حكاية شارع| العزيز عثمان.. الإبن الثاني لـ« صلاح الدين الأيوبي»

حكاية شارع العزيز عثمان
حكاية شارع العزيز عثمان

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

وتعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

 وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

 وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها.

العزيز عثمان 

هو العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهو ثاني أبناء صلاح الدين.

ولد العزيز في القاهرة في عام 567 هجريًا - 1171م، واهتم والده بتعليمه منذ صغره، فسمع الحديث من “الحافظ السلفي” بالإسكندرية، بالإضافة إلى سماعه من الفقيه «أبي الطاهر بن عوف الزهري»، وسمع بالقاهرة من العلامة «أبي محمد بن بري النحوي»، وغير هؤلاء من العلماء.

اقرأ أيضا|حكاية شارع| الخليفة المأمون.. حكم بدأ بمعركة مع شقيقه وانتهى بنهضة شاملة

توليه ملك مصر 

كان والده صلاح الدين قد جعله نائبًا عنه في مصر، عندما كان بالشام، وحينما توفي صلاح الدين استقل بملكها باتفاق الأمراء وكبار الدولة؛ وبذلك يمثل العزيز أول حاكم من بني أيوب يولد على أرض مصر ويتولى حكمها، وحكم العزيز مصر حوالي 5 أعوام (589هـ/1193م-595هـ/1198م)، وامتد سلطانه فشمل جنوبي فلسطين باستثناء منطقة الكرك.

وعلى الرغم من أن مصر في عهد العزيز عثمان ظلت بمثابة قلب الدولة الأيوبية، مثلما كانت في عهد صلاح الدين، إلا أن أحوالها الاقتصادية تأثرت إلى حد كبير بسبب انخفاض فيضان النيل في عام 1194م، مما ترتب عليه حدوث القحط وانتشار الوباء، فهلكت المواشي، وكثر الزحام في الأسواق على الخبز لقلته.

ويبدو أن انشغال العزيز عثمان بالنزاع مع أخيه "الأفضل" في ذلك الدور، لم يساعد على سرعة وضع حد لتلك الأزمة الاقتصادية، التي أثرت تأثيرًا خطيرًا في أحوال البلاد.

النزاع بينه وبين أخيه 

كان هناك نزاع بينه وبين شقيقه الأفضل نور الدين علي، وهو الابن الأول لصلاح الدين، وعندما توفي والده كان يحكم «دمشق والساحل وبيت المقدس وبعلبك وصرخد وبصرى وبانياس وهونين إلى الداروم» ببلاد الشام.

وأخذ أمراء الدولة الأيوبية وكبار قوادها الذين أتوا إلى مصر يوقعون بين الملك العزيز عثمان وأخيه الملك الأفضل، وأوعزوا للملك العزيز الاستبداد بالملك والقيام بالسلطنة بدلا من أخيه، وعندما شعر وزير الملك الأفضل “ضياء الدين بن الأثير” بما يجري في القاهرة، أشار إلى الملك الأفضل أن يسترضي أخيه الملك العزيز بمنحه مدينة القدس، رغم أن القدس كان ضمن أعمال وممتلكات الأفضل، إلا أن الأفضل رفض ذلك.

وعقب ذلك اتفق أمراء الدولة الأيوبية في مصر على أن تكون المملكة مجتمعة للملك العزيز عثمان، وأشاروا على العزيز بالتوجه إلى الشام لتجتمع له المملكتان أي مصر والشام. وبالفعل خرج العزيز إلى دمشق، مقر حكم أخيه الأفضل، وحاصرها، فأرسل الأفضل إلى عمه الملك العادل وملوك البيت الأيوبي لنصرته، فتوسط العادل بين العزيز وأخيه الأفضل، وتم الاتفاق على أن يرفع العزيز الحصار عن دمشق، وبالفعل عاد العزيز إلى مصر.

إلا أن أحوال دمشق اختلت، لأن الملك الأفضل لزم الزهد وأقبل على العبادة، وترك أمور البلاد لوزيره ضياء الدين بن الأثير، وكثرت الشكوى من سوء تدبير ابن الأثير، فلما بلغ ذلك العادل والملك العزيز في مصر، قررا الرحيل إلى لشام، واستطاعا الاستيلاء على دمشق، وعزل الملك الأفضل عن ملكه. وتم الاتفاق بين العادل والعزيز عثمان على أن تكون دمشق للعادل، وأن تكون الخطبة والسكة بدمشق للعزيز عثمان، وأن يكون العادل نائبًا للعزيز عثمان بها.

وفاته

كان الملك العزيز قد توجه إلى الفيوم للممارسة رياضة الصيد، فأصابته الحمى، وحُمل إلى القاهرة، فتوفي في عام 595ه/1198م.