الدكتور هشام عيسى.. قضى شبابه في مداواة العندليب ورحل في ذكرى وفاته

هشام عيسى والعندليب
هشام عيسى والعندليب

بعد 46 عامًا من رحيل العندليب وفى نفس الشهر، ومنذ أيام في الحادى عشر من الشهر الجارى، رحل عن عالمنا الدكتور هشام عيسي، وهو شقيق الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء الأسبق، ووزير التعليم العالي الأسبق الذى أعرب عن حزنه الشديد لوفاة الدكتور هشام.


وكان الدكتور هشام عيسى هو الطبيب الخاص بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والذى اعتمد عليه العندليب للدرجة التي جعلتهما لا يفترقان نهائيًا.

يعتبر من أشهر الأطباء وذلك بسبب علاقته الوثيقة بالفنانين في فترة السبعينيات، فالدكتور هشام عيسى كان شخصية مميزة في عالم الطب، إلى جانب شهرته الكبيرة في علاج الكثير من الناس ، حيث كان تخصصه قسم الأمراض الباطنية.

اقرأ أيضًا| ذكرى وفاة الشيخ «جاد الحق» خادم الدين والعلم 


كان الدكتور هشام عيسى شخصية جميلة ومتواضعة ، كما كان يتحدث عن الفنان والراحل العندليب الأسمر طوال فترة حياته، حيث انه كان يعد من أقرب الأطباء الذين تابعوا الفنان والمطرب عبد الحليم حافظ خلال فترة مرضة التي أمتدت لفترات طويلة حتى وفاته.

هشام عيسي والرئيس جمال عبد الناصر:
الدكتور هشام عيسى وسط زملاءه كان من جنود مصر الأوفياء فى مجال الطب في فترة السبعينيات، والتي تعتبر هى أشد واقوى فترات الأزمات التي عاشتها مصر في فترة الحروب، ويوجد موقف للدكتور هشام عيسي، حيث كان يقوم بتولى قيادة سيارة الأسعاف فى موكب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان مسؤولا وقتها عن نقل الدم والإفاقه.

حليم وأنا


بعد 33 عامًا من رحيل العندليب، صدر كتاب الدكتور هشام عيسى "حليم وأنا"، وعندما تغوص بين جنبات سطور الكتاب وحكاياته خصوصًا وأنَّ كاتبه طبيب عبد الحليم الخاص لسنوات طويلة، واستطاع الدكتور عيسي أنَّ ينقل لنا بعض من تفاصيل الرحلة التي عاشها عبد الحليم حافظ ، هكذا كان هشام عيسى مع عبد الحليم فقد تحولت علاقتهما من طبيب ومريض لأصدقاء وربما أصبح عيسى واحدًا من أفراد عائلة حليم حيث كان يصاحبه يوميًا فى كل تحركاته، فالنزيف لا يرحم ولا يعطى أى إشارة بالوصول، فهو يفاجأ عبد الحليم كما كان يفاجأ عيسى ويضرب توقعاته الطبية فى مقتل لا فرار منه.


قارئة الفنجان


حكى الدكتور هشام عيسي عن رائعة عبدالحليم فى قارئة الفنجان وهي آخر ما شدا بها وعانى فيها كثيرًا من آثار انهيار الكبد بل وفاجئه النزيف أكثر من مرة فى بروفاته مما دعى دكتور هشام عيسى لحبس عبد الحليم فى غرفته رغمًا عنه للحفاظ على حياته ولكن هيهات فالعندليب كان تعافيه فى أن يظل يغنى ويغنى..وذلك فى كتاب هشام عيسى حليم وأنا.


حقيقة ارتباط العندليب بالسندريلا


من أبرز الشهادات حول حليم وسعاد حسنى، هى تلك التى وردت فى كتاب الدكتور هشام عيسى، والذى يؤكد فيها أنَّ الزواج لم يحصل بينهما نهائياً، رغم قصة الحب الكبيرة والمعروفة التى جمعتهما، والتى كبرت ووصلت ذروتها عام 1961، وفيها قرر حليم وسعاد الزواج، وكان شاهدا على ذلك الإذاعى وجدى الحكيم المقرب منهما، ويقول طبيب عبد الحليم عن ذلك خلال الرحلة وصلت قصة الحب بين حليم وسعاد إلى ذروتها، عاش العاشقان أسعد أيامهما، ارتشفا رحيق الحب كاملًا، كانا لا يفترقان أبدا ولم يكتما شيئًا، ولمس كل من كان بالرحلة مدى التطور فى حبهما فقد اتفقا على الزواج.


وأخذا يُخططان لذلك حتى فى اختيار أثاث منزلهما المستقبلى، وطلب حليم من صديقه وجدى الذى بقى فى المغرب أن يقوم بإجراءات شحن الأثاث لمصر، لكنه فوجىء بحليم يتصل به من القاهرة طالبًا منه إيقاف إجراءات الشحن، وعندما سأله عن السبب رد عليه حليم "لقد ألغى الزواج"! فهذا كان الرد النهائي من الدكتور هشام عيسى حول حقيقة زواج حليم بالسندريلا.


قصة حليم بين الحياة والموت


يروى الدكتور عيسي قصة النزيف الكبير والخطير الذى حصل للعندليب يوم رحيل الرئيس جمال عبد الناصر المفاجئ يوم 28 سبتمبر 1970، ونقل على أثره عبد الحليم للمستشفى وهناك انتقل اليه فيروس "ب" مع زجاجة الدم التى نقلت له، كما كانت أشد نوبات النزيف تلك التى حدثت له فى المغرب بعد عامين عقب الإنتهاء لإحدى الحفلات، ومكث جراءها 15 يومًا فى المستشفى بين الموت والحياة.