أخر الأخبار

ذكرى وفاة الشيخ «جاد الحق» خادم الدين والعلم 

الشيخ جاد الحق
الشيخ جاد الحق

لأول مرة في عهده تعقد جامعة الأزهر مؤتمرات ثقافية وطبية وزراعية، ولد الشيخ جاد الحق في الخامس من أبريل عام 1917م، في بطرة مركز طلخا محافظة الدقهلية، من أسرة صالحة.

تلقى تعليمه في كُتَّاب القرية وحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم الْتحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، وأنهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، واستكملها في القاهرة في المعهد الديني بالدَرَّاسَة، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرَّج فيها سنة 1944.

خادم الدين والعلم:

حصل الشيخ جاد الحق على الشهادة العالمية، ثم بعدها نالَ تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة، وتقلد العديد من المناصب الرفيعة، وخدم الدين والعلم في كل منصب تقلَّده حين كان قاضيًا أو مفتيًا ووزيرًا، ثم شيخًا للأزهر.

كان رحمه الله من أبرز جهوده في اهتمامه بالبحوث في مختلف أصول الدين وفروعه والمعارف الإسلامية، مما كان له نتائج وفوائد جمَّة، منها التوسّع في إنشاء المعاهد الدينية والكليَّات ومكاتب الدعوة والإرشاد، بحيث تضاعف عدد تلك المؤسسات أضعافًا كبيرة داخل مصر وخارجها.

مفتياً في رمضان:

عُيِّن مفتيًا للديار المصرية في رمضان عام 1398 هـ الموافق أغسطس عام 1978، فعمل على تنشيط الدار، والمحافظة على تراثها الفقهي، فعمل على اختيار الفتاوى ذات المبادئ الفقهية، وجمعها من سجلات دار الإفتاء المصرية، ونشرها في مجلدات بلغت عشرين مجلدًا، وهي ثروة فقهية ثمينة؛ لأنها تمثل القضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة في فترة معينة من تاريخها، وفي الوقت نفسه تستند إلى المصادر والأصول التي تستمد منها الأحكام الشرعية، كما اختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية سنة 1980.

مناصب تقلدها:

وزيرًا للأوقاف عام 1982، وظلَّ بها شهورًا قليلة، ثم بعد ذلك اختير شيخًا للجامع الأزهر في 17 مارس عام 1982، وفي سبتمبر عام 1988 تمَّ اختياره رئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

نهضة كبيرة للمعاهد الأزهرية:

 شهد الأزهر الشريف في عهده نهضة كبيرة، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قرى ومدن مصر، وبلغ عدد المعاهد الأزهرية في عهده الشيخ جاد الحق أكثر من ستة آلاف معهد، ولم يقف جهده على نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص على انتشارها في شتى بقاع العالم الإسلامي، حين قام بإنشاء معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب إفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالديف وجزر القمر وغيرها من البلدان الإسلامية.

 منح دراسية للوافدين:

كما فتح باب واسعًا أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتى يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام.

مؤتمرات دولية في قضايا الطب والثقافة:

نجح العالم الجليل جاد الحق على جاد الحق في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر، وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها، وكان آخر قراراته لنهضة الأزهر وإبراز دوره في نشر رسالة الإسلام، هو إقامة مدرسة مسائية للرجال والنساء على شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف، وكان ذلك هدفه نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب والجهل والداعية للحب والسلام، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية.

طباعه وتعاملاته:

رغم كثرة المناصب التي تولاها إلا أنها لم تغير فيه شيئاً لا في طباعه ولا في تعاملاته مع الناس، ولم تختلف حالته المالية في أيامه الأخيرة عن تلك التي كانت في بداية حياته العملية، ففي كلتا الحالتين كان موظفاً يتقاضى راتبه من الدولة دون مكافآت أو حوافز، كما لم يكن يحصل على أية أموال تأتيه مقابل أبحاثه وكتبه القيمة فقد كان يجعلها في سبيل الله.

مؤلفاته:

الفقه الإسلامي مرونته وتطوره

بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة

أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية

رسالة في الاجتهاد وشروطه

رسالة في القضاء في الإسلام

مع القرآن الكريم

النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن

الدعوة إلى الله

ونفس وما سواها

جوائز وتكريمات:

حصل العالم الجليل على وشاح النيل في عام 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر.

حصل على وسام «الكفاءة الفكرية والعلوم» من الدرجة الممتازة من المغرب.

حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة عام 1995.

وفاته:

توفي الشيخ جاد الحق فى فجر يوم الجمعة في الموافق 25 من شوال 1416هـ، الموافق 15 من مارس 1996 م.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم