سيد درويش .. فنان الشعب

سيد درويش
سيد درويش

كتبت: أية محمد عبدالمقصود

“قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك”.. هى الكلمات الأشهر لبطل حلقتنا هذا الأسبوع فى باب “السيرة” الذى يتناول أهم الشخصيات التى تجسدت فى أعمال مسرحية، الشيخ سيد درويش، هو واحد من أهم مجددى الموسيقى والغناء فى العصر الحديث، تخرج من مدرسته عشرات الفنانين، وغنى فى حياته بلسان الفلاح والعامل والموظف، قاوم الاستعمار بالفن، وكان صوتًا لثورة 1919، كما عبر عن انصهار كل الطوائف والجنسيات فى مصر، فغنى بلسان المصرى والسودانى واليونانى.

السيد درويش البحر الذى لقب بـ “فنان الشعب”، اسكندرانى المولد والنشأة، يشبه بحرها كثيرًا فى ثورته، تسلل حب الإنشاد إلى قلبه منذ الصغر، بدأ بالتركيز على الغناء ليتنقل بين المقاهى ويطرب زائريها، وحين سمعه السوريان “الأخوان عطالله “ أعجبهم غنائه، لينتقل معهما إلى الشام فى رحلة فنية قصيرة تعلم فيها الكثير، لكنه لم يلق النجاح الكافى حينها، وبعد سنوات عاد مرة أخرى إلى الشام وتعلم خلال هذه الرحلة الأخيرة كتابة النوتة الموسيقية وعزف العود، فعاد إلى الإسكندرية ليقدم ألحانه بنفسه وبدأ النجاح يطرق بابه. 

ومع قيام ثورة 1919 كان الشارع المصري على موعد مع أغنية جديدة بألحان الشيخ سيد، فأصبحت “قوم يا مصرى” من أشهر وأكثر الأغنيات ارتباطا بالمصرى حتى يومنا هذا، كما وضع ألحان لنحو 20 اوبريت.

وحينما كانت البلاد في حاجة لأنشودة تحتفل بها بعودة سعد زغلول من المنفى، كان سيد درويش هو بطل القصة مرة أخرى ليلحن النشيد الشهير “بلادى بلادى” المقتبسة كلماتها من خطاب ألقاه الزعيم مصطفى كامل عام 1907.

ومن أشهر أعمال الشيخ سيد درويش أغنيات “بلادى بلادى، زرونى كل سنة مرة، شد الحزام، يا شيخ قفاعة، أنا المصرى” وغيرها من الأغنيات والأناشيد والمسرحيات التى قام بتلحينها، وعلى الرغم من رحيله عن عالمنا فى سن صغيرة، إلا أنه استطاع أن يجدد الشكل التقليدى للموسيقى. 

اقرأ أيضًا | ذكرى ميلاد عبقري الموسيقى .. سيد درويش

وفى عام 1965 قدم المخرجان محمد توفيق وأحمد طنطاوي العرض المسرحى “سيد درويش” تأليف صلاح طنطاوى، بطولة محمد نوح، وداد حمدى، كارم محمود، عصمت عبد العليم، أحمد أباظة، إسماعيل شبانة.  

وفى عام 2020 جسد ميدو عادل شخصية فنان الشعب سيد درويش، وذلك من خلال العرض المسرحى الاستعراضى الغنائى الذى يحمل اسم “سيد درويش” والذى عرض على خشبة مسرح البالون، أظهر من خلاله الجانب الوطنى لشخصية سيد درويش فى العديد من المشاهد، إلى جانب إجادته غناء أشهر أغانى سيد درويش التى أضفت على المسرحية المزيد من الإبداع، كما أكد مخرج العمل أشرف عزب أن سيد درويش هو أحد أهم الفنانين الذين أضافوا للموسيقى العربية، لأنه استطاع أن ينقل الموسيقى من طبعها التركى إلى الشكل المصرى، وتناولت المسرحية المحطات الفنية والشخصية من حياة سيد درويش، بالإضافة إلى أن العرض قدم حينها عدد من القيم الفنية والوطنية لأجيال تعانى من قلة الأعمال الفنية الجيدة مما أثر على الذوق العام.