فى الصميم

الدنيا ربيع ..!!

جلال عارف
جلال عارف

رسميًا.. مازلنا فى فصل الربيع!!.. 

والربيع فى مصر هو شهر التقلبات الجوية ما بين الجو المعتدل والزعابيب وأيام الخماسين. لكن لم يكن الأمر يصل إلى ما عايشناه واختنقنا به فى اليومين الماضيين مع العاصفة الرملية غير المسبوقة التى شملت معظم أنحاء البلاد!!

ولم تكن العاصفة هى الظاهرة الوحيدة التى تلفت الأنظار إلى تغيُّرات مناخية تفرض نفسها علينا وعلى العالم من حولنا. لم يعد الشتاء  هو الدافىء الممطر، ولم يعد الصيف هو الحار الجاف، ولم تعد فصول السنة تُراعى المواعيد الرسمية التى تعلمناها. لكن مفاجأة العاصفة الرملية الأخيرة هى الأوضح فى التغيُّرات المناخية فى السنوات الأخيرة التى تستوجب دراسة معمقة من الأجهزة المختصة، خاصة أن تقديرات الخبراء تقول إنها قد تتكرر بدرجات مختلفة، وأننا لسنا بعيدين عن التغيُّرات المناخية فى العالم وخاصة فى المنطقة حولنا.. أى فى أوروبا وإفريقيا وآسيا.

فى هذا "الربيع".. شهدت أوروبا درجات حرارة وصلت للأربعين، وجفافًا فى مناطق وفيضانات فى مناطق أخرى.. بينما شرق إفريقيا يعانى من جفاف كبير، مع اضطراب فى المناخ وصل إلى شمال إفريقيا. وفى آسيا تتكرر الظواهر المناخية المزعجة. والتأثيرات السلبية تزداد وتُهدد استقرار دول عديدة بالتراجع فى الزراعة وزيادة التلوث، والدمار الذى تُسببه الفيضانات أو الحرائق، والخطر الأكبر من ذوبان الثلوج لتغرق مدنا وتُدمر زراعات ومبانى إذا لم يستعد الجميع لمواجهة هذه المخاطر.

مازلنا فى مصر أفضل من غيرنا ومازالت الاضطرابات المناخية هى الاستثناء فى مناخ أقرب للاعتدال. لكن أمامنا مهام ضرورية لمواجهة التغيُّرات المناخية وتأثيرها على المواسم الزراعية وعلى حياة الناس ولمواجهة المخاطر التى تُهدد مدن السواحل بسبب ارتفاع مستوى البحر، ولإيقاف زحف كثبان الرمال من الصحراء، وغير ذلك من الظواهر البيئية التى لابد أن يحتشد علماؤنا لإيجاد الحلول لها.

ويبقى الخريف عندنا هو سيد فصول السنة.. ندعو الله أن يديم جماله وأن يبعد عنه شرور التغيُّرات المناخية، وأن يبقيه بلا خماسين،  ولا حر خانق أو برد صاعق أو حساسية تخنق الكبار والصغار. الخريف عندنا هو الربيع الحقيقى حتى لو أخفى بعض بهجته بشىء من الوقار!!