الجمعية تهدف إلى مد يد العون لكل ملهوف أو صاحب حاجة على مستوى الجمهورية،
ثقة فى خدماتنا
وأكد مؤسس الجمعية أن ثقة المتبرعين فى الخدمات المقدمة للأسر الفقيرة والمستحقة، ودعمهم المتواصل مكن الجمعية من تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية على مستوى الجمهورية، والتى تعددت ما بين إطعام، وعلاج، وزواج الفتيات اليتيمات، وتوزيع السلال الغذائية، إلى جانب تنظيم القوافل الطبية، ورعاية البرامج والأنشطة الموسمية مثل شنطة شهر رمضان المبارك، وتوزيع اللحوم فى عيد الأضحى المبارك، وتوزيع البطاطين والألحفة فى فصل الشتاء، وغيرها من الأنشطة الأخري.
وأشارت إيمان إلى أن الجمعية نجحت فى السنوات الأخيرة فى تزويج المئات من الفتيات اليتيمات والمساهمة فى شراء الأجهزة الكهربائية والفرش اللازم، كما نجحت فى كفالة ورعاية أعداد غفيرة من الأيتام والمساكين والأسر الأولى بالرعاية، إلى جانب بناء وترميم منازل الأسر الفقيرة والمستحقة وفرشها وتزويدها بجميع الأجهزة والأثاث التى يحتاج إليها المنزل، إضافة إلى علاج الآلاف من المرضى والمساهمة فى تنفيذ العمليات الجراحية وشراء الأدوية، وتسيير القوافل الطبية إلى الأماكن النائية والقرى الفقيرة التى تحتاج إلى رعاية طبية.
رعاية طبية
وأوضحت رمضان أن القوافل الطبية التى قامت بتسييرها على مستوى الجمهورية نجحت فى إجراء مئات العمليات الجراحية الناجحة فى جميع التخصصات، لافتة إلى أن آخر قافلة طبية تم تسييرها منذ أيام بالتعاون مع مؤسسة مصر اليوم، وراعى مصر، تمكنت من الكشف على المئات من الحالات الفقيرة فى العديد من التخصصات، وأكدت أنه جار الإعداد لتنفيذ العديد من الجراحات للحالات الحرجة داخل المراكز الطبية والمستشفيات المتعاقدة مع الجمعية.
اقرأ أيضًا : فريق مطبخ التكية الخيري: لا نشعر بمشقة أمام فرحة ودعوات الناس| فيديو