أحمد غراب يكتب: الشحاذة بالإكراه !!

أحمد غراب
أحمد غراب

راعنى فى مترو الأنفاق ما سمعت من أحد المتسولين: «يا رب يعميك يا اللى تطمع فى رزقى اللى ربنا كتبهولي معاك»!!، وبعده بقليل استلمتنا واحدة بالمحطة التالية تردد: «ياولاد.. ربنا فتح باب بينى وبينكم، متكنوش سبب فى غلقه بالامتناع عن مساعدتي.. يا رب اللى يقفل هذا الباب ربنا يقفل فى وشه كل أبواب الفرج». 

هذه المتسولة كما تلاحظون مثقفة، وتستدرجنا بكلام وعبارات تهز المشاعر والعواطف؛ وخاصة لدى النساء وكبار السن، وهى لغة لا تخلو من التخويف والترهيب.

على النقيض تماما كان المتسول فى التراث العربي؛ خفيف الظل مثقفا؛ فهذا هو أشعب أشهر متسول فى التراث العربي يقف أمام الخليفة أبى جعفر المنصور، فيسأله الخليفة مشيرا إلى خاتمه: هل رأيت أفضل من الذى بيدى يا أشعب؟! قال أِشعب: اليد التى وضع فيها يا أمير المؤمنين، فضحك أبو جعفر ومنحه الخاتم هدية.

يتصدر مائدة للخليفة، ولما رآه أبوجعفر سأله: من الذى دعاك لوليمتنا يا أشعب؟! قال: يا أمير المؤمنين بينى وبينك رحم مقطوعة أردت أن أصلها!! قال الخليفة: وما هذه الرحم؟! رد أشعب: ألسنا أخوة من آدم وحواء؟! فضحك الخليفة.