فى المليان

مرة أخرى .. الأهـلـى يستعيد بريقه الأفريقى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

عندما كتبت يوم الخميس 23 مارس الماضى مقالاً تحت عنوان « الأهلى يستعيد بريقه الأفريقى « لم يكن هذا ضرباً من الخيال أو من باب الأحلام .. ولكن هذا العنوان كان بناء على رؤية جديدة كاشفة لفريق الأهلى العتيد ولمديره الفنى السويسرى مارسيل كولر عقب الفوز المستحق للفريق على فريق القطن الكاميرونى بملعبه وبين جماهيره برباعية نظيفة ..

وكانت الصورة مختلفة تمامًا وتميل إلى الإكتئاب عندما خسر الأهلى بخماسية أمام فريق صن داونز الجنوب أفريقى بملعبه ( 5/2 ) فى المرحلة السابقة مباشرة من دورى المجموعات ، وخسر معها كل التوقعات لحجز إحدى بطاقتى المجموعة الثانية للتأهل لدور الثمانية واستعادة الأمل فى مواصلة مشواره الأفريقى بعد أن ضمن صن داونز البطاقة الأولى بصدارته للمجموعة ، وترك البطاقة الثانية ليتصارع عليها الأهلى مع الهلال السودانى خاصة بعد أن خسر الأهلى أمام الهلال بأم درمان بهدف نظيف بفعل الطقس ، وخاصة بعد أن تعادل صن داونز مع الهلال 1/1 بأم درمان ، وهو ذلك التعادل الذى أحيا آمال الأهلى للعودة من جديد الى ساحته المفضلة ، وعليه فقط أن يفوز على الهلال بالقاهرة فى مباراة العودة والأخيرة بالمجموعة الثانية ..

ولذلك طلبت إدارة الأهلى برئاسة الكابتن محمود الخطيب من السيد وزير الداخلية اللواء محمود توفيق والقيادات الأمنية بالوزارة الموافقة على السماح بحضور أكبر عدد مسموح به من الجماهير لمؤازرة الفريق فى مباراته المصيرية أمام الهلال باستاد القاهرة الدولى يوم السبت أول إبريل ، ووافق الوزير وقياداته الأمنية على طلب الأهلى بحضور أكثر من 50 ألف متفرج ، وليستعيد الاستاد سمعته « المرعبة « المعروفة عنه منذ سنوات طويلة ..

ولم يكن هناك خيار للأهلى سوى خيار واحد وهو الفوز فى مباراته الأخيرة وبفارق يؤهله للتفوق على الهلال بعد تساوى الفريقين فى رصيد 10 نقاط ليقتنص الأهلى بطاقة التأهل الثانية للمجموعة ( بفارق الأهداف المسجلة فى المجموعة ) .

والى جانب نجاح الأهلى فى تحقيق النتيجة التى كان يسعى إليها ، فإن المباراة نجحت تنظيمياً وفى حضور أكثر من 50 ألف متفرج كان نشيدهم الموحد : « بالدم بالروح .. أفريقيا مش هتروح « .. وهو نفس الهتاف الذى رددته الجماهير فى مباراة الرجاء الأولى باستاد القاهرة .. ويا له من جمهور عظيم يمثل أحد عوامل الأهلى الأساسية فى انتصاراته الأفريقية المتتالية ..

ورغم أن كولر المدير الفنى للأهلى لم يكن راضياً الى حد كبير بالنتيجة التى انتهت إليها مباراة الذهاب بين الأهلى والرجاء باستاد القاهرة والتى انتهت بفوز الأهلى 2 / صفر ، وأشار كولر للاعبين وهو فى حالة غضب أنه كان يأمل أن يتسع الفارق الى ثلاثة أهداف بالنظر الى الفرص التى أضاعها الفريق فى الشوط الثانى والتى كان من الممكن أن تريح الفريق فى مباراة العودة ..

وبالفعل كانت مباراة العودة يوم السبت 29 إبريل بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء عصبية واحتاجت من لاعبى الأهلى الى التركيز الشديد والثقة بالنفس لتنفيذ تعليمات مارسيل كولر المدير الفنى خاصة فى الشوط الأول والذى أضاع فى نهايته اللاعب الجزائرى يسرى بوزوق ضربة جزاء للرجاء ، وفى رأيى إنها لم تكن لتؤثر على النتيجة والشكل العام للقاء لو تمكن يسرى من إحراز هدف للرجاء منها ، لأن الفريق المغربى لم يكن فى استطاعته أن يترجم تفوقه على الأهلى بالصورة التى تؤهله للدور قبل النهائى فى ظل الأداء الواثق الذى اتسمت به تحركات معظم لاعبى الأهلى فى كافة الخطوط ..

ولا شك انه كانت هناك عوامل فى مجموعها تشكل نقطة تفوق للأهلى على الرجاء بمركب محمد الخامس وهذا ما جعل عددا من الجماهير البيضاوية تغادر مقاعدها فى الدقائق العشر الأخيرة من المباراة .. وهو ما جعل أيضا المعلق العربى على المباراة يصف الأهلى بصفات ويضعه فى مكانة متفردة لا يضاهيه فيها أحد ..

وبعيداً عن لقاء السوبر المحلى بين الأهلى والزمالك المقرر إقامته بأبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة ، فإن الإستعداد للقاء الذهاب مع الترجى التونسى باستاد رادس يجب أن يبدأ من الآن على كافة المستويات الإدارية والفنية مع التشاور مع « الكاف « بشأن ضمان سلامة لاعبى وجماهير الأهلى داخل وخارج الإستاد .