قلب مفتوح

هو ده رمضان؟!

هشام عطية
هشام عطية

فى عالم خرج بلا عودة من زمن الوفرة، يعانى الندرة فى قوته يفاجئ المصريون هذا العالم الذى يحيا على شفا مجاعة بمضاعفة فاتورة استهلاكهم من السلع فى رمضان - شهر الصيام - من ٦٠ مليار جنيه الى ما بين ١٠٠ الى ١٢٠ مليارًا حسب تصريحات د. ابراهيم عشماوى مساعد أول وزير التموين!!

هذا الرقم المستفز يستحق أن تتناقله وكالات الأنباء والمحطات الفضائية العالمية باعتباره أعجوبة من عجائب زمن الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تضرب العالم كله.

كل علامات الاستفهام الموجودة باللغة لا تكفى لنفهم لماذا نزيد أزماتنا من أجل بطوننا؟! ولماذا فعلنا ذلك برمضان، كيف حولنا شهر العبادات والروحانيات والنفحات إلى موسم لالتهام المأكولات والحلويات والسهرات؟!

فى هذا الشهر الفضيل أوكازيون السماء السنوى لنيل المغفرة والرحمات أصبحنا فيه أسرى لعاداتنا الرمضانية وليس لعباداتنا وصومنا الذى هو من المفترض أنه تدريب سماوى لتهذيب النفس على استعادة توازنها وقوتها بالامتناع عن الحلال المباح لمدة شهر حتى لا تقرب الحرام الممنوع طوال الوقت.

أحيانا ألتمس العذر للمصريين لأنهم لم يجدوا من شيوخ المنابر بأصواتهم الزاعقة من يحدثهم لماذا نصوم؟ لم يجدوا من مئات البرامج والصفحات الدينية من يوضح لهم أن الحكمة وراء تشريع الصيام ليست التفكير فى معدتك الفارغة من الطعام لعدة ساعات تمتلئ بعدها بما لذ وطاب ولكن شرع الصوم للتدبر والعودة الى الله والتفكرفى أمعاء المحتاجين الفارغة طوال الوقت ولا تجد ما يسد رمقها.

أعذر المصريين وغيرهم من الشعوب العربية والاسلامية لأنهم لم يجدوا الا القليل من علمائنا يحدثونهم عن أن الاسراف فى رمضان وغيره من الشهور يزيد الحقد والضغائن داخل المجتمعات وأن الاعتدال هو أمر سماوى واجب التنفيذ.

لم يجدوا سوى من يحدثهم عن تفاهات الأمور مثل هل قطرة العين ومعجون الأسنان تبطل الصوم أم لا؟ وغيرها من التساؤلات السخيفة المملة المكررة، والاكثر سخافة هذا سؤال البعض عن مدى جواز رقص الزوجة لزوجها فى نهار رمضان!

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل بعض السفهاء برمضان وتقبل قيامنا وصيامنا واجعله شاهدا لنا لا علينا يوم أن نلقى وجهك الكريم.