..تباينت ردود الأفعال حول مسلسل « جعفر العمدة « الذي عرض على شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان الماضي.
هناك من يرى أن المسلسل حقق نجاحًا ساحقًا وفقا لنسب المشاهدة وحجم الاهتمام الجماهيري والاعلامي.
وهناك من يرى أن المسلسل ضعيف فنيا ومليئ بالأخطاء الدرامية الساذجة التي لا يقع فيها مخرج مبتدئ.
وبغض النظر عن هذا التباين فالمسلسل حقق ما أراده صناعه من ضجة واهتمام وخرج جميع المشاركين فيه بمكاسب بالجملة.
أكبر الفائزين بالطبع هو بطل المسلسل محمد رمضان الذي كان يحتاج إلى عمل يعيده إلى صدارة المشهد بعد أن افتقد بريقه خلال السنوات الماضية بعد الفشل الذي لازم مسلسليه الأخيرين «موسى» و»مشوار» وحقق له « جعفر العمدة» ما يتمناه وتجلى هذا واضحًا في الايرادات العالية التي حققها فيلمه «هارلي» الذي حصد 25 مليون جنيه خلال ايام العيد فقط في ترجمة فورية لنجاح « جعفر العمدة.
وثاني أكبر الفائزين مخرج العمل محمد سامي الذي استطاع أن يمحو خطيئته الكبرى المتمثلة في مسلسل «نسل الأغراب» الذي سقط في بحر الفشل بعد أن كبد الشركة المنتجة مبالغ طائلة مما دفع الشركة إلى وقف التعامل مع محمد سامي لسنوات والتحقيق في اسباب هذه الخسارة الفادحة.
والحق يقال إن محمد سامي مخرج ذكي يعرف من أين تؤكل الكتف ويمتلك الخلطة السحرية للنجاح الجماهيري المتمثلة في البطل الشعبي الخارق الذي يطيح بعشرات الرجال بقبضته ويمتلك الحكمة والهيبة والجاذبية التي تجعل المشاهد يتعلق به ويفرح معه ويبكي من اجله ويغفر له كل خطاياه حتى لو كان زير نساء أو رجل يقرض الناس «بالفايظ».
وضمن الخلطة المضمونة أيضا تيمة التعاطف مع الطفل المخطوف من أحضان والديه ولوعة الفراق وترقب لحظة جمع الشمل من جديد وهي تيمة مضمونة النجاح وتشهد بها أفلام حسن الامام قديما ، وخاصة مع شعب عاطفي بطبعه مثل الشعب المصري.
ويعتبر ثالث الناجحين الممثل احمد فهيم الذي اتاحت له شخصية سيد العمدة الشقيق الاكبر للمعلم جعفر الذي يرتكب كل يوم حماقة جديدة بسبب ضعف شخصيته وقدراته العقلية المحدودة ، وهي شخصية ثرية لأي ممثل ينفذ من خلالها لقلب المشاهد الذي يجد نفسه لا إراديا مضطر للتعاطف مع ضعفه وقلة حيلته ، وأضاف احمد فهيم مسحة كوميدية للشخصية رسمت البسمة على شفاة المشاهدين ، وأتوقع ان يكون هذا العمل نقطة انطلاق له خلال الفترة القادمة.
ومن أبرز الرابحين في المسلسل أيضا النجمة الكبيرة هالة صدقي التي عادت الى الادوار الشعبية بعد غياب سنوات منذ أن قدمت شخصية «توحه» في مسلسل ارابيسك للعبقري الراحل اسامة انور عكاشه.
وأضفت بخفة ظلها واسلوبها العفوي التلقائي روحا مرحة على العمل وكانت أحد أسباب نجاحه وهي اختيار موفق جدا يحسب للمخرج محمد سامي.
وبخلاف هؤلاء الفائزين لم يحقق أحد من النجوم المشاركين في العمل بصمة تذكر، حيث جاء أداء معظمهم نمطيا وتقليديا لا يحمل أي اختلاف عن اعمالهم السابقة لذلك لم يعلق أحدهم بذهن المشاهد ومروا من أمام الكاميرا مرور الكرام.