«عربة السبتية» قصة قصيرة للكاتب محمد أبو زيد التيجاني

الكاتب محمد أبو زيد التيجاني
الكاتب محمد أبو زيد التيجاني

 

 

 

- أربعة ورا

- ‏خلاص هاخد اتنين يلا بقى

ثمً مرّ صاحبنا بشياكته وانآقته في خيلاء تعتلي وجهه وجلس بجواري فاتح قدميه بمنتصف " كنبة العربة من حقه ما هو دافع اتنين" تنظر إليه إمرأة مسنّـة سمينة بعض الشئ، جالسة خلف السائق على مسند عرضه سنتيمترات وكلما وقف.

 وكعادتهم الوقوف المتكرر للمنتظرين في الطرقات، تكاد المرأة تنزلق وتنظر للشاب بجانبي، ربما يفسح لها المقعد الزائد لكن لا يلقي بال، تنزلق، تسقط، هما مقعداه وقد امتلكهما بأجرته.

صعدَ شاب وأقبل عليه ظنًا بأن المقعد فارغ لكن لوّح له بإشارة لا، فهم الشاب ووقف منحني متقوّص الظهر، أخيرًا جاء الفرج، همَّ أحدهم بالنزول، جلست السيدة وجلس الشاب مكانها، صعدت بعد حين إمرأة وطفله رقيقه وديعة من ذوي القلوب البريئة والقدرات الخاصة والتي اكتسبت ببراءتها دور بطولي لما فعلته مع صاحبنا ونالت حفاوة، فقد سبقت الفتاة أمها بتلقائيتها  إلى المقعد الفارغ "بالكنبة " المحتلة من قبل الشاب الأنيق مقابل أجرته" فأشار إليها بـ لا، فنظرت له فتاة بالمقعد الأمامي نظرة إزدراء رغم ما نال منها أول الأمر من إعجاب بشياكته قبل جلوسه، لكن قام أحد الشباب وأجلسهنَّ.

ظلت الفتاة الوديعة مع أمها تحاول أن تضحك معه، رغم ذلك لم يتحرك له ساكنًا أمام تلك البراءة، ظلت سماجته هي ما تعلو وجهه ونظرته لها، حان وقت نزول الفتاة وأمها، لكنها فعلت الشئ الذي أطفأ غيظ الجميع منه، أرسلت لي إبتسامة وللفتاة التي أمامي، ثم نظرت له وهي على حافة سلم النزول، بصقت عليه برزاز خفيف، وقالت في إزدراء برئ..

- يا مأفن