كواليس ملحمة « أرابيسك» ورسائل تحذيرية

ملحمة « أرابيسك»
ملحمة « أرابيسك»

 كتبت: ندى محسن

تجسدت ملحمة "أرابيسك" بقوة في الكلمات التي صاغها الشاعر سيد حجاب، وهو يحذر من الشر الذي يتربص بالخير، فكانت كلماته بمثابة رسائل تحذيرية في المذهب "الشر شرق وغرب داخل في حوشنا.. حوشوا لا ريح شاردة تقشقش عشوشنا.. حوشوا شرارة تطيش تشقق عروشنا.. وتغشنا المرايات تشوش وشوشنا.. وتهيل تراب ع الهالة والهيلمان.. وينفلت من بين إيدينا الزمان"، ولا يُمكن أن نغفل عن دور موسيقى عمار الشريعي في وصف الحالة العامة للمسلسل بإعتماده على آلة القانون.


ودارت في كواليس تحضير تتر هذا العمل العديد من التفاصيل منها ما يتعلق بمسألة اختيار الصوت المُناسب، وكشف حسن فؤاد أن الموسيقار عمار الشريعي هو مَن رشحه لغناء تتر العمل بعد تعاونهما في أوبريت “إخترناك”، وذلك قبل أن يواجه اعتراضاً من جانب المؤلف أسامة أنور عكاشة على غناءه التتر باعتباره صوت جديد لا يعرفه أحد، خاصة أن العمل ضخم والمنافسة شديدة لا تحتمل مغامرة من أي نوع، إذ كانت حينها تذهب تترات الأعمال الضخمة إلى علي الحجار ومحمد الحلو، وشهدت تلك الفترة منافسة شديدة بينهما على تترات الأعمال الدرامية، لكن الشريعي تمسك برأيه ووجهة نظره في البداية، وقال لعكاشة: "هنجيب الولد يسجل، ولو معجبكش يبقى نجيب الحجار أو الحلو"، واستجاب عكاشة لطلبه، بل أُعجب بصوت فؤاد وأدائه، ووافق على تقديمه للتتر قائلاً: "نبقى قدمنا لمصر صوت جديد".


تحدي آخر واجه الشريعي أثناء صياغته للحن الأغنية، وألقى جزء من مسئولية نجاح التتر على عاتق المطرب حسن فؤاد، حيث قال له: "يا حسن أنا مش عارف هقدمك إزاي في الكلمات واللحن ده، الكلام صعب لكن أنا هرميك في البحر وعوم".

اقرأ أيضًا| صاحب العود وترك بصمة لا تنسى.. بليغ حمدي «عقبري التحلين»
وذكر فؤاد في أحد لقاءاته الإعلامية، أنه تقاضى أجر 400 جنيه عن غناءه التتر، واسترجع "شريط" ذكرياته حيث روى أنه غفل عن استلام المبلغ من خزينة التليفزيون بسبب سعادته البالغة بنجاح تتر العمل، ولم يستلم المبلغ إلا بعد مرور عام على عرض المسلسل، وأضاف أن الموظف الذي سلمه المال تفاجأ من صغر حجم هذا المبلغ مقارنة بحجم النجاح الكبير الذي حققه العمل حينها، لكنه لم يهتم بالعائد المادي بقدر إهتمامه بتحقيق النجاح والشهرة على حد تأكيده.


ويُعد تتر "أرابيسك" أحد أهم العلامات الفارقة في مشوار حسن فؤاد، بل يعتبره "وش الخير" عليه، وربما لم يكن يدري أو يتوقع له هذا النجاح الكبير الذي استمر منذ منتصف التسعينات وحتى الآن، وإنطلق بعدها في رحلة غناء تترات الأعمال الدرامية، ليُقدم أغاني مسلسلات "علي بابا والأربعين حرامي، سعد اليتيم، الوتد، حبنا الكبير، الجانب الآخر، أوراق من المجهول، أحلام سليمان، خان القناديل"، وهو آخر عمل شارك فيه بالغناء والتمثيل عام 2003، قبل أن يعتزل الفن، ويُقرر التفرغ لدراسة وحفظ القرآن الكريم بالتجويد، وأكد أنه لم يندم على قراره هذا، بل يعتبر تلك الفترة من أهم الفترات في حياته.