سهرات العيد.. بطعم الوحدة الوطنية

سهرات العيد
سهرات العيد

مروة أنور

يتشارك المصريون الفرحة ويتبادلون التهانى بعيديهما، لتتعانق مشاعر الوحدة الوطنية معًا، وتؤكد أن أبناء الوطن نسيج واحد، بما يعزز الود والمحبة بين كل المصريين، وهو ما شهدته ليالى السهر الشبابية والعائلية وسط الحدائق والكافيهات والمراكب النيلية، حيث يسهر الجميع يومياً حتى الصباح، فبعد أن تزامن صيام المسلمين والأقباط، حلت فرحتهم بالأعياد معًا أيضًا، وبفارق أيام قليلة بين عيد القيامة وعيد الفطر.

إذا كنت فى مصر فى هذه الأيام، فأثناء تجولك فى الشوارع والحارات، ستتردد على مسامعك أغنية أم كلثوم الشهيرة ايا ليلة العيد أنستيناب، وحينها لن تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحى فالجميع يعيش أجواء الفرحة والسهرات العائلية والشبابية مع بعضهم البعض فى ظل الأعياد المتقاربة زمنيًا.

آخر ساعة رصدت مظاهر الاحتفال بعيدى القيامة والفطر فى عدد من مناطق القاهرة، ووسط الحدائق وداخل الكافيهات تجتمع العائلات والأصدقاء فى سهرات جميلة. تقول تريزة عادل (23 عامًا)، احتفلنا بعيد القيامة وبعد أيام احتفال إخوتنا المسلمون بعيد الفطر، فالكل يعيش أجواء الفرح وبهجة الأعياد.. تجد الكثير من المسيحيين والمسلمين وسط الحدائق فى جلسات عائلية وأخرى مع الأصدقاء، وأنا شخصيًا جئت إلى وسط البلد لأسهر مع أصدقائى ونأكل الحلويات ونتناول المشروبات ونلتقط الصور التذكارية معًا.

أما بوسى سيدهم (33 عامًا) وهى أم لطفلين، فتقول: فى العيد أخرج أنا وزوجى وأولادى، ونتناول الطعام فى أحد المطاعم ونقضى السهرة على كورنيش النيل ونتناول الآيس كريم. ونحن سعداء بفرحة كل المصريين نظرًا للتقارب الزمنى بين عيد القيامة وعيد الفطر.

فيما يقول محمد فوزى (42 عامًا)- أب لثلاثة أطفال: تشهد ليلة الوقفة سهرات شبابية وعائلية وتجمعات كبيرة فى المطاعم والحدائق الميدانية التى تتواجد بها الملاهى فيلعب الأطفال ويتبادل الكبار التهانى مع الأقارب والأصدقاء حتى نستقبل أول أيام العيد ونؤدى صلاة العيد ونقوم بتوزيع العيدية على الأطفال والأقارب فى جو من التراحم والمحبة ثم نذهب لتناول الوجبة الأساسية لمعظم المصريين فى عيد الفطر وهى الفسيخ والرنجة، فهى من ضمن العادات الموروثة، بالإضافة إلى بعض المأكولات البحرية التى غالبا لا نأكلها طوال أيام شهر رمضان خوفاً من الشعور بالعطش أثناء الصيام.

بينما تقول عزة أحمد (23 عامًا): كل عام أنظم أنا وأصدقائى سهرة ليلة وقفة العيد، وفى هذا العام قررنا أن نسهر فى مطعم شهير بوسط البلد حتى بزوغ فجر أول أيام العيد لنتبادل الصور وتناول كعك العيد، ثم نذهب لأداء صلاة عيد الفطر، وبعدها نعود للمنازل حتى نتبادل التهانى وسط العائلة وبين الأقارب.

فيما تقول ماريان ماجد (25 عامًا) إن الاحتفال بعيد القيامة مختلف هذا العام، حيث إنه يجمع بين المسلمين والمسيحيين فى نسيج واحد ليرسم لوحة جمالية عناصرها متناغمة بسبب تقارب عيدى القيامة والفطر، وخلال الأيام الحالية تتوافد العائلات والشباب على الأماكن الترفيهية ومحلات ملابس العيد ومحلات حلوى الكعك فى جو من البهجة والفرح ولا تستطيع أن تفرق فيه بين مسلم ومسيحى.

أما مينا كيرلس (33 عامًا) فيقول: فى كل عام ننظم أنا وأصدقائى سفريات شبابية لنقضى ليلة عيد القيامة فى جو من البهجة، والعيد هذا العام قضيناه على شواطئ الإسكندرية واستمتعنا بالرقص والغناء.

فيما قالت فريدة محمد (34 عامًا): نجتمع بشلة أصدقاء الجامعة التى تشمل المسلمين والمسيحيين فى ليلة وقفة عيد الفطر كل عام لنسهر حتى الصباح، وما يميز هذا العام هو السهر معهم للاحتفال بعيد القيامة ثم يأتون للسهر معنا ليلة وقفة عيد الفطر، ونتبادل التهانى فى أجواء من المحبة والتآلف ونلتقط الصور التذكارية معاً، وإن شاء الله لن نترك هذه العادة أبدًا.

وعلى أرصفة كورنيش النيل فى أماكن عدة مطلة على النهر الخالد، تجلس العائلات المصرية فى جو من البهجة والفرح، ويقوم الأطفال باللعب من حولهم، فى أجواء تغلفها البهجة والسعادة، ووحدة المصريين.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023