حكايات| بعد تتويجه.. سر تشاؤم الملك تشارلز من اسمه الأول 

تتويج الملك تشارلز الثالث
تتويج الملك تشارلز الثالث

احتضنت كاتدرائية « وستمنستر أبي» في لندن حفل تتويج ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، الذي أقيم في السادس من مايو، عقب مرور ثمانية أشهر على وفاة الملكة اليزابيث الثانية.


تتويج الملك تشارلز، حدث طال انتظاره، ليس للبريطانيين، ولكن للملك نفسه، والذي دائما ما كان يقلل من فرص توليه العرش، وهو ما أكده خلال أحد اللقاءات قائلاً: «هشمه لو مكنتش حذر» في إشارة لابتعاد التاج الملكي عنه، لطول حقبة الملكة إليزابيث، والتي انتهت بوفاتها عن عمر 95 عاما.


يتم الملك تشارلز في عام تتويجه ملكا لبريطانيا، عامه الـ 75 وتحديداً في 14 نوفمبر، ورغم حداثة سنه عند تسميته كولي للعهد في عمر 3 سنوات، ظل في انتظار التتويج أكثر من 70 عامًا.


متوسط الأعمار في بريطانيا، قيد يبدو للوهلة الأولى ليس في صالح الملك تشارلز، إذ يبلغ متوسط عمر الرجال في بريطانيا 80.4 عامًا، بينما يبلغ متوسط عمر النساء في بريطانيا بـ83,8 عامًا، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع متوسط العمر المتوقع في بريطانيا العظمى إلى حوالي 85.9 سنة، وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن موقع "ستايستا".


سوء الحظ خلال ولاية العهد
تشارلز ظل يعاني من سوء الحظ خلال ولاية العهد، ليس بسبب طول انتظار الحكم فحسب، ولكن بسبب اسمه الأول الذي يحمل إرثًا سيئًا خلال العصور الملكية المتعاقبة، ما آثار توقعات لدي البعض إلى لجوء تشارلز إلى تغييره. 


تسمح الملكية البريطانية باختيار الملك الاسم الملكي الذي يرغبه، ورغم دحض رئيسة الوزراء السابقة، ليز تروس، الأقاويل الرامية إلى تغيير اسم الملك، إلا أنه لم يصدر أي تأكيدات من قبل قصر كلارنس هاوس - المقر الرسمي لإقامة الملك تشارلز- فضلاً عن أن مراسم التتويج لم تحدث بعد.


اسم تشارلز في الملكية
ارتبط اسم تشارلز بالعديد من الأزمات خلال العصر الملكي البريطاني، بداية من إعدام  الملك تشارلز الأول بتهمة الخيانة العظمي عقب الحرب الأهلية الإنجليزية، مروراً بابنه الثاني الذي قضي 9 أعوام في المنفي، وصولاً إلى  الأمير تشارلز بوني الذي قاد انتفاضة 1745 الفاشلة للإطاحة بالملك جورج الثاني، ما دفع نحو تعزيز النظرة التشاؤمية لدي العائلة المالكة عامة، والملك تشارلز الثالث خاصة.
نهاية العصر الإليزابيثي.


تدخل بريطانيا عصر جديد مع نهاية العصر الإليزابيثي الثاني، ورغم أنها واجهت هزات عدة بداية من التخارج من الاتحاد الأوروبي، والحرب الروسية- الأوكرانية وما خلفته من أزمات طاقية ومالية للقارة أجمع، إلا أن وفاة الملكة اليزابيث من الممكن أن يتسبب في تحول ثقافي وسياسي واجتماعي ليس لبريطانيا وحدها وإنما لكثير من الدول، وعلى رأسها دول الكومنولث، لاسيما وأن تنصيب الملك تشارلز  ملكاً على دول الكومنولث جاء بناء على اتفاق سابق لوفاة الملكة إليزابيث في لندن عام 2018.


 

دول الكومنولث
الاستقرار الذي حظت به دول الكومنولث خلال عهد الملكة إليزابيث، أصبح مهدد في عهد خلفها، لاسيما في ظل تصاعد التيارات التي تدعو إلى الاستقلال عن التاج البريطاني داخل كثير من دول المجموعة وعلى رأسها كندا، والتي اتخذت من وفاة الملكة ذريعة لتعديل الدساتير، الأمر الذي ربما يشهد حراك مؤجل لحين وصول الأمير ويليام، أمير ويلز، وولي العهد، إذ أنه حال تمكن تشارلز من ضمان استمرار دول الكومنولث تحت التاج البريطاني خلال فترة ولايته، إلا أنه من غير المرجح أن يستطيع فعل الأمر ذاته لخلفه.