لا خلاف بين أحد من المهتمين والمتابعين للشأن الدولى العام على شموله، والشأن الاقليمى العربى والشرق أوسطى على خصوصه، على الأهمية غير القليلة التى يتضمنها ويحتوى عليها الإعلان المفاجئ، عن الاتفاق السعودى الإيرانى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية خلال الشهرين القادمين.
والأهمية لا تعود فى أساسها فقط إلى المفاجأة وغيبة التوقع بنجاح المساعى التى كانت جارية منذ فترة ليست بالوجيزة، والتى شاركت فيها كل من العراق وعُمان، لتجاوز الخلافات وتقريب وجهات النظر ثم التفاهم بين المملكة وإيران، ولكنها تعود أيضا إلى ماتم الكشف عنه من قيام الصين بدور فاعل ومؤثر للوساطة أدى للتوصل إلى التفاهم ثم الاتفاق بينهما.
كما كانت المفاجأة أيضا فيما وضح من غياب كامل، لأى دور أمريكى فى الاتفاق الذى تم التوصل إليه وإعلانه والكشف عنه.
ورغم ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض «جون كيرى»، من أن أمريكا كانت على علم بالتقارير التى تفيد باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية،...، إلا أن الغياب الأمريكى كان هو الواضح والمؤكد بكل ما يحمله ذلك فى طياته من معان ودلالات.
والحقيقة أن أهمية الاتفاق مؤكدة وواضحة على المستويين الإقليمى والدولى، من خلال ردود الأفعال الإيجابية، التى تلت الإعلان المفاجئ، حيث أعلنت كل الدول العربية وفى مقدمتها مصر تقديرها لهذه الخطوة الهامة.
وأعلنت تقديرها لما انتهجته المملكة العربية السعودية خلال توجهها لإزالة مواضع التوتر فى العلاقات على المستوى الإقليمى، والارتكاز على مبادئ الأمم المتحدة فى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما أكدت مصر تطلعها أن يكون للاتفاق مردود إيجابى على سياسات إيران الإقليمية والدولية، وتوجهها لنهج سياسى يعزز فرص التعاون بين دول المنطقة.
«وللحديث بقية»