فى المليان

ويبـقـى الـسـؤال .. لمصلحة مَن ما يحدث فى الـسودان ؟!

حاتم زكريا
حاتم زكريا

وسط أجواء احتفالية بدأ المواطنون المصريون الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك ، وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الجمعة 21 إبريل أسر وأبناء شهداء ومصابى العمليات من أبطال القوات المسلحة والشرطة فرحتهم بالعيد المبارك خلال الاحتفالية التى أقيمت بمركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة  وفى نفس الوقت تقريباً هبت عاصفة سوداء تعلن عن أزمة غير متوقعة تلف السودان الشقيق بنشوب صراع مسلح بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية ، لتسود الفوضى الأمنية أنحاء العاصمة السودانية ( الخرطوم ) وعدة ولايات أخرى ..

وتنتفض عدد من الدول العربية والقوى الدولية لإيقاف تصاعد العنف بالسودان إلى جانب تأمين سلامة الجالية المصرية التى تتجاوز الآلاف بالسودان ، كانت مصر تضع فى حساباتها الأولى سلامة الجنود المصريين المتواجدين فى قاعدة مروى شمال السودان للتدريب المشترك وفق إتفاقية بين البلدين الشقيقين ..

ونجحت الجهود التى قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتأمين سلامة باقى الجنود المصريين المتواجدين فى السودان لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى سفارة مصر فى الخرطوم ..

وأعرب البلدان الشقيقان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولى لما بذله من جهود فى دعم عملية تأمين وسلامة الجنود المصريين ، وذكرت وزارتا الخارجية لجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة أن هذه الخطوة تأتى فى إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسى لأن الحرب التى نشبت بين الطرفين جزء منها يرجع لأسباب سياسية ..

وقد جاء اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليكون إيذانا ببدء تنفيذ عملية إجلاء العناصر العسكرية المصرية المتواجدة للتدريب فى مطار مروى بعد التنسيق مع كل الأطراف من أجل سلامة النقل إلى الخرطوم ثم العودة إلى القاهرة ، وخلال الاجتماع أكد الرئيس السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة أن العناصر المصرية بأمان ، وسيعودون إلى مصر بسلام فى واحدة من أهم عمليات إدارة الأزمة بالنسبة للدولة المصرية ..

وفى الوقت الذى بدأت فيه عدة دول فى بذل جهودها لإجلاء رعاياها تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رموز عدد من الدول لتوضيح المواقف والمساعدة فى وقف إطلاق النار بدأها بالشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس 20 إبريل ، وبعدها تلقى إتصالاً هاتفياً يوم الأحد الماضى 23 إبريل من رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك تم خلاله التباحث بشأن تطورات الأزمة السودانية وتنسيق الجهود بين البلدين فى هذا الصدد ، ونوه رئيس الوزراء البريطانى إلى دور مصر الجوهرى فى صون السلم والأمن على المستوى الإقليمى ، إلى جانب كونها من أهم دول الجوار الفاعلة للسودان والتى تمثل الأزمة الراهنة به تحدياً بالغاً للاستقرار فى المنطقة بأسرها ، واستعرض الرئيس السيسى الجهود التى تبذلها مصر من أجل تشجيع كافة الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السودانى الشقيق ، مؤكداً ضرورة التعامل بصورة إيجابية مع كافة جهود التهدئة ، وتفعيل الحوار والمسار السياسى بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره ومقدرات شعبه .. ويبقى السؤال .. لمصلحة مَن ما يحدث بالسودان ؟! .

ووسط الأحداث السودانية لم يفت الرئيس السيسى المشاركة يوم الخميس الماضى 20 إبريل فى منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ عبر تقنية الفيديو كونفرانس ، وذلك بدعوة من الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة .