"بوابة أخبار اليوم" أول من تكهنت بالترشيح .. مصر تدفع بالعناني مديرًا عاما لليونسكو 

 الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق
الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق

قال الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس الوزراء ، أنه تم ترشيح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة السابق،  لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء اليوم الأربعاء بالعاصمه الاداريه وأضاف أن الترشيح جاء لخبراته الكبيرة، مؤكدا أن مصر تولي اهتمام خاص باليونسكو والتعاون بينهم هام للغاية، أن مصر نجحت فى دعم أحقية الدول الأفريقية فى استرداد كافة ممتلكاتها الثقافية المنهوبة.

أقرأ يضا :- بعد ترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.. محطات في حياة د.خالد العناني

 ومن جهته قال الدكتور خالد العناني ، وزير السياحة السابق، بعد ترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو فى الانتخابات المقرر لها فى 2025، إنه شرف له أن يضع خبراته فى خدمة المنظمة وأهدافها، وتقديرا لدور مصر العريق ، متوجها بالشكر للقيادة السياسية للإعداد المبكر لهذا الترشح مما يعكس الأهمية التى توليها مصر لهذا المنصب.

وكانت بوابة أخبار اليوم قد انفردت في وقت سابق بنشر تقرير تحت عنوان "تكهنات على أعتاب المنظمة.. «العنانى».. هل يخلف الفرنسية «أودرى أزولاى» فى قيادة اليونسكو" أكدت فيه استعداد مصر المبكر للدفع بمرشح للمنافسة على المنصب الدولي الرفيع.

الدكتور خالد العناني

 وأكدنا أن التكهنات تشير إلى أن د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار سيقوم بتقديم أوراق ترشحه لليونسكو وهو ما قد يدفع الدول العربية بل والأجنبيه لإختياره مديرا لليونسكو للدورة القادمة.
 
وأكدت المصادر أنّ بعض الدول تحاول للتأثير على المجلس التنفيذي لليونسكو المُكوّن من 58 دولة.
 
وكشفت مصادرنا أيضا أنّ دولاً عربية ذات ثقل تعتزم ترشيح شخصيات معروفة حققت لبلادها إنجازات ثقافية عالمية، وتتمتع بسمعة مرموقة في مجال احترام الثقافات وحوار الحضارات، إضافة لمكانة دولية مميزة وعلاقات طيبة وإيجابية مع كافة دول العالم فى إشارة لمصر.
 
تعزيز فرصة الفوز ومما يعزز الفرصة لفوز المرشح المصرى بالمنصب ما أشاره البعض إلى تقدير الحكومة الفرنسية للتعاون، مع مصر.
 
 ويتوقع البعض أن تقوم فرنسا بدعم المرشح المصري هذه المرة من خلال عدم تجديد الترشح للمديرة الحالية خاصة أن الترشيح الفرنسى يخرج عن العرف السائد منذ زمن طويل داخل اليونسكو، والذى لا يدعم أن يتولى رئاسة المنظمة مرشح ينتمى لدولة المقر. كما لا يتيح هذا العرف لأى بلد أن يتولى مواطنوها منصب رئاسة منظمة دولية أكثر من مرة، وبالتالى احترام مبدأ التناوب هنا. فمنذ تأسيس اليونسكو فى عام 1946، لم تحظ أى دولة عربية بهذه الفرصة من قبل، وهذا هو الوقت المناسب لتولى قيادة المنظمة.
 
يُذكر أنّ 5 دول عربية، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وتونس، والجزائر وقطر قد فازت بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو نوفمبر قبل الماضي، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي بهذه الدول التي تمتلك خارطة طريق واضحة وطموحة في مجال العمل الثقافي، وتسعى للمشاركة الفاعلة في مناقشة أهداف اليونسكو ووضع الخطوط الإرشادية لسياساتها واستراتيجيتها.
 
تعاون مثمر
 
ولعل ما ظهر خلال اللقاءات التى جرت بين د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى فرنسا خلال فترة توليه وزارة السياحة والآثار والتى شهدت مباحثات لتعزيز سبل التعاون مع نظيره الفرنسى يشير إلى مجهود العنانى لتعزيز موقف مصر فى الفوز بالمنصب فلم تخل لقاءاته الرسمية التي عقدها خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الفرنسية باريس مع كبار المسئولين الحكوميين الفرنسيين، بلقاء Jean Baptiste Lemoyne  وزير الدولة للسياحة والفرنسيين بالخارج والفرانكوفونية، وأهدى له مستنسخا لمركب خوفو آنذاك وناقش معه عدد من الموضوعات الهامة التي من شأنها تعزيز سبل التعاون بين البلدين في مجال السياحة ودفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من فرنسا ودائما يعرب الدكتور خالد العنانى عن عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا على المستويين الرسمي والشعبي، ويشير دائما إلى التعاون المثمر بين البلدين في العديد من المجالات منها السياحة والآثار.
 
علاقات طيبة
 
وإلتقى العنانى أيضا خلال توليه منصبه الوزاري بأودري أزولاي مدير عام منظمة اليونسكو خلال زيارتها لمصر واصطحبها فى رحلة سياحية شملت العديد من المناطق الأثرية والسياحية فى محافظة الإسكندرية شمالا حتى أسوان جنوبا تفقدا خلالها، السوق السياحى القديم بمدينة أسوان والبازارات والعاديات ومحلات العطارة التى تشتهر بها أسوان فضلا عن العديد من المقاصد السياحية الأخرى منها معابد فيله ومتحف النوبة، بالإضافة إلى القيام بجولة نيلية وأهدى لها مستنسخا لقناع «يويا»  المحفوظ بالمتحف المصرى بالتحرير والتي كانت زارته بصحبة الوزير في شهر إبريل الماضي على هامش مشاركتها في حضور موكب المومياوات الملكية.
 
مكانة اليونسكو
 
وتمتد علاقة التعاون المثمر والفعال بين مصر واليونسكو إلى القرن الماضي، ومشروع إنقاذ معابد النوبة يعتبر من أهم المشاريع التي تضمنتها أوجه التعاون بينهما، كما أن مصر من الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو، ومكتب المنظمة بالقاهرة يعتبر أول مكتب إقليمي يٌقام للمنظمة خارج العاصمة الفرنسية باريس وثاني مكتب يُقام لها في العالم بعد باريس.
 
ففى كل عام يمر نحتفل بذكرى إكتشاف معبد رمسيس الثانى فى أبو سمبل. لقد تم إنقاذ هذه المعابد وغيرها من المعابد، من خلال تكاتف المجتمع الدولى. وقد أدارت اليونسكو بناء على طلب مصر، حملة الإنقاذ التى حافظت على الكثير من تراث النوبة القديمة، والتى كانت مهددة ببناء السد العالى فى أسوان. ويبقى يوم 8 مارس 1960، يوم الإعلان عن حملة الإنقاذ هذه، محفورا فى سجلات التاريخ. وقد حضر الاحتفالات الثقافية فى باريس العديد من الشخصيات الدولية، حيث دعا «فيتورينوفيرونيز»، المدير العام لليونسكو فى الفترة من 1958 إلى 1961 وخليفته «رينيه ماهيو»، الذى تولى رئاسة المنظمة فى الفترة من 1961- 1974، الحكومات والمنظمات الدولية وأى مجموعة معنية بتراثنا الدولى لتقديم المساعدة فى شكل أموال أو ودعم فنى وكان رد الفعل كبيرا، فقد قدمت البلدان والأفراد قدر المستطاع، وتم تجميع ملايين الدولارات لهذا الغرض. وعمل الباحثون واللجان المعنية من أكثر من عشرين دولة معا لمدة عشرين عاما على هذه الحملة الناجحة للغاية. إن هذا التعاون الدولى، الذى بدأته مصر، قد أعطى اليونسكو مكانة جديدة، وجعلها هيئة يُنظر إليها باحترام فى جميع أنحاء العالم.
 
 
وأخيرا.. لماذا العنانى؟
 
المرشح المصري د. خالد العنانى ليس مجرد مرشح عربي فحسب، فهو يمثل أفريقيا أيضا، وهو مثالا يحتذى فى النشاط والدأب، كما قدم إسهامات كبيرة كأول وزير للسياحة والآثار بعد دمج وزارة السياحة بوزارة الآثار فى مصر. 
 
إن أهمية التراث الثقافى المصرى للعالم ليست سوى أحد الأسباب التى تجعل المرشح المصرى جديرا بأن يكون المدير العام لليونسكو. فالدكتو خالد العنانى المرشح العربى لليونسكو مؤهل بحق لتولى هذا المنصب، فهو شخص استثنائى يتمتع بمؤهلات عالية، وهو شخصية مؤهلة وقادرة على خدمة اللجنة العالمية بتفان ومهنية، وهو الشخص المناسب لقيادة المنظمة خلال هذه الأوقات العصيبة. وهو صاحب الإكتشافات الضخمة الأخيرة وصاحب إنجاز المشروعات الكبرى فى الآثار ولعل ذكاء العنانى يجدر فى استثمار تخصصه فى السياحة فى حسن التعامل مع سفراد دول العالم والذى يتجلى فى اصطحابه لهم فى كل المواقع الأثرية والاحتفالات العديدة ليكونوا خير سفراء لمصر بالخارج ينقلون لبلادهم الوضع الآمن بمصر وهو ما كان دافعا لهذه الدول لاستئناف حركة السياحة ورحلات الطيران بعد سنوات من المعاناة عقب ثورة ٢٥ يناير وما تلاها من أحداث وعبر جائحة كورونا الطاحنة.
 
لعل هذه الأسباب فيه ما يؤهلنا لتبوؤ فوزن بمقعد رئاسة اليونسكو، والتى تجعل من خالد العنانى بحق المرشح الأفضل لهذا المنصب.
يذكر أن كل من الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق والسفيرة مشيرة خطاب كانا قد تم ترشيحهما خلال دورات سابقة.