فى الصميم

صدمة إسرائيل.. وقطار نتنياهو!!

جلال عارف
جلال عارف

فى الصباح.. كان «نتنياهو» يتحدث فى العاصمة الإيطالية «روما» مع رجال الأعمال هناك عن فرص الاستثمار فى إسرائيل، وكان يطمئنهم أن مشروعه للتوسع فى المنطقة يمضى فى طريقه، وأن «التطبيع» مع المملكة السعودية سيفتح الباب لتنفيذ خط السكة الحديد بين السعودية وميناء حيفا، وأن خط الانابيب لنقل البترول عبر إسرائيل إلى أوربا سيكون متاحاً فى القريب.


بعد ساعات قليلة كان الإعلان عن الاتفاق الايرانى - السعودى برعاية الصين لإعادة العلاقات بين البلدين الجارين وإحياء الاتفاقات الأمنية بينهما!! الضربة موجعة.. ليس فقط بسبب الفشل المخابراتى الاسرائيلى، وإنما للسقوط المدوى لاستراتيجية نتنياهو فى إقامة تحالف شامل يعزل إيران من ناحية، ويوسع «التطبيع المجانى» مع إسرائيل لمواجهة الخطر الإيرانى.. أو هكذا قيل، وبمساندة أمريكية كاملة!!


المعارضة الاسرائيلية حملت «نتنياهو» المسئولية، وبعد أن كان هناك احتمال لتهدئة الاحتجاجات مؤقتاً بعد أحداث تل أبيب، خرج ما يقرب من ٢٠٠ ألف متظاهر فى اليوم التالى بعد أن أضيف الفشل الخارجى لحكومة نتنياهو إلى الفشل الداخلى الذى يضع إسرائيل فى قلب أسوأ أزمة تصادفها مع حكم زعماء عصابات اليمين المتطرف.


اتفاق «بكين» لم يكن الضربة الوحيدة فى هذا الاتجاه. قبله تم طرد ممثلى إسرائيل من اجتماعات مجلس الوحدة الافريقية، وقرر برلمان جنوب إفريقيا تخفيض التمثيل الدبلوماسى مع تل أبيب، وأبدت أمريكا نفسها «الاشمئزاز» من سياسة إسرائيل، وأدانت أوربا كلها «المحارق» والمجازر التى تقوم بها حكومة نتنياهو وقطعان المستوطنين.
بالطبع .. مازال الطريق طويلاً أمام التوافق السعودى - الايرانى، لكن الآمال كبيرة فى أن يكون الالتزام بالاتفاق هذه المرة كاملاً، وأن تنفتح الأبواب أمام تعاون بناء لمصلحة الطرفين واستقرار المنطقة. أما إسرائيل.. فربما تدرك ما كان عليها أن تدركه من البداية، وهو أن كل محاولات القفز فوق القضية الفلسطينية مصيرها الفشل، وأن انتظار قطار التطبيع الحقيقى سيطول إلا إذا مر أولاً على محطة دولة فلسطين المستقلة بحدودها الكاملة وقدسها العربية.