علقة موت لاينساها محمد فوزي

 الفنان محمد فوزي
الفنان محمد فوزي

أيام بؤس وشقاء عاشها الفنان محمد فوزي في بداية حياته، ولم بجد حتى قوت يومه، وتعرض لكثير من المحن وألوان العذاب، ومن بين ذكرياته بعدما جنى ثمرات كفاحه.

حيث تعاقد معه أحد المتعهدين حينما كان هو تلميذ بمدرسة طنطا الابتدائية على ان يغني في مولد بالقرب من مدينة المحلة الكبرى، فقد كان منذ صفره مشهورا بجمال الصوت، وكانت المدارس تدعوه للغناء في حفلاتها.

وفي الليلة الأولى من ليالي المولد حضر أحد الخفراء يطلب منه أن يتوجه إلى نقطة البوليس لمقابلة الضابط.

 

علت الدهشة وجه محمد فوزي، واثقلت رأسه بالتساؤلات، وبعد تفكير رفض، وأوضح للخفير بأنه ليس لديه وقت لانشغاله بالغناء في ليلة المولد، بينما اخذ الخفير في الإلحاح عليه وضرورة اتباع الاوامر، مما آثار حفيظة محمد فوزي ورد عليه قائلا: اذا كان فيه حاجة فلماذا لايحضر الضابط لمقابلتي.

 

انصرف الخفير والشرر ينطلق من عينيه، وبعد قليل فوجئ فوزي بصدور أمر من الضابط بتشطيب المولد في هذه الليلة بسببه، وما إن علم المشتركين في إحياء المولد من عوالم، وغوازي، واراجوزات، وقرداتية. وبهلوانات أنه وراء تشطيب المولد، تجمعوا حوله وانهالوا عليه ضربا لأنه تسبب في قطع ارزاقهم، وقادوه والدماء تسيل من كل جزء في جسده إلى الضابط، وهناك أوضح له الضابط الذي ارسل في طلبه ليمنعه من الغناء بأمر ناظر المدرسة.

 

وقف فوزي ينعي حظه ويتمتم قائلا: الله يسامحك ياحضرة الناظر، وتلك كانت علقة الموت التي لاينساها محمد فوزي.

 

مركز معلومات أخبار اليوم